الجمعة , مارس 29 2024

الطبقة الغنية لا تتجاوز 10% من سكان سورية ,والمصروف الشهري للطفل: لا يقل عن 200 ألف ليرة!

الطبقة الغنية لا تتجاوز 10% من سكان سورية ,والمصروف الشهري للطفل: لا يقل عن 200 ألف ليرة!
بدأت الطبقة الوسطى في المجتمع السوري تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى اختفت تماماً في ظل الحرب الدائرة منذ سنوات في البلاد، ثم ارتفعت الأسعار لتقضي على وجود هذه الطبقة بشكل نهائي، أدى ذلك لانقسام المجتمع لطبقتين فقط، طبقة غنية تستأثر بالثروات المتبقية في سورية، وطبقة فقيرة تئن من الفقر والجوع والمرض.
ويبدو أن الحرب التي أرخت بظلالها على الشعب السوري تجنبت التأثير على تلك الطبقة الغنية التي لا زالت تعيش في مستوى عال جداً من الرفاهية بالرغم من الأزمة الاقتصادية الحالية.
الطبقة الغنية لا تتجاوز 10% من السكان
يبدو أن القيام بدراسة وأبحاث عن الطبقة الغنية في سورية أصبح ضرباً من الخيال في الوقت الحالي، لأن تحديد نسبة تلك الطبقة في المجتمع يستلزم إجراء حسابات دقيقة لثروات المنتمين إليها مع تحديد مصدر ثرواتهم وهو ليس بالأمر اليسير حالياً، لكن تشير مصادر مطلعة لـ “بزنس 2 بزنس” إلى أن نسبة الطبقة الغنية لا تتجاوز الـ 10 % من مجموع السكان.
في حين أن أكثر من ثلث الشعب السوري يعتبر غير آمن غذائياً، وذلك حسب مسح الأمن الغذائي الذي أجراه المكتب المركزي للإحصاء بالتعاون مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي ومنظمة برنامج الأغذية العالمي، والذي كشف عن أن نسبة 23.4% فقط من الشعب السوري آمن غذائياً.
المصروف الشهري للطفل: لا يقل عن 200 ألف ليرة!
في استطلاع للرأي أجراه الفريق الاقتصادي لموقع “بزنس 2 بزنس” أشار بعض الأطفال من طلاب أحد أهم المدارس الخاصة في سوريا إلى أن مصروفهم الشهري يتجاوز الـ 200 ألف ليرة سورية.
وقال الطفل آدم (9 سنوات) لـ “بزنس 2 بزنس” أن مصروفه اليومي يقارب الـ 6 آلاف ليرة، معتبراً أنها مبلغ قليل ويكاد لا يكفيه لشراء بعض حاجياته اليومية حيث ينوي آدم أن يطلب من والده الذي يعمل طبيب أسنان أن يزود مصروفه اليومي.
أما ماسة (12 سنة) أوضحت لـ “بزنس 2 بزنس” أن مبلغ الـ 7 آلاف والذي تأخذه كمصروف يومي لها لا يكفي شيء لأن ثمن أقل قطعة حلوى في المول التجاري الذي تتسوق منه يومياً يبلغ ألف ليرة، فهل ستشتري بضع قطع من الحلوى فقط يومياً؟؟
أقساط المدارس: نصف مليون ليرة سنوياً!!
ترى النسبة الأكبر من أغنياء سورية أن تسجيل أطفالهم في المدارس الحكومية يعد انتقاصاً فاضحاً من “بريستيجهم”، ويتناسب مستوى الغنى للعائلة طردياً مع قسط المدرسة الذي يدفعونه لأولادهم، حيث لا يمانع البعض من دفع مبالغ تصل إلى النصف مليون ليرة سنوياً رسوم تسجيل في المدارس الخاصة.
كما أن لزوم “البريستيج” يتطلب إعطاء دروس خصوصية للطالب، وكلما كانت تكلفة تلك الدروس أغلى، كلما ازدادت مكانة العائلة اجتماعياً، ويجب ألا تقل تكلفة الدرس الخصوصي عن العشرة آلاف ليرة، بحيث لا تتجاوز مدته ساعة واحدة.
ونرى الحال نفسه يتكرر في المرحلة الجامعية، حيث يجد بعض الأثرياء بداً من تسجيل أولادهم في الجامعات الخاصة ودفع مبالغ طائلة تتجاوز الملايين سنوياً.
تقوم أم تيم (زوجة رجل أعمال) لـ “بزنس 2 بزنس”: “مكانتي الاجتماعي لا تسمح لي بتسجيل أطفالي في مدارس حكومية، ماذا ستقلن عني صديقاتي؟ سيقولون حتماً أن زوجي قد أفلس لذلك وضعت أولادي في مدارس حكومية”.
المطاعم الغالية: لقيت رواجاً لدى الفقراء أيضاً
تنتشر في مناطق المالكي وأبو رمانة والمزة وغيرها من الأحياء الراقية في العاصمة، المطاعم المخصصة للطبقة المخملية في المجتمع، ويلاحظ أن رواد تلك المطاعم ليسوا فقط من الطبقة الغنية، حيث أصبحت تلك المطاعم نقطة جذب هامة لكافة طبقات المجتمع، وأصبح مألوفاً أن نرى طلاب الجامعة أو ذوي الدخل المحدود يرتادون تلك المطاعم في أول الشهر غير آبهين بدفع نصف راتبهم لقاء وجبة طعام بسيطة، غالباً لا تختلف عن تلك المقدمة في مطاعم ذو مستوى أقل، لكن “بكفي اسم المطعم” حسب تعبير البعض.
وفي حين يبلغ ثمن فنجان القهوة حوالي الـ 500 ليرة وسطياً في أغلب المطاعم في العاصمة دمشق، تبيع المطاعم المخصصة للطبقة المخملية فنجان القهوة بسعر يزيد ثلاثة أضعاف سعره في باقي المطاعم، وقس على ذلك من جميع المأكولات والمشروبات التي يقدمها المطعم.
أثرياء سورية الجدد لا يريدون انتهاء الحرب!
أفرزت الحرب السورية طبقة جديدة من الأثرياء ممن لهم مصالح في استمرار الحرب، وستتضرر مصالحهم هذه إذا توقفت، حيث غادر البلاد العديد من رجال الأعمال الكبار، ونقلوا أصولهم إلى الخارج، أما الذين بقوا، ومعظمهم من أصحاب الشركات الصغيرة، فقد شغلوا الفراغ، حيث وفرت الحرب فرصاً مباشرة لأصحاب الملايين الجدد في سورية للاستفادة من الأزمة الاقتصادية لصالحهم، عدا عن علامات الاستفهام الكثيرة التي تحيط بمصدر ثروة الأغنياء الجدد.
إن الاهتمام ينصب اليوم على تحديد من هم فوق خط الفقر ومن هم عليه ومن هم دونه، فنسبة الأغنياء في سورية لا تتجاوز 10% كما أن الطبقة الوسطى تلاشت بشكل شبه كامل، فهل يعتبر 90% من الشعب السوري من الطبقة الفقيرة حالياً؟ وهل سيبقى المواطن السوري يبحث عن رغيف خبز يطعم به أطفاله في نفس الشارع الذي يتباهى فيه مواطن آخر بسيارته ذات الرقم الكبير من الملايين؟!
B2B-SY | فاطمة عمراني

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً