السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الأردن يقبل فكرة وطن بديل .. مسلم على الطريقة الجنبلاطية حيث مصالحنا سنكون

الأردن يقبل فكرة وطن بديل .. مسلم على الطريقة الجنبلاطية حيث مصالحنا سنكون
علي مخلوف
من يلتف حول التاريخ وينكره كمن يدور حول حلقة مفرغة، فللتاريخ والجغرافيا والديمغرافية أيضاً لغة تُقاس بمقياس ريختر كما الزلازل، لقوة تأثيرها في حياة الشعوب والدول. لا يمكن أبداً فصل تاريخ أسر حاكمة في بلدان كالأردن والخليج عن حاضرها اليوم، فالتاريخ يكرر ذاته، بالأمس كان ذوي العيون الزرقاء يمرحون في أروقة القصور الملكية في الأردن والربع الخالي، ضباط استخبارات بريطانيون هندسوا دولاً أصبحت اليوم ممالكاً وإمارات. سورياً يقل الحديث عن صفقة الجنوب، تبقى الأضواء مسلطة على ما يحدث في الشمال وتحديداً منبج، هناك صفقة أمريكية ـ تركية تتم هندستها ورسم آخر معالمها، التركي لن يكون المسيطر على منبج لكن بطبيعة الحال ستكون أدوات أنقرة من ميليشيات مسلحة هي المتواجدة وهي سفيرة تركيا هناك، فيما ستستطيع واشنطن نقل الأكراد المتعاونين معها إلى شرق الفرات.
لكن المواقف الأخيرة لبعض الأكراد السوريين وعلى رأسهم صالح مسلم أثارت بلبلة بين الأمريكي والتركي، فواشنطن قد ترى الأكراد يتسربون من بين أصابعها كالرمال، لقد قال مسلم وعلى الطريقة الجنبلاطية بأن علاقة التعاون مع الولايات المتحدة ليست أبدية وإنما من الوارد أن تتغير، مشدداً على أن المصالح هي التي تحكم تحالفات الأكراد في سوريا، وأن الأبواب مفتوحة للجميع بما في ذلك القيادة السورية. فيما قالت الناطقة باسم الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة ميس كريدي، أن أجواء أكثر من إيجابية سادت خلال الزيارة التي يقوم بها أعضاء من الجبهة إلى مدينة القامشلي في الشمال.
هناك مخاوف كردية باتت واضحة من التقارب الأمريكي ـ التركي، والأكراد يعرفون بأنه لا يمكن لواشنطن أن تضحي بحليفها “الناتوي” كرمى لعيون الأكراد الذين لا يشكلون دولة أو كيان معترف به، كما أن التحديات الأخرى التي يواجهها الأكراد لا تتوقف على الأمريكي والتركي، بل تتعداهما إلى حرب استنزاف مع ميليشيات تعتمد عليها تركيا، وهي بغالبيتها من النسيج العربي والتركماني، مما سيزيد في الشرخ الاجتماعي عرقياً بتلك المنطقة.
الأكراد حالياً يحاولون رفع بازارهم السياسي ، ويقولونها صراحة أين تكمن مصالحهم سيكونون، دمشق مدت يدها للأكراد في تلك المناطق بوصفهم مكوناً سورياً، فهل أدرك مسلم أخيراً أنه الحلقة الأضعف بين واشنطن وأنقرة وميليشياتها؟ لقد بات هؤلاء يحتاجون إلى ظهر يحميهم والمرشح دمشق. إقليمياً .. ما يحدث في الأردن ليس قضية ضرائب بل رفضاً من النظام الأردني لصفقة القرن في البداية، ليس حباً بالقضية الفلسطينية ورأفةً بشعبها، وإنما كما بات يعلم الجميع رعباً من أن يتم تحويل المملكة إلى وطن بديل، ما يحدث في الأردن لم يكن سوى “فركة أذن” خليجية ـ أمريكية للملك الانجلوسكسوني في عمّان. إما أن يقبل الملك بالصفقة ويأخذ مكافأته ووعوداً ببقاء عرشه، أو أن يتم خلعه، والبداية من احتجاجات على الضرائب تطورت إلى شعارات ضد الملك ذاته.
في هذا السياق دعا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لعقد اجتماع رباعي في مكة المكرمة، يضم السعودية والإمارات والكويت والأردن لبحث سبل خروج الأردن من أزمته الاقتصادية. من هذه الدعوة يظهر بأن الملك عبد الله سيرضخ أخيراً للأوامر السعودية والأمريكية، فالدعوة لاجتماع دول المال والنفط لبحث مشاكل الأردن الاقتصادية هي بداية حصول الملك على مكافأته ورشوته، حيث ستحصل المملكة على استثمارات وودائع ومبالغ مالية سنوية لمدة طويلة تكون مثابة إعانة الملك لإسكات شعبه واستيعاب الوافدين الجدد من فلسطين المحتلة، كما أغرى الخليجيون الملك عبد الله بأنه سيكون زعيماً لشعبين في الأردنيين والفلسطينيين، هذا كله سيمهد في المستقبل القريب إلى قبول عمّان بصفقة القرن الأمريكية.
عاجل

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز