الجمعة , أبريل 19 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الى أين ستتوجه الدول المتنافسة في سوريا بعد معركة تحرير إدلب ؟

الى أين ستتوجه الدول المتنافسة في سوريا بعد معركة تحرير إدلب ؟

شام تايمز

أفاد (محرّم صاري قايا) الصحفي والكاتب التركي في مقال نشرته صحيفة (خبر ترك) بأنّ مدينة إدلب ليست القضية التي يمكن حلّها بين ليلة وضحاها، مؤكداً على أنّ التنظيمات الإرهابية المتطرفة هي مجرّد ذرائع تتمسك بها الدول لإبقاء إمكانية التدخل في المنطقة قائمة في أي لحظة.

شام تايمز

وذهب (صاري قايا) إلى أنّ منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط باتت أشبه بـ”الفتاة الجميلة” التي يتهافت عليها “زعران الحي” في سبيل الظفر بها- في إشارة منه إلى الدول العظمى- قائلا: “يٌعرف في الماضي أنّ زعران حيّ ما كانوا يسيرون في المقدمة مستعرضين عضلاتهم لإثبات تفوّقهم، محاولين إغراء فتاة الحي الجميلة، إلا أنّ من يظفر بالفتاة هو الشاب الأكثر وسامة والذي كان يباغت الجميع فيأخذ الحسناء ويهرب، وفي السابق كانت الدول عندما تضع نصب عينيها منطقة ما، تسير – والحديث عن الدول – في المقدّمة لتمهّد الطريق أمام الشركات التجارية للتنقيب عن البترول والثروات الطبيعية، أمّا في يومنا هذا لم يعد الأمر كما كان، إذ باتت الشركات هي التي تسير في المقدّمة، وتمهّد الطريق للدول”.

ونوّه إلى أنّ الهدف للدول المنخرطة في سوريا عقب عملية إدلب المحتملة هو التوجّه نحو شرق البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي الاستفادة من ثرواتها الباطنية، في صراع يشبه “صراع الزعران” على الفتاة الجميلة.

وبحسب الكاتب فقد تشهد شرق (البحر الأبيض المتوسط) تحرّكا للعديد من الشركات المتخصصة في مجال البترول، والتي تمهّد للدول الكبرى الدخول إلى المنطقة، موضحاً أنّه إن لم يتم التوجّه نحو تصالح ما في سوريا، فإنّ المنقطة ستتحول إلى ساحة عراك بين الدول، ولا سيّما أنّ روسيا تقوم في الوقت الراهن بما يسمّى أكبر تطبيق لها في المنطقة.

وذكّر (صاري قايا) بأنّ الشرارة الأولى في شرق البحر الأبيض المتوسط كانت قبل 8 أشهر تقريبا، وذلك عندما حالت تركيا دون تمكين إيطاليا المتعاقدة مع قبرص من القيام بأعمال حفر في المنطقة، حيث ترى أنقرة أنّ مناطق في المنطقة البحرية قبالة قبرص تقع ضمن المنطقة السيادية التركية، ولا سيّما في ظل وجود علاقات دبلوماسية بينها وبين قبرص.

صراع روسي – أمريكي

تحاول شركتا البترول (تباو) التركية، و(إكسون موبيل) الأمريكية من خلال التنسيق والتعاون المشترك، إلى إقناع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي تصدير البترول والغاز اللذين سيتم استخراجهما من حوض شرق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عبر تركيا، ومن المحتمل ألا تعارض واشنطن هذا المقترح، وذلك لكون الهدف الرئيس هو كسر الهيمنة الروسية فوق أوروبا في مجال الطاقة.

وأشار الكاتب التركي إلى أنّ روسيا ترغب بالتنسيق والتعاون المشترك مع الصين فيما يخص الغاز والطاقة اللذين سيتم استخراجهما من المنطقة، وذلك لضمان استمرارية هيمنتها فوق أوروبا في مجال الطاقة، ولذك ستحاول القضاء على المجموعات الإرهابية في المنطقة، بهدف إزالة حجج وذرائع واشنطن للتدخل في المنطقة.

وأكّد (صاري قايا) على أنّ تركيا -ومن دون أيّ شك- ستفضّل التعامل في هذا الصدد مع الولايات المتحدة الأمريكية، مردفا أنّ أنقرة تعي الألاعيب التي تسعى إلى نقل الصراع بعد إدلب نحو منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف في الإطار ذاته: “أنقرة تدرك أنّه في حال تطورت قضية إدلب خارج نطاق التنسيق معها، فإنّ ذلك سيعود بنتائج سلبية عليها، فضلا عن موجة الهجرة التي ستواجهها بشكل مباشر، وهذا ما أراد أردوغان التطرق إليه في تغريداته التي نشرها عقب قمة طهران، والتي أكّد فيها على أنّ تركيا لا يمكنها أن تبقى في حالة تفرّج أمام ما يٌحاك له”.

وكالات

شام تايمز
شام تايمز