السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل كانت دراما موسم 2018 واقعية.. أم أساءت للواقع؟!

هل كانت دراما موسم 2018 واقعية.. أم أساءت للواقع؟!
دراما موسم السباق الرمضاني في العام الحالي والتي صوّرت للمشاهدين واقع المجتمع السوري على أنه بيئة حاضنة للمخدرات والدخان والمشروبات الروحية، وأن الأم السورية خالية من العواطف ومهملة وأنانية! والأب السوري هو الحلقة الأضعف في المنزل، والفتاة السورية على أنها رخيصة ليس لديها عزة النفس التي تميزها أصلاً .. لم ترتقِ إلى المستوى الذي يليق برسالتها الهادفة في معالجة قضايا المجتمع.
لربما نسي القائمون على الدراما السورية من كتّاب ومخرجين أن لديهم رسالة سامية هدفها نبيل، وهو تسليط الضوء على الواقع السيء لإظهار عواقبه أمام مرأى المشاهد السوري، وليس العكس! فما يجري اليوم على الشاشات التي تتنافس بعرض المسلسلات السورية هو تعميم السلوك السيء من خلال تصويره بأبهى حلة خصوصاً أمام المراهق الذي تجذبه هذه اللقطات، ومن قبل الممثل المفضّل.
وأكثرها خطورة، مشاهد تناول سيجارة بنهم واستنشاقها بسعادة كبيرة والتي تجعل المشاهد غير المحصّن بعد بأن يتوق لتجربتها تقليداً للممثل المفضل، ومشاهد تصوير مروج المخدرات على أنه شخص لطيف وشهم ولديه من المشاعر الإيجابية الكثير ليقيم العلاقات الغرامية الصادقة، أما مشاهد سكن الفتيات السوريات بمفردهن في منازل، محطمين كل القيود والعادات في إطار السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا والمنافية تماماً للواقع الذي نعيش، فقد أصبحت موضة في الأعمال الدرامية كلها، وهي مستوردة من الأعمال الدرامية اللبنانية، ومتأثرة بمجتمعات الدول الأكثر انفتاحاً لكن الفرق أن تلك الدول يتحمّل دستورها جزءاً من عواقب ذلك الانفتاح.
لاشك في أن الدراما السورية وصلت إلى مستوى مهم من خلال طرحها قضايا مجتمعية مهمة بفضل الكتّاب السوريين المبدعين وعالجت منها الكثير، لكن لمَ لا يكون هناك إعادة تقييم لتلك المشاهد وملاءمتها لإنتاج سلوك صحيح، لا العكس .. فعلى سبيل المثال لمَ لا يكون مشهد الاستيقاظ من النوم من خلال تناول التفاح مثلاً، وليس الدخول إلى المطبخ مع التثاؤب، وتحضير ركوة القهوة!
وفي الختام إن مسؤولية قادة الرأي وموجهي السلوك الإنساني تكمن في عدم إهمال حقيقة أن بداية الانحراف الفاضح في مجتمعنا كانت مع دخول “الديجيتال” الذي رصد مئات القنوات الفضائية المتنوعة وغير الهادفة إلا إلى خلق الفوضى في نفوس المراهقين ثم دخل الجوال ليجعل حياة المراهق أكثر خصوصية وأبعد مسافة عن أهله ومحيطه بوجود بحر “الانترنت” المتنوع والمتعدد..
ورغم كل التطورات التكنولوجية بقي للدراما عشاقها، حيث يشكل المشاهد مع مشاعره أداة بيد مخرج المسلسل وكاتبه، ويعيش مع شخصيات العمل لمدة ثلاثين يوماً، يتعاطف مع المظلوم ويحقد على الظالم، متأثراً بتفاصيل ما يشاهد، ومن هنا تكون الدراما إما رسالة هادفة لتربية مجتمع معافى أو وسيلة لإدخال سلوكيات غريبة وخطرة على العائلة السورية.
المصدر: دمشق الآن

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز