الخميس , أبريل 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ألعاب العيد تحرج السوريين أمام أبنائهم: مسدس الخرز بـ 4000 والدمية البلاسكتية بـ3000 ليرة!​!

ألعاب العيد تحرج السوريين أمام أبنائهم: مسدس الخرز بـ 4000 والدمية البلاسكتية بـ3000 ليرة!​!

بالرغم من الضائقة المادية التي تمر بها الأسرة، لم يجد أبو أحمد بديلاً من ارضاء ابنه واصطحابه إلى “ساحة ألعاب العيد” بعد إلحاح الأخير على والده بالذهاب، فالأب مصر على أن يفرح طفله مثل أصدقائه دون أن يعي ما يعانينه الأهل من هموم الدنيا لا سيما في مثل هذا اليوم.

وجاءت رياح عيد الأضحى هذا العام بما لا تشتهي سفن الكثيرين من المواطنين ذوي الدخل المحدود، وباتت محاولات البعض بإقناع الأطفال بأن العيد لا يستلزم شراء الألعاب غير مجدية، فالأطفال يريدون اللعب بالملاهي وشراء الألعاب دون وضع اعتبارات لأسعارها.

تكاليف ركوب الأراجيح مرتفعة بالنسبة للطفل

لم يمنع قدم وتهالك أغلب الألعاب الموجودة في ساحات اللعب من أراجيح وغيرها، من ارتفاع أسعار الركوب فيها، حيث أوضح عدد من الأطفال أن أقل تكلفة للركوب في الأراجيح لا تقل عن 100 ليرة لمدة لا تتجاوز 3 دقائق.

وقال الطفل محمد (7 سنوات) لـ “بزنس 2 بزنس” إن عيديته التي بلغت 500 ليرة في أول أيام العيد لم تمكنه من شراء السيارة البلاستيكية التي لطالما أراد شراءها، لكنها سمحت له بركوب الأرجوحة وشراء قطعتين من الحلوى”.

أما أحلام (6 سنوات) فمنعتها والدتها من ركوب الأرجوحة لأكثر من مرة واحدة بسبب سوء الأحوال المعيشية، واكتفت بشراء بالون لها مع بعض الحلويات ثم أخذتها في جولة قصيرة قريبة من المنزل.

فيما بينت أم سمير (ربة منزل) أنها عمدت لاصطحاب أطفالها الأربعة لحديقة تشرين العامة، فالألعاب هناك مجانية، مضيفة أن زوجها يعمل ورديتين ليتدبر مصاريف البيت، وتابعت: “في موسم العيد يكفي أننا استطعنا شراء ملابس لأطفالنا، وليس باستطاعتنا اصطحابهم لساحات الألعاب المأجورة فأرخص لعبة هناك بـ 100 ليرة، والطفل لا يكفيه الركوب مرة واحدة ما سيكلفني مبلغاً كبيراً لإرضاء أولادي الأربعة”.

تذكرة الألعاب في المولات بـ 500 ليرة!

بعض الأطفال المحظوظين أكثر من غيرهم، اصطحبهم أهلهم لصالات الألعاب المتنوعة الموجودة في المولات والمراكز التجارية الكبيرة، ولكن دخول تلك المجمعات يتطلب العديد من التكاليف ليس أقلها مشاركة الأبناء في الألعاب الترفيهية، التي تستنزف آلاف الليرات، ما يعني اقتطاع جزء كبير من الراتب.

ويبلغ متوسط سعر تذكرة الألعاب في بعض المولات التجارية كالتاون سنتر وشام سيتي سنتر نحو 500 ليرة للعبة الواحدة بزمن لا يتجاوز 3 دقائق، الأمر الذي يجعل الطفل الواحد يصرف مبلغاً طائلاً في ساعة واحدة، لذلك طالب بعض الأهالي الذين التقاهم الجهات المختصة بضبط أسعار الملاهي من خلال وضع قائمة لها للإسهام في الحد من الارتفاع المبالغ فيه، ويمكن الأطفال من الاستمتاع أكثر بالألعاب لتحصل الفائدة المرجوة وهي ابتسامة الطفل التي يتوقف عندها كل أنواع الربح المادي.

غلاء أسعار الألعاب – حتى البلاستيكية – يحرم الأطفال فرحة العيد

مسدس خرز صغير ما إن أبصره الطفل كريم (8 سنوات) حتى استفسر عن سعره، ليخبره البائع أنه بـ 4000 ليرة، ليلتفت الطفل إلى والده طالباً المبلغ، لكن الأب استأذن من صاحب لمتجر وانصرف.

ويقول والد كريم لـ “بزنس 2 بزنس” إنه سيتجه إلى مكان آخر متمنياً أن تكون الأسعار فيه أقل من المتجر السابق، إلا أن الحديث لم يعجب طفله، لكنه مضى معه على مضض.

أما أم نور فلم تستطع أن تشتري لابنتها الدمية التي كتب على لافتة صغيرة أمامها ” 3500 ليرة” من المتجر، بل اصطحبتها لتبحث لها عن دمية ذات سعر مناسب على إحدى البسطات المجاورة.

ولم تسلم ألعاب الأطفال – حتى البلاستيكية – من موجة ارتفاع الأسعار، وبلغ متوسط سعر المسدس الخرز 3000 ليرة، أما البندقية البلاستيكية فلا تقل عن 4000 ليرة، فيما بلغ سعر العرائس ودمى الفتيات نحو 3000 ليرة، وكبيرة الحجم بـ 6000 ليرة، أما الألعاب المحشوة فقارب سعرها 2000 ليرة للحجم الصغير و 4000 للكبير.

اللعب حبيسة المتاجر

في منطقة شعبية، يفترش نضال جزءاً من الرصيف، يرص عدداً من السيارات والعرائس، وشخصيات كرتونية كـ”بات مان” فيما ينتظر كثيراً أن يميل عليه أحد الزبائن، يدخل في نوبة “فصال” مع أحدهم ليتركه الأب وهو يردد: “ألعاب بلاستيكية يومين وتتكسر”.

يقول نضال :”أرى الأطفال الصغار وهم ينظرون للألعاب ويرغبون بشرائها، لذلك أبيع الألعاب البلاستيكية الرخيصة، فالأسعار عندي لا تتجاوز 1500 ليرة للعبة الواحدة”.

أما سعيد (تاجر ألعاب) فيبين في حديثه أن أغلب الزبائن يتفرجون على البضائع دون أن يشتروا، وبعد أن يختار الطفل لعبة معينة، يقوم الأهل بإعادتها للرفوف بعد أن يعرفوا ثمنها”.

فيما يقول سالم (بائع ألعاب أطفال): “الأسعار مرتفعة وتقترب من الضعف هذا العام، وبرغم وجود أشكال جديدة في الألعاب، إلا أن غلاء الأسعار، سبب في عدم الإقبال على الشراء”.

أطفال كثر وقفوا مكتفين بالمشاهدة أمام متاجر الألعاب وفي ساحات الملاهي ، بعد أن سرق غلاء الأسعار الفرحة في قلوبهم، وجعل رب الأسرة عاجزاً عن إدخال البهجة والسرور على قلوب الأولاد في ظل موجة ارتفاع الأسعار التي تثقل كاهل الأسرة، فإلى متى ستقف الظروف الاقتصادية عائقاً في وجه الأطفال وفرحتهم بالعيد؟

B2B-SY | فاطمة عمراني