الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

كمال خلف: جماعة “إخوان مسلمين” سوريا الانسحاب من المسار السياسي أم مسار جديد.. وأين تقف تركيا؟

كمال خلف: جماعة “إخوان مسلمين” سوريا الانسحاب من المسار السياسي أم مسار جديد.. وأين تقف تركيا؟

شام تايمز

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا قبل أيام ، انسحابها من اللجنة الدستورية، التي تم تشكيلها بناء على نتائج مؤتمر “الحوار الوطني السوري” الذي عقد في سوتشي، في حزيران/يونيو الماضي ، أرجعت السبب إلى أن الأسس السياسية التي قامت عليها اللجنة ليست سليمة .

شام تايمز

حقيقة انسحاب الإخوان المسلمين بعيدة كليا عن السبب الذي ذكروه في بيانهم الرسمي ، إذ أن واقع الأمر يقول إن الجماعة التي كانت في بداية سنوات الأزمة السورية 2011 و 2012 تهيمن على المعارضة وتشكل عمودها الفقري أصبحت اليوم تحظى بتمثيل رمزي فقط ، فقد أسست الجماعة مع بداية الأزمة السورية المجلس الوطني السوري، وكانت المكون الرئيس فيه ، حيث استحوذت على ربع أعضاء المجلس البالغ عددهم 310 عضوًا أن ذاك.

اما اليوم فحركة الاخوان مهمشه وكان تعليق المعارض البارز قدري جميل على انحساب الجماعة معبرا عن هذه الحالة ، اذ اعتبر جميل أن انسحابهم من اللجنة الدستورية هو انسحاب من هيئة التفاوض، مضيفا بان هذا لن يؤثر لأن تمثيل الإخوان قليل جدا.

أذكر جيدا ان جماعة الإخوان السوريين كانت ورقة المساومة الوحيدة التي قدمها الأتراك ومعهم الدوحة للرئيس بشار الأسد عند اندلاع الأحداث في سوريا ، وقتها طلبت أنقرة أن تدخل الجماعة إلى الحكم وان يسمح لها بممارسة العمل السياسي علنا في سوريا وكل شيء سوف ينتهي . كذلك عقدت بعض الشخصيات الايرانية إجتماعات مع قادة الأخوان في اسطنبول إلا أن سقف الجماعة كان مرتفعا جدا ، متأثرين وقتها بالصعود الواعد لحركة الإخوان في البلدان العربية ، وأنهى الرئيس الأسد هذه المسارات وفضل خوض القتال على الاستجابة للطلب التركي والقطري بخصوص الجماعة . وذهبت الأمور إلى محاولة إسقاط النظام في سوريا بالقوة وبأي وسيلة . وشكلت جماعة الإخوان المسلمين الرافعة الإعلامية والدينية لتحشيد الرأي العام العربي ضد القيادة السورية والرئيس بشار الأسد تحديدا . أيدت الجماعة دعوات التدخل الأمريكي العسكري في سوريا ، كان الأمل أن إسقاط النظام بالقوة الخارجية أمر مؤقت ، وسرعان ما ترث الجماعة الأرض وتقود العملية السياسية بعد سقوط النظام ، لكن هذا لم يحدث .

في العملية السياسية السورية تتكل الجماعة على تركيا ، وتعتبر وجود تركيا كضامن في أستانة ومنسق مع روسيا وايران ، شبكة أمان للجماعة في مستقبلها داخل العملية السياسية ، لهذا ذهبت الجماعة إلى حد تأييد الجيش التركي في دخوله الأراضي السورية مطلع العام الحالي . وقالت في بيانها أن تركيا تدافع عن أمنها القومي . وهذا التماهي مع تركيا ليس جديدا ، فالحركة نفسها علقت معارضتها للنظام في سوريا بتوصية من تركيا مطلع العام 2009 بعد التقارب السوري التركي الكبير في حينها .
في تموز / يوليو 2010، إجتمع المجلس العام للأخوان المسلمين في اسطنبول، وإنتخب محمد رياض الشقفة لخلافة البيانوني كمراقب عام للجماعة، وطلب الشقفه في تصريح علني بعد انتخابه من تركيا التدخل لحل المشاكل مع دمشق ، وفي تصريح لاحق قال ” أن الجماعة مستعدة لتغيير إسمها إذا سُمح لها بالرجوع إلى سورية، وإذا وافق النظام على مطالبها” هذا كان موقف الجماعة قبل أشهر قليلة من إندلاع الأحداث في سوريا .

يشكل تهميش حركة الإخوان المسلمين خيبة أمل لتركيا ، وهي بدأت فعليا حراكا في ادلب بعيدا عن اي تفاهمات مع روسيا ، وكان اعتقال التشكيل العسكري الجديد المسمى” الجبهة الوطنية السورية ” التابع لتركيا مباشرة العشرات ممن تواصلوا مع مركز حميميم الروسي للمصالحة أو الحكومة السورية في ادلب وريف حماه ، دليلا على الحرد التركي ، ومن الممكن أن يكون انسحاب الجماعة من مسارات الحل السياسي انعكاسا لهذا النكوص التركي . وإن كان هذا فعلا الموقف اليوم ، فإن اتفاقات خفض التصعيد ومسار استانه كله بات في الإنعاش ، خاصة أن اتفاق خفض التصعيد في إدلب وريف حماه ينتهي بعد أقل من شهر ، ومن انخرط من العسكريين في هذا المسار كانوا من أتباع الجماعة المقربين من تركيا . لكن معارضا سوريا بارزا قال لي أمس أن انسحاب الجماعة من اللجنة الدستورية أو من هيئة التفاوض هو انسحاب شكلي وبالاسماء العلنية فقط ، فالجماعة تحتفظ بنفوذ داخل هيئات المعارضة .

وحفلت قائمة مرشحي هيئة التفاوض لعضوية اللجنة الدستورية الكثير من أعضاء الجماعة ومن المحسوبين عليها ومنهم رئيس الحكومة المؤقتة السابق أحمد طعمة والرئيس السابق للائتلاف أنس العبدة، إضافة إلى هيثم رحمة، وغيرهم.

رغم كل هذا ، تبقي الجماعة مسارا خاصا بها للتفاوض ، فإنتهاء مسار الوساطة عبر تركيا وقطر وإيران مع الحكومة السورية مع اندلاع الأحداث في سوريا ، قد تسعى الجماعة لاستعادته بعيدا عن تشكيلات المعارضة السورية الأخرى التي تفتقد للتمثيل على الأرض . خاصة مع عودة اقتراب حركة الإخوان المسلمين عموما من إيران .

وهي تفضل انتهاج مسار خاص بها رغم انخراطها بتشكيلات وهيئات المعارضة، يجعل لها موطيء قدم في مستقبل سوريا . ففي المحصلة فإن خيارات الفرع السوري من الإخوان المسلمين يرسمها عاملان أساسيان الأول خيارات الجماعة الأم ، والثاني السياسية التركية .

كمال خلف – راي اليوم

شام تايمز
شام تايمز