الأربعاء , أبريل 24 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

أمريكا تلعب بما تبقى من أوراق

أمريكا تلعب بما تبقى من أوراق

لؤي توفيق حسن *
“ولأن العرب يؤمنون بالقسمة، وضعتهم أمريكا في جدول الضرب.. ” ـ جلال عامر

لم يعد هنالك من شك بأن محور موسكو ـ طهران ـ دمشق يتجه لحسم الحرب الدائرة على الأرهاب وعلى من وقف خلفه فوق الأرض السورية، وذلك بعد ان أنجز الجزء الأصعب من هذه الحرب. بينها المواقع الحصينة التي سقطت، والمحاولات المستميتة للغرب للتدخل العسكري المباشر، إنقاذاً للانهيارات التي أصابت حلفاءه من ارهاب على كافة اطيافه. كان آخر المحاولات العدوان الثلاثي على سوريا شهر نيسان/ أبريل المنصرم، ودائما مع اعتداءات اسرائيلية على مواقع عسكرية سورية في غطرسة ما كانت لتكون بهذه الوقاحة من غير الدعم الأمريكي لـلكيان الصهيوني؛ غير أن كل ماسبق لم يحقق أغراضه، فبقيت الأرض تشهد تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان؛ غير ان المنعطف الاستراتيجي عبرت عنه “ليلة الصواريخ” مع استهداف مواقع الاحتلال الاسرائيلي في الجولان المحتل رداً على استهدافه لمواقع عسكرية سورية.

من التصدي إلى الردع

كانت تلك الليلة إعلاناً لأمر جديد، إذ لأول مرة بعد 44 سنة تبادر سوريا بالرد. حاول الصهاينة التعويض من قلقهم بإشاعة أجواء من الثقة بقوتهم، لكن الحقيقة أنهم يتجنبون التسليم بوجود تغيّر بقواعد اللعبة مع سوريا، من حيث انتقالها من القدرة على التصدي إلى مرحلة تلامس الردع. وهم يدركون تماما أن الأمور تتطور إلى ما يدعوهم إلى المزيد من القلق، وهذا ما حدا بنتنياهو للقاء بوتين “لإقناعه بأخذ القلق الاستراتيجي الاسرائيلي بالاعتبار “بحسب رونان بيرغمان أحد أبرز صحفيي التحقيقات في إسرائيل ما جعله يستنتج “أن السيد الحقيقي في الشرق الأوسط هي روسيا وليس امريكا”.. وأياً كان الرأي أهو نابع من الواقع أم هو استفزاز لأمريكا كيما تعيد حسابات انسحابها من الشرق الأوسط بعد ان حسم ترامب أمره، معلنا بصراحة “أريد أن أعيد القوات إلى الوطن لبدء إعادة بناء الولايات المتحدة”. فإنه لم يعد بوسع أمريكا أن تفعل الكثير للكيان الغاصب سوى ان ترمي بثقلها لإضعاف القوى الرديفة في المواجهة: “المقاومة وايران. هذا بعد ان بات أمر هزيمة سوريا من الماضي.

المقاومة

بعد مسلسل الخيبات الذي ألحقتها المقاومة بالكيان الصهيوني، ها هي اليوم تفرض مزيد من العقوبات المصرفية التي تطال هذه المرة قيادات حزب الله. إنه بالفعل لقرار مضحك فالمقاومة ومنذ نشأتها امتازت بسريتها في كل شيء أبتداءً من مواقعها وشبكة اتصالاتها واسماء قادتها الذين لا نسمع بأسمائهم إلا بعد استشهادهم ، وهكذا إلى أدق التفاصيل ؛ وبهذه الحالة سيكون من السذاجة الأعتقاد بان احدا ًمن المقاومة يتصرف بما يجعل أموره المالية على مرأى ومسمع الأخرين. وليست امريكا من جانبها بهذا الغباء حتى تظن ان سيد المقاومة يملك بطاقة “فيزا” مثلا ! أو كذلك اي احد من زملائه في القيادة !!، ولكن هذا ما بقي لأمريكا ان تفعله، اجراءات استعراضية، معظمها تنوب فيه عن السعودية كيما يستفيد فريقها اللبناني من هذه المناورة الاستعراضية بما يحول دون إشراك حزب الله في الوزارة او على الأقل إعطائه حقائب ثانوية. وهنا ستكتشف السعودية وخلفها امريكا بان هذا الأبتزاز لن يلحق اذى بالمقاومة بقدر ما سيلحق الأذى بفريقهما اللبناني الذي منه سيُسمى المرشح لتشكيل الحكومة، وهنا لن نستبق الخطوات تاركين لقادم الأيام ان تكشف المستور. يكفي القول باطمئنان وبموضوعية ان المقاومة تملك من الأوراق ما يحبط مساعي محاصرتها بالملف الحكومي!

إيران

من يعتقد بأن انسحاب امريكا من الاتفاق النووي هو لوجود خلل فيه فهو ملتبس. غاية الأمر هو الضغط على ايران حتى تنسحب من سوريا!. هذه هي آخر ورقة بيدها أي العودة مجدداً للعقوبات الاقتصادية بعد ان فشل الضغط العسكري عندما انقلب السحر على الساحر مع بروز قواعد جديدة للاشتباك في سوريا كما سبق وأسلفنا، على أي حال ستذهب إيران في لعبة التجاذبات وبيدها هذه المرة ما لم يكن متوفرا سابقاً وهي تفاوض مجموعة 5+1 . فهي في سوريا، أي على الجانب الأخر من الحدود مع الكيان الغاصب !، وامامها حالة انشقاق بين اوروبا وامريكا جراء القرار الأمريكي. ومناخات مختلفة على راسها “تعهد روسيا بعرقلة أي عمل من شأنه تقويض الاتفاقية.” على حد تعبير نيكولاي كوجانوف الأستاذ المشارك في الجامعة الأوروبية بسان بطرسبورغ .

امريكا تلعب بما تبقى من اوراق مهلهلة بيدها، وترامب يوجه كلمات جارحة للحكام الخليجين منها ما قاله لأحد حكام الخليج، كما نقلت محطة CNN: “إنكم من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم مدة أسبوعين، ولكنتم انتقلتم على رحلات تجارية عادية بدل طائراتكم الخاصة.” ربما بعد هذا الذي سمعوه بات هؤلاء الحكام يشعرون بأن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين اقرب إليهم من امريكا !!! .هذا من اعاجيب الزمن العربي الرديء!
العهد