السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

حرب من نوع آخر بدأت.. هل ينهار الدولار وتنقلب الموازين؟

حرب من نوع آخر بدأت.. هل ينهار الدولار وتنقلب الموازين؟
تفاقمت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على نحو غير مسبوق، الأمر الذي زاد من مخاوف اندلاع حرب تجارية شاملة بين القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين في العالم، والتي من المحتمل أن تسبّب أضراراً بالغة على مسار نمو الاقتصاد العالمي بحسب اقتصاديين.
تنامي المخاوف من اندلاع الحرب التجارية المرتقبة بين الطرفين، جاء بعد إعلان الصين اليوم الأربعاء عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على 106 من البضائع الأميركية.
وتستهدف الرسوم الصينية الجديدة بضائع أميركية تشمل فول الصويا والسيارات والمواد الكيماوية والطائرات، والذرة بالإضافة إلى منتجات زراعية أخرى، على أن تطبق الرسوم الجديدة على حوالي 50 مليار دولار من واردات أميركا.
ويأتي الإعلان الصيني بعد أقل من 24 ساعة من كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن قائمة جديدة تفصيلية تشمل نحو 1,300 سلعة من الواردات الصينية التي ستخضع لرسوم إضافية، ضمن مجالات الصناعة والنقل والطب.
وتهدف الخطوة الأميركية الأخيرة إلى إجبار بكين على التصدي لما تصفها واشنطن بسرقة الملكية الفكرية الأميركية والنقل القسري للتكنولوجيا من شركات أميركية إلى منافسين صينيين وهي اتهامات ينفيها المسؤولون الصينيون.
حذر الأسواق
تسارع الطلب الاستثماري على أصول الملاذات الآمنة بالأسواق المالية، بفعل تجدد المخاوف بشأن التوترات التجارية العالمية، وشهدت أسواق العملات حالة من الحذر اليوم الأربعاء، في الوقت الذي بدا فيه أن المستثمرين غير قادرين على رسم صورة واضحة بخصوص تداعيات النزاع التجاري الصيني الأميركي، بينما تعزز دور “الين” الياباني كملاذ آمن بعد ارتفاعه قليلاً مقابل الدولار.
وانخفض اليوم مؤشر الدولار أمام سلة العملات 0.1% ليسجل 90.102، وهبط أمام الين الياباني إلى 106.39 ين، وتراجع اليورو أمام العملة الأميركية إلى 1,226.4 دولار.
وراهن بعض المتعاملين على أن رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السلع الصينية، ورد بكين سيلحقان الضرر بالعملة الأميركية.
وأرخت التوترات بين الطرفين بظلالها على انتعاش أسواق الأسهم الأميركية، وأدت إلى عزوف واسع عن تكوين مراكز جديدة في الأصول عالية المخاطر.
وانخفضت الأسهم الأوروبية مع تأثر المعنويات بالمخاوف التجارية، وكان قطاع التكنولوجيا الأوروبي الأسوأ أداءً اليوم بانخفاضه 0.8% بسبب استمرار المخاوف بشأن فرض قيود تنظيمية على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.
وجرى تداول العقود الآجلة للمؤشر ناسداك بانخفاض 0.9% بعدما انتعش المؤشر ليل الثلاثاء، وتراجعت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية مثل أسهم القطاعين المالي والصناعي.
بالمقابل، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء في التعاملات المبكرة، وسط عزوف من جانب المستثمرين عن الأصول التي بها مخاطرة، وزاد المعدن الأصفر 0.2% في المعاملات الفورية إلى 1,334.64 دولاراً للأوقية (الأونصة) وذلك بحلول الساعة 07.00 بتوقيت جرينتش، بعدما هبط 0.6% في الجلسة السابقة.
بدورها تراجعت أسعار النفط صباح اليوم الأربعاء، لتستأنف خسائرها التي توقفت مؤقتاً أمس ضمن عمليات التقاط الأنفاس، لتسجل أدنى مستوى في أسبوعين.
وتجددت المخاوف بشأن تضرر الاقتصاد العالمي، من تفاقم التوترات التجارية بين أميركا والصين، ليطغى ذلك على تأثير بيانات غير رسمية في الولايات المتحدة، أظهرت انخفاضاً غير متوقع بمخزونات الخام الأميركية.
وهبط خام القياس العالمي مزيج “برنت” خلال التعاملات المبكرة اليوم في العقود الآجلة 29 سنتاً أو 0.43% إلى 67.83 دولاراً للبرميل، بعدما صعد 0.7% يوم الثلاثاء.
انتقام
وأكد محللون أن التعريفات الجمركية الصينية لا تغطي بعض من أكبر الصادرات الأميركية إلى الصين مثل فول الصويا، وذلك إشارة إلى أن بكين تتجنب حرباً تجارية كاملة.
وقال مدير مركز أبحاث في جامعة “رينمين” في بكين، شي ين هونج، إن: الكمية الخاضعة للرسوم الجمركية ليست كبيرة وهو ما يظهر أن الصين تريد أن تخفف التوتر بشأن النزاع التجاري الذي بدأ بإطلاق نار ثقيل من ترامب وردت الصين بإطلاق خفيف.
ولا يزال البعض في الصين يدعو لإجراءات انتقامية أكبر على فول الصويا وباقي المنتجات الزراعية إضافة إلى السلع الأميركية ذات الفاتورة الكبيرة مثل طائرات البوينج.
وتشوب الولايات المتحدة مخاوف من سعي الصين للاستحواذ على تقنيات يمكن استخدامها في تطبيقات عسكرية.
ويستعد “الكونغرس الأميركي” لمناقشة حزمة من القوانين الجديدة تسمح للحكومة بالتدقيق في أنشطة الشركات الأجنبية محلياً وفي الصفقات التي تعقدها مع جانب أميركي.
تحذير ونصيحة
يتساءل المستثمرون والعديد من خبراء الاقتصاد العالمي في خضم هذه الحرب، عن وجهة ومصير الدولار الأميركي باعتباره العملة الرئيسية في العالم وواحداً من أسس النظام المالي القائم.
وتأتي المخاوف هذه معززة من مخاوف سابقة العام الماضي حول مستقبل العملة الخضراء، حيث حذّر فريق التحليل الاستراتيجي لدى البنك الاستثماري الأميركي “JPMorgan” من انهيار الدولار وإمكانية حدوث تراجع كبير للعملة الأميركية في قيمتها خصوصاً مع استمرار إدارة ترامب في التأكيد على انزعاجها من سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى.
وأدلى فريق التحليل في البنك بنصيحته للمستثمرين، معتبراً أنه من الأفضل بيع مايملكون من دولارات، وأضافوا أن الثقة في الدولار تتراجع بصورة كبيرة بفعل سياسات الإدارة الأميركية الحالية.
ورأى اقتصاديون العام الماضي، أنه في حال استمر هبوط الدولار فمن الجيد إبقاء الاستثمارات في القطاعات العالمية وتنويعها لتفادي أي أضرار كارثية، أي الاتجاه نحو العملات الأخرى للاستثمار فيها بدلاً من الدولار.
واعتبر عام 2017، الأسوأ للدولار منذ 1987، ومع استمرار الهبوط تتزايد المخاوف من إمكانية حدوث إنهيار يشبه انهيار العملة الأميركية سابقاً خلال بدايات الثمانينيات من القرن الماضي.
تحدي
وفي العودة للحرب التجارية، قبلت الصين التحدي وردت على الإجراءات الأميركية بإجراءات مماثلة في مجال الضرائب على البضائع الأميركية، لكن الأهم من ذلك هو أن الصين أعلنت قبل أيام أنها تعتزم شراء كامل كمية النفط باليوان مطلقة بشكل مسبق منصتها التجارية الخاصة، ومن المتوقع أن يبدأ كل من روسيا وأنغولا وعدد من دول أخرى في استخدام اليوان الصيني في تجارة النفط مع الصين في النصف الثاني من 2018.
وأدركت الولايات المتحدة أن هذا الموعد بات قريباً، فقررت أن تتحدى الصين قبل أن تصل الأخيرة إلى التفوق، وبالتالي فإن حرب ترامب التجارية ضد الصين هي الطلقة الأولى في المواجهة بينهما بحسب خبراء، وستحسم المعركة بين الدولار واليوان على وضعية العملة التجارية العالمية مصير الحرب (التجارية) كلها.
الاقتصادي

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً