الخميس , أبريل 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

عيونٌ أمريكية في أجواء الساحل السوري

عيونٌ أمريكية في أجواء الساحل السوري

محمد منصور

العدوان الثلاثي الصاروخي على سوريا الشهر الماضي، كان موعداً لإنطلاق عمليات استطلاع جوي مستمرة للساحل السوري واللبناني وللحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، تنفذ هذه العمليات الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بدعم من بريطانيا والسويد.
منذ العدوان الصاروخي الذي شنته الولايات المتحدة الأميركية بدعم فرنسي وبريطاني على سوريا الشهر الماضي، لوحظ بدء عمليات استطلاع جوي مستمرة للساحل اللبناني والسوري وللحدود السورية – الأردنية، تنفذها طائرات متنوعة تتبع عدة دول، وهي تستهدف تتبع التطورات العسكرية على الأرض السورية، وكذلك التغيرات التي تطرأ على القواعد العسكرية السورية، خاصة تلك التي تتمركز فيها قوات روسية أو إيرانية.

يقود سلاح الجو الأمريكي عمليات الاستطلاع هذه عبر مجموعة من الطائرات متعددة المهام، حيث تنفذ طائرات الاستطلاع الإلكتروني من نوع “RC-135U” طلعات شبه يومية انطلاقاً من قاعدة خليج سودا الجوية في جزيرة كريت، تستهدف استطلاع الساحل اللبناني والسوري.

هذا الطراز من طائرات الاستطلاع تصنعه شركة “بوينج” الأميركية، ويتبع للسرب رقم 55 الذي يقع مقره في قاعدة “أوفات” الجوية الأميركية في نبراسكا، وتمتلك القوات الجوية الأميركية منه 3 طائرات، ويتكون طاقم هذه الطراز من 23 فرداً، ويختص برصد الموجات المنبعثة من أجهزة الرادار السورية وتصنيفها وتحليلها من أجل تطوير وتحديث الأنظمة الجوية المضادة للرصد الراداري، مثل أنظمة التحذير من التتبع الراداري، ومنظومات التشويش، ورقائق تضليل الصواريخ الرادارية، والصواريخ المتتبعة للإشعاع الراداري.
يمتلك سلاح الجو الأميركي طرازاً آخراً من هذا النوع يختص بعمليات التنصت والاستطلاع اللاسلكي وهو “RC-135V”، ويعمل أيضاً قبالة الساحل السوري انطلاقاً من قاعدة سودا الجوية، ويتخصص في رصد وتحديد وتتبع الإشارات اللاسلكية السورية، كما تعمل أمام الساحل اللبناني من نفس القاعدة طائرات الاستطلاع الإلكتروني التابعة للبحرية الأمريكية “EP-3″، وهي من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن”، ويتكون طاقمها من 22 فرداً، وتختص برصد وتحديد واعتراض الإشارات اللاسلكية.

يضم المجهود الاستطلاعي الجوي الأميركي قبالة الساحل السوري طائرات الاستطلاع دون طيار “RQ-4B” والتي تنتجها شركة “نورثوب جرومان” الأميركية، وتنفذ طلعات دورية لاستطلاع وتصوير الساحل السوري واللبناني انطلاقاً من قاعدة “سيغونيلا” الجوية في جزيرة صقلية.

يعمل أيضاً من هذه القاعدة طائرات الدورية البحرية “P-8A Poseidon”، والتي تصنعها شركة “بوينغ” الأميركية، وتمتلك البحرية الأميركية منها أكثر من 80 طائرة.

هذه الطائرة تنفذ بشكل دوري عمليات استطلاع بحرية قبالة الساحل السوري، تستهدف تحديد وتحديث المعلومات المتوفرة حول تمركز القطع البحرية الروسية.

لم يغب سلاح الجو الإسرائيلي عن هذه العمليات، حيث بدأت في نفس توقيت بدء العمليات الأميركية، عمليات مستمرة لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق أراضي فلسطين المحتلة، لاستطلاع المواقع السورية المحاذية لفلسطين المحتلة، وكذلك الساحلين السوري واللبناني.

المجهود الأساسي في هذه العمليات ينفذه طرازين من طائرات الاستطلاع المبنية على أساس الطائرة التجارية “G.550″، من إنتاج شركة “جالف ستريم” الأميركية، الطراز الأول هو طائرة الإنذار المبكر “EITAM”، ويمتلك منه سلاح الجو الإسرائيلي طائرتين تم تزويدهما بحزمة من المستشعرات الإلكترونية ورادار متعدد الموجات من نوع “EL/2085″، وتنفذان انطلاقاً من قاعدة “نيفاتيم” الجوية طلعات في أجواء وسط وجنوب فلسطين المحتلة، لتتبع الموقف الميداني في جنوبي سوريا.
الطراز الثاني هو “SHAVIT”، وهو نسخة مخصصة للاستطلاع الإلكتروني وعمليات اعتراض الإشارات اللاسلكية وتتبعها والتشويش عليها، يمتلك سلاح الجو الإسرائيلي من هذا النوع 3 طائرات، تنفذ واحدة منها بشكل دوري طلعات قبالة الساحل اللبناني، وفي بعض الأحيان تعمل الطائرات الثلاث معاً في نفس الوقت في هذه المنطقة.

سلاح الجو الملكي البريطاني يشارك في هذه العمليات عبر طائرات المراقبة الأرضية “Sentinel R-1” انطلاقاً من قاعدة أكروتيري الجوية في قبرص، ومن قواعد جوية في الأردن.

تمتلك بريطانيا 5 طائرات من هذا النوع، الذي يعد تطويراً نفذته شركة “رايثون” الأميركية على الطائرة التجارية “Global Express” التي تنتجها شركة “Bombardier” الكندية. وتم تزويدها برادار من نوع “SAR/MTI”، وتختص بعمليات تتبع التحركات الأرضية جنوبي سوريا وقبالة منطقة الساحل السوري واللبناني.
انضم مؤخراً سلاح الجو السويدي إلى عمليات استطلاع الساحل السوري، حيث بدأت منذ أسابيع عمليات لطائرة الاستطلاع الإلكتروني “S102B Korpen” انطلاقاً من مدينة لارنكا القبرصية، وهي طائرة مبنية على أساس الطائرة التجارية “Gulf Stream 4”.

يمتلك سلاح الجو السويدي طائرتين من هذا النوع، تنفذان عمليات دورية للاستطلاع الإلكتروني واعتراض وتتبع الإشارات اللاسلكية في منطقة شرق المتوسط، خاصة ساحل سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة.

من الواضح أن عمليات الاستطلاع هذه على اختلاف أسلحة الجو المنفذة لها، تصب في خانة واحدة تنسق هذه العمليات، وتستفيد من المعلومات المتوفرة من خلالها في تقييم الوضع الميداني والعسكري في سوريا، التزامن في هذه العمليات يبدو واضحاً في بعض الأوقات، حيث تكون الطائرات السويدية والأميركية والإسرائيلية متواجدة في نفس الوقت والنطاق في أجواء شرقي المتوسط.

هذا على الرغم من أن سلاح الجو السويدي يشارك في هذه العمليات بدوافع لا علاقة لها بالوضع السوري بل لها علاقة مباشرة ووثيقة بالتواجد العسكري الروسي على الأرض السورية، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار عمليات الاستطلاع الجوي المستمرة التي ينفذها سلاح الجو الروسي في أجواء بحر البلطيق باتجاه الساحل السويدي.

المصدر : الميادين نت