وكالة أوقات الشام الإخبارية
تفاصيل غير مروية عن درعا.. المظاهرات والمندسين والشيخ الصياصنة
كامل صقر
التاسع عشر من آذار العام 2011 أي بعد يوم واحد على انطلاق المأساة السورية في مدينة درعا، كانت الساعة الثالثة ظهراً عندما توجهت من دمشق نحو “مهد الثورة المشبوهة”، لم يمنعني الطوق الأمني الذي فُرض على المدينة من دخولها.
وصلت الى درعا المحطة، كانت الساعة حينها الخامسة عصراً، اشتباكات عنيفة بين قوات حفظ النظام ومثيري الشغب أو ما يُعرف بالمندسين، ماشاهدته آنذاك هو أن أجهزة الدولة لاتتفوق على المتظاهرين سوى بخراطيم المياه وأنا أعني ما أقول.
فجأة، وجدت نفسي وسط اشتباك بالعصي والحجارة والهراوات وأقسم أنني لم أشاهد بندقية أو أسمع رصاصة.
تقدمت في العمق ودخلت الجامع العمري، فوجئت بإسطوانات الأكسجين وبتجهيزات طبية جعلته يبدو كمشفىً ميداني، أثار الأمر استغرابي ودهشتي، كل شيء داخل الجامع كان يوحي بأن أحداً ما يحضّر لاستعصاء وحرب طويلة الأمد.
خارج الجامع العمري، شاهدت شيخاً ضريراً قالو لي أنه الشيخ الصياصنة وأنه مرجع كبير في درعا، تحدثت إليه ولم أجد في كلامه إلا ما يبعث على الريبة والقلق، قال لي بصوت ليس صفاء سريرة: سنأخذ حقوقنا بأيدينا ولن نعود إلى منازلنا، وسنستمر في المظاهرات.
هبط الليل بثقله وأنا مازلت في درعا البلد، ألقيت نفسي إلى مقود سيارتي ورائحة عفنة تزكم أنفي. انطلقت عائداً إلى دمشق وقلبي يحدثني أن أمراً خطيراً ينتظر البلاد والعباد.
