الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

بيض صيني مسرطن يغزو الأسواق السورية.. حقيقة أم شائعة؟!

بيض صيني مسرطن يغزو الأسواق السورية.. حقيقة أم شائعة؟!

شام تايمز

أثار انتشار فيديو لبيض بلاستيكي على مواقع التواصل الاجتماعي مصنّع من نفايا المواد البلاستيكية في الصين ويتسبب بأمراض خطيرة منها السرطان، حالة من الرعب والهلع وسط الشارع السوري في أن يكون هذا المنتج قد وصل إلى الأسواق السورية، هذا الخبر الذي نفاه بشكل قطعي مدير الصحة الحيوانية في المؤسسة العامة للدواجن د. حسام عبد اللطيف فاستيراد البيض ممنوع في سورية والإنتاج «بيكفي وبيوفي», في حين بيّن أحد المربين أن أغلب البيض المطروح في الأسواق «تازة» ويستهلك بشكل يومي، بينما أكد مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية د.حسام نصر الله أن مادة البيض الموجودة في الأسواق هي إنتاج محلي ولم يتم ضبط أي نوع من أنواع البيض المستورد سواء من الصين أو من غيرها.

شام تايمز

«فبركة فيس»

«هي الشغلة فبركة فيس ليس أكثر» في رأي مدير الصحة الحيوانية في المؤسسة العامة للدواجن د. حسام عبد اللطيف، الذي أكد وجود إنتاج وفير «بيكفي وبيوفي» ولا حاجة أصلاً للاستيراد، كاشفاً ورود الفيديو إلى هاتفه المحمول لكنه لم يعره أي اهتمام أو حتى يطّلع عليه، فلو انتشر البيض الصيني في الأسواق لعلمت المؤسسة بذلك ولتمت ملاحقة الموضوع من قبل الجهات المختصة فهذا يضر بالصحة العامة ويتسبب بالأمراض.

وشدد عبد اللطيف أنه اذا كانت الصين تصنع فعلاً البيض فبهدف أن يكون لعباً للأطفال ليس إلا، وليس كغذاء، فالبيضة المصنعة مهما بلغت التقنيات المستخدمة فيها من المستحيل أن يصل العلم لتصنيع بيضة تشبه البيض الطبيعي المخلوق من الله سواء برائحته أو زلاله أو صفاره أو حتى قشرته الكلسية، مشيراً إلى أن مثل تلك الإشاعات تؤثر في المنتج الوطني، فتقلل من نسبة الاستهلاك وتدفع المستهلك للإحجام عن الشراء خوفاً على صحته وهنا يأتي دور الإعلام في توعية الناس وإرشادهم للحقيقة.

مجرد حكي وخيال

«جميع إنتاج البيض يستهلك بشكل يومي وأغلب المطروح في الأسواق «تازة» وأعلافه نباتية» بحسب أحد مربي الدواجن حكمت حداد, نافياً وجود بيض صيني في الأسواق فلا يوجد أرخص ولا أفضل من البيض السوري، متحدياً بقوله من راودته أي شكوك حول أي بيضة فليحضرها لنا لنتبين من صلاحيتها، مضيفاً: في إمكان التجار في الأسواق معرفة ماهية البيضة ونوعيتها وتحديد عمر الفوج بمجرد النظر إلى القشرة الخارجية لها أو لون صفارها، متسائلاً: كيف للبيض الصيني أن ينتشر في الأسواق بدون علمهم بعد ذلك؟!.ولم ينف حداد مشاهدة فيديو البيض الصيني وكيف يتم تصنيعه من مواد بلاستيكية، مؤكداً أنها مجرد تمثيلية مفبركة على الانترنت لتخويف الناس لأنه ليس من المعقول أن تصنع الصين هذه المواد المضرة بشعبها وإن كانت كما يشير الفيديو تصنع خصيصاً لشعوب الدول العربية فهذا أيضاً مستبعد فأغلب الدول العربية لديها إنتاج يكفي من البيض، كما أن لكل بلد شروطاً صارمة أثناء الاستيراد فيتم تحليل المادة المستوردة وتبين صلاحيتها قبل إدخالها إلى البلاد، مشيراً إلى أن استيراد البيض محظور في سورية.

وأكد حداد أنه في حال افترضنا صدق هذا الفيديو واعتقدنا بوجود بيض صيني مصنع في الأسواق، فهناك فوارق معلومة بين البيض المصنع والطبيعي مهما بلغت التقنيات المستخدمة فيه تتضح بالعين المجردة لأي مواطن سواء من ناحية شكل البيضة أو ماهيتها ولونها أو طريقة تغليفها وتعليبها متسائلاً: ثم كيف يصل البيض الصيني إلى سورية ومن أين يهّرب إذا ما كان ممنوع استيراد البيض في دول الجوار كافة، وفي حال جاءت برادات البيض الصيني فمن يشتريها؟ معقباً: الأمور ليست بهذه السهولة والقضية ليست إلا مجرد حكي وخيال لا يمت للواقع بصلة.

ودلل حداد على استحالة وجود بيض صيني في الأسواق السورية بأنه لو كان الأمر صحيحاً لانخفض سعر البيض في الأسواق واستنفر المربون وامتنعوا عن التربية بسبب الخسارة الفادحة، وهذا لم يحصل في الأسواق، مضيفاً: الأمر مجرد إشاعة، والناس تريد «تبهير» الموضوع كما أنني أتصور أن هذا البيض غير موجود حتى في الصين.

وعن ملاحظة بعض الأهالي مؤخراً تغيراً في ماهية البيض المعروض في الأسواق رجح حداد السبب إلى تكدس البيض لعدة أيام لقلة استهلاكها في فترة الأعياد ورمضان – ففي رأيه- هذا ربما ساهم في تغير مدى طزاجتها فقط وليس تغيراً جوهرياً في ماهيتها.

سوء التخزين هو الأخطر

كما استبعد صاحب منشأة أعلاف ركان مخول تسويق بيض صيني في الأسواق السورية قائلاً: لدينا إنتاج وفير لو تم فتح باب التصدير لصدرنا لكل دول العالم، كما أن تكلفة البيض المصنع تزيد 10 أضعاف عن المنتج المحلي ناهيك بضريبة الجمارك التي تتجاوز 40% والنقل الذي يكلف 3 أضعاف متسائلاً: فمن أين سنسدد ثمنها؟.

وبعد تأكيده على استحالة وجود البيض الصيني لفت مخول إلى المشكلة الكبيرة التي تواجه البيض المحلي ويمكن أن تسبب ضرراً على صحة المواطن ويجب الوصول لحل سريع لها، ألا وهي مشكلة البيض التركي المهرب القادم من محافظة إدلب وريفها فأغلب الكميات الواصلة إلى دمشق تكون فاسدة بسبب سوء التخزين ويقوم التجار بطرحها في الأسواق بأسعار رخيصة فيضرون المنتج الوطني, كاشفاً عن إتلاف 3 برادات قادمة من إدلب مؤخراً لأنها فاسدة.

لم ترد أي شكوى

لو كان انتشار البيض الصيني في الأسواق السورية صحيحاً لوردت إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق شكوى أو معلومة بذلك الأمر -بحسب مديرها لؤي سالم- فقد أكد عدم ورود أي شكوى بذلك الأمر حتى هذه اللحظة وأغلب الشكاوى المسجلة بخصوص البيض تقتصر على الإعلان عن سعر زائد ولا تخص نوعية البيض إطلاقاً، مشيراً إلى أن المديرية لا تقوم بتحليل أي مادة إلا في حال ورود شكوى حولها.

جميعها إنتاج محلي

مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية د. حسام نصر الله أكد أنه لم يتم ضبط أي نوع من أنواع البيض المستورد سواء من الصين أو غيرها وأن مادة البيض الموجودة في الأسواق هي إنتاج محلي من قبل الجهات المنتجة محلياً للمادة ولا يتم على الاطلاق استيراد البيض من أي جهة كانت، كما لم ترد إلى الوزارة أو إلى مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات أية شكاوى تتعلق بمادة البيض، مشيراً إلى وجود متابعة مستمرة للرقابة على عمليات بيع مادة البيض في الأسواق كبقية المواد الأخرى، فقد أصدرت الوزارة القرارات والتوجيهات اللازمة والضرورية للرقابة على المواد الغذائية كلها ومنها مادة البيض, مؤكداً أنه سيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق كل من يحاول الغش.

المصدر: تشرين

شام تايمز
شام تايمز