وكالة أوقات الشام الإخبارية
هل تعتبر تهديدات الولايات المتحدة بضرب سوريا حقيقية و خطيرة ؟
صحيح أن الولايات المتحدة كانت تتعامل على أنه لا مصلحة لها في غرب سوريا وقصرت تواجدها ونفوذها على شرق نهر الفرات فقط. وحتى عندما تعرض حلفاؤها من قوات سوريا الديمقراطية لغزو تركي في عفرين لم تقدم لهم أي مساعدة وقال مسؤولون أميركيون صراحةً أنه لا علاقة لهم بتلك المنطقة.
لذلك قد يبدو غريباً أن تبدي واشنطن كل هذه الحماسة تجاه إدلب وتحاول جاهدةً منع هجوم الجيش السوري لتحريرها من الجماعات المسلحة.
ولكن هناك عدة عوامل قد تجعلنا نفهم الموقف الأميركي:
1- الإدارة الأميركية لا يمكنها تجاهل موقف بعض النخب السياسية والشرائح الشعبية التي قد تنظر إلى تحرير إدلب على أنه إضافة لنفوذ روسيا في الشرق الأوسط وهذا قد يؤثر على توجهات هذه النخب والشرائح قبيل انتخابات الكونغرس النصفية بعد حوالي شهرين.
2- زيادة التواجد العسكري الروسي في البحر المتوسط يشكل حالة قلق عميقة لدى حلف الناتو ولا شك أن المناورات المشتركة مع الصين تزيد من هذا القلق وتجعل الولايات المتحدة مضطرة إلى التصعيد لمنع هذا النشاط الروسي من التأثير على موازين القوى وعلى صورة الولايات المتحدة.
3- قد لا تكون واشنطن مهتمة بإدلب بشكل خاص ولكنها لا تستطيع تجاهل أن تحرير إدلب بالتوافق بين روسيا وإيران وتركيا سيجعل هذه الدول قادرة على إيجاد حل للأزمة السورية بدون تدخل واشنطن وهذا قد ينعكس على مشروعها في شرق الفرات.
4- أزمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب القضائية والتي دفعته إلى التهديد بإنهاء تحقيق مولر قد تكون عاملاً إضافياً يدفع البيت الأبيض إلى الهروب إلى الامام عبر التصعيد ضد سوريا.
عبد الله سليمان علي
