الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ضاعف حسابك البنكي عن طريق التفكير بلغة أخرى!

ضاعف حسابك البنكي عن طريق التفكير بلغة أخرى!

شام تايمز

قال أوتو الثالث، الإمبراطور الروماني، إن “تملك لغة ثانية هو أن تكون لديك روح ثانية”، الحقيقة ثبت أن بإمكانها مضاعفة حسابك البنكي عن طريق التفكير بها فقط.. كيف؟

شام تايمز

هناك صلة وثيقة بين اللّغة التي تتكلّمها- هناك ما يقارب 7000 لغة منطوقة حول العالم- ونزعتك نحو توفير الأموال، في الواقع يمكنك الادخار وإدمان عادات صحية، إذا أتقنت لغات معينة.. والعكس صحيح!

ثراء الدول ولغتها:

بحسب تقرير لموقع “ديلي ميل” البريطاني عام 2016، فإن الدّول المنتمية لمنظمة التّعاون والتّنمية الاقتصادية، هي من أغنى الدّول الصناعيّة في العالم، ورغم ذلك هناك اختلافات كبيرة في السّلوك التوفيريّ.

هناك العديد من الدول المنتمية لهذه المنظّمة توفّر سنويّا قرابة ربع ناتجها الدّاخلي الإجمالي، وبعض الدّول الأخرى توفّر سنويّا نحو الثّلث من ناتجها الداخلي الإجمالي، من الجهة الأخرى، هناك اليونان، على امتداد الـ30 سنة الأخيرة، وجدت اليونان صعوبة في توفير أكثر من 10% من ناتجها الدّاخلي الإجمالي، والولايات المتّحدة الأمريكية والمملكة المتّحدة هما التّاليتان بعد اليونان.

ما هو الفرق بين هذه الدول؟

الاختلافات بين هذه الدول هي طريقة حديث هذه اللّغات عن الزّمن، مثلا، إن كنت تتحدّث الإنكليزية ستتحدث بطرق مختلفة نحويّا، إن كنت تتحدّث في الماضي، تقول: “أمطرت البارحة”، الآن: “إنّها تمطر”، و في المستقبل: “سوف تمطر غدا”.

في المقابل، سيكون ما تقوله في اللّغة الصينيّة مثلًا في غاية الغرابة بالنّسبة لناطقي الإنكليزية، فيقولون: البارحة تمطر، الآن تمطر، غدا تمطر، بصفة عامّة، الصينيّة لا تقسم الأطوار الزمنيّة كما الإنكليزية.

هل يمكن عندما تجبرك لغتك على التفكير حول الزّمن، أن تؤثّر في ميولك السلوكيّة عبر الزّمن؟

المتحدث بالإنكليزية، نحويّا يفصل الحاضر عن المستقبل في كلّ مرّة يتكلّم فيها، وكأن المستقبل أبعد زمنيّا وأكثر اختلافا عن الحاضر، هذا من شأنه أن يجعل توفير الأموال أمرًا أصعب.

من جهة أخرى، إن كنت تستعمل لغة لا مستقبل بها، متحدّثا عن الحاضر والمستقبل بالطّريقة نفسها، فإن ذلك يدفعك إلى التّفكير فيهما بنفس الشّكل، هذا سيجعل الادّخار أمرا أسهل.

بحث استقصائي:

بحث البروفيسور “كيث شين”، أستاذ الاقتصاد بجامعة يال، بيانات سكان 9 دول حول العالم، بعضها من ناطقي اللّغات التي لا تستخدم صيغ المستقبل بها، والبعض الآخر من ناطقي اللغات التي تستخدم صيغة المستقبل، الأمر المثير للاهتمام هو أنّه عند فحص هذه البيانات، فإن السكان مستخدمي اللغات غير المستقبلية تبيّن أنهم من أفضل الشعوب ادّخارا في العالم.

درس “شين” أيضًا عائلتين تعيشان في بروكسيل وتتطابقان في كلّ الأوجه الديموغرافية والصحية والاجتماعية، لكن إحداهما تتحدّث الهولنديّة والأخرى تتحدّث الفرنسيّة؛ ودراسة أخرى بين عائلتين تعيشان بريف نيجيريا وإحداهما تتحدّث اللّغة الهوسيّة، والأخرى لغة الإغبو.

وأظهرت النتائج أن ناطقي اللغة التي ليس بها صيغة المستقبل بالفعل قادرون على الادّخار أكثر بنسبة 30% أكثر من غيرهم في أيّ سنة، وعند قدوم وقت تقاعدهم، متحدّثو اللّغات التي ليس بها صيغة المستقبل سيتقاعدون مع 25% زيادة في مدّخراتهم من الأموال.

ليس هذا فقط، بل على صعيد الصحة أيضًا، في التّدخين مثلا وُجد أن متحدّثي اللّغات التي ليس بها صيغة المستقبل لديهم احتمال 20% إلى 40% أن يكونوا أقلّ تدخينا مقارنة بعائلات متطابقة معها.

وهناك احتمال أقلّ من 13 إلى 17% أن تصيبهم البدانة عند تقاعدهم.

الاتجاهات الأصلية والادخار:

تقول عالمة المعارف الإدراكية، ليرا بوروديتسكي، إن السكان الأصليين في أستراليا، شعب كوك تايور، لا يستخدمون كلمات مثل “اليسار” و”اليمين”، وبدلاً من ذلك يقولون الاتجاهات الأصلية: الشمال والجنوب والشرق والغرب، أيضًا الطريقة التي تقول بها “مرحبًا” بلغة كوك تايور هي: “من أي طريق ستذهب؟”، والجواب يكون على نمط: “الشمال-الشمال الشرقي بعيداً. ماذا عنك؟”، بمعنى آخر: تخيل أن عليك إخبار كل من تحييه في طريقك عن اتجاهك.

هذه اللغة والطريقة في الحديث، تجعل شعب “كوك تايور” متقاربين للغاية من بعضهم، وتؤثر على طريقة تفكيرهم في كسب العيش مقارنة بعدد من القبائل الأخرى.

الألمانية مقابل الإنكليزية في التفكير العلمي:

نشرت مجلة “بابيولر ساينس” قصة عن عالمين إنكليزيين كانا يجريان تجربة متعلقة بالجينات الخاصة بالأطراف الأمامية والخلفية للحيوانات، لكنهما لم يتلقا النتائج التي يرغبان بها ولم يعرفان ماذا يفعلان حتى جاءهما عالم ألماني أدرك أنهما يستخدمان “كلمتين” للأطراف الخلفية والأمامية، بينما لا يُفرّق علم الجينات بينهما وكذلك اللغة الألمانية، وعليه فقد وجد مكمن المشكلة وتم حلها، واقتباسًا عن محرر المجلة قال: “إذا لم تستطع التفكير فأنت عالق، لكن إن فكرت بلغة أخرى عندها يمكنك إنجاز الكثير”.

في النهاية، ربما يجيب هذا التقرير عن: لماذا تفكر بالطريقة التي تفكر بها؟، كيف بإمكانك أن تفكر بشكل مختلف وتدخّر أسرع؟

شام تايمز
شام تايمز