الجمعة , أبريل 19 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

لماذا رفض بوتين منازلة ترامب و ترك الأسد في الحلبة

لماذا رفض بوتين منازلة ترامب و ترك الأسد في الحلبة
خلال العدوان على مطار الشعيرات إستعمل ترامب صواريخ التوماهوك فقامت روسيا بالتصدي لـ 36 صاروخ و هي الهجمة الأولى من أصل 59 صاروخ أطلقها ترامب, وتوعدت بتعزيز الدفاعات السورية, فتوعد ترامب في العدوان الثاني بصواريخ ذكية و جديدة, و خاطب بوتين لأن يستعد لها و كلام ترامب كان بمثابة التحدي للرئيس الروسي بأن يتمكن من إسقاطها, و كان بإمكان بوتين و يملك الوقت لإرسال سرب او سربين من الطائرات الإعتراضية و إسقاط جميع الصواريخ الأمريكية و لكنه ترك المنازلة للجيش العربي السوري الذي تكفل بالمهمة, و من هنا يطرح السؤال لماذا بوتين رفض المنازلة..؟
و بحسب مصادر جهينة نيوز فإن هناك الكثير من الأسباب التي دفعت روسيا و بتنسيق مع سورية و إيران لترك مهمة المنازلة للقوات السورية وحدها :
– حين تقوم روسيا برد الهجوم ستظهر سورية بموقع الدولة الضعيفة و بالتالي و لمنع التصادم بين القوى النووية ترسم حدود الناتو روسيا كما يحلم ترامب, و يكرس التقسيم في شمال سورية و رفض روسيا للمنازلة فهذا يعني أن تحرير الأراضي المحتلة من قبل الأمريكي لن تكون سبب لحرب عالمية, و روسيا ستسلح سورية و لن تدافع عنها في الصراع مع الامريكي و ذلك لتذكير ترامب بحرب فيتنام و لكن بنسخة أكثر رعباً بكثير اذا اراد ان يكرس الاحتلال لشمال سورية .
– حين يتم التصدي لأحدث تقنيات الغرب بصواريخ عفا عنها الزمن هي بحد ذاتها تأكيد لمقولة بوتين بأن “روسيا قادرة على شن حرب و بالأسلحة التقليدية و دون الحاجة الى السلاح النووي” لم تكن حرب نفسية في كلام بوتين و بل أكثر من ذلك فإن ما كشف عنه بوتين من أسلحة جزء صغير مما قد تكشفه روسيا و على الغرب أن يأخذ كلام بوتين و أسلحته التي كشف عنها على محمل الجد قبل أن يجد نفسه في ورطة.
– الرسالة الثالثة هي أن روسيا ستعيد النظر بصفقة صواريخ اس-300 هي تذكير للأمريكي بأن سورية ليست قادرة فقط على التصدي لهجوم و بل قادرة على حماية أجوائها و كما تم تعزيز دفاعاتها يمكن تعزيزها مجدداً بصواريخ ابعد مدى, و في حال لم ينسحب الأمريكي طواعية من سورية سيكون عليه تحمل تداعيات تغير موازين القوى في الشرق الأوسط و التي ستنعكس على جبهة الصراع العربي الصهيوني, و أكثر من ذلك حذرت روسيا من أنها قد تبيع اس-300 الى دول أخرى و بالتالي على ترامب و في ملفات فلسطين(صفقة القرن) و الملف النووي الإيراني و الشأن السوري أن يتحمل تداعيات الإخلال ب إلتزاماته الدولية, و التي تداعياتها لن تكون اقل من تداعيات الخروج من اتفاق الدفاع الصاروخي.
– ما حدث يوم 14 نيسان كان حرب بين ثلاث دول عظمى و سورية إنتصرت فيها سورية بدون أي مساعدة, و بدون أن تطلق أي صاروخ باليستي او مجنح و بدون تدخل محور المقاومة و عليه فإن ما حدث هو نموذج مصغر لمعنى كلمة الحرب الشاملة في المنطقة, و على كيان الإحتلال الصهيوني أن يدرك فعالية الدفاعات السورية حين يتم تشغيل الجزء القديم منها و بدون تدخل منظومة اس-350 قصيرة المدى و قبل حصول سورية على منظومة اس-300 بعيدة المدى, و في حال لم تسحب الارهابيين من القنيطرة و اصرت على دعمهم عليها تحمل النتائج.
– إستثمرت روسيا الأزمة بين سورية و الغرب لإظهار الغرب بمظهر من يرفض الحوار و من لا يسمع ولا يناقش و من يتخذ قرارات من طرف واحد, لانها تدرك بأن الغرب قريبا سيتوسل الحوار.
– الرسالة الأهم هي أن ترامب نفسه و بعد أول تهديد عرض على روسيا المساعدة الإقتصادية و طلب وقف سباق التسلح في محاولة لإستثمار العدوان على سورية كورقة ضغط و حين ترد سورية على العدوان دون تدخل روسي فهذا يعني أن على ترامب أن يفهم أن وقف سباق التسلح ليس في سورية بل في شرق آوروبا, و عبر الإلتزام بالإتفاقات الدولية.
– ما حدث في سورية رسالة لآوروبا الشرقية عموماً و لفضاء روسيا الجيوسياسي بعد الحرب العالمية الثانية و عليهم أن يفهموا أن موازين القوى قد تغيرت و بشكل خاص على أوكرانيا أن لا تصدق الأمريكي حين يقول لهم بأنه سيضغط على روسيا في سورية لأجلهم لان الحقيقة عكس ذلك تماماً.
– روسيا مهدت سياسياً لعملية تحرير الجنوب السوري و مهدت له عسكرياً أيضاً من خلال استعراض العضلات الذي حدث في حال رفض الحلول التي طرحها مركز المصالحة الروسي سيكون هناك حلول عسكرية, و كما أن العدوان الامريكي الأول على الشعيرات تحول الى كابوس على الإرهابيين سيكون هذه العدوان كابوس أشد.
– ما حدث بالمجمل سيدعم طروحات ترامب بالخروج من سورية في أسرع وقت حيث أن صقور الإدارة الامريكية و العهد القديم وضعوا أمام امتحان عملي و عليه أن يقرروا اما المواجهة وتحمل تبعاتها أو دعم طروحات ترامب في الإنسحاب من سورية و لهذا أرادت كل من سورية و روسيا و إيران من خلال ترك سورية وحيدة تتصدى لعدوان ثلاث دول توجيه ضربة لما يسمى الحرس القديم في الإدارة الأمريكية, و دعم موقف ترامب في ضرورة الإنسحاب من سورية.
ما حدث في 14 نيسان خلال العدوان الثلاثي على سورية ربما حرب لم تستمر لساعات و لكن نتائج هذه الحرب القصيرة سيكون لها تداعيات لمدى طويل و في كل العالم و ليس فقط في المنطقة و إذا أصر الأمريكي (الحرس القديم) على التعنت فإن تصعيد قادم سيحدث قد يكون اس-300 ولاحقاً اس-400 فروسيا لم تطرح أوراق قوتها و سيصبح الثمن أكبر و يبقى السؤال هل سيبدأ الأمريكي بالتجهيز للإنسحاب من سورية قريباً.؟؟ و هل سيتجرأ الصهيوني على إعتبار إرهابيوا القنيطرة خط دفاع أول..؟ من المبكر الحديث عن ذلك و لكن الأسابيع القادمة ستكشف وجه المنتصر خلال العدوان الثلاثي, في معركة سورية مع ثلاث دول عظمى.
جهينة نيوز

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز