الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الفنان بشار اسماعيل: لست بغائبٍ إنما مُغيّب

الفنان بشار اسماعيل: لست بغائبٍ إنما مُغيّب

شام تايمز

لم نكد نسأله السؤال الدهري عن الجديد لديه، حتى بانت تجاعيد الانزعاج على وجهه حيث أجاب: «يزعجني كثيراً هذا السؤال ببساطة لأن لا جديد لدي». لماذا لا جديد لديه، وغيره الكثير كان حوارنا مع الفنان بشار إسماعيل الذي أطلق سهامه بغير اتجاه، حوار لا تنقصه جرأة إسماعيل المعهودة.. إلى تفاصيل ما أجاب عنه:

شام تايمز

قدمت عملاً وحيداً على ما أعتقد هو «رائحة الروح»، ما سر غيابك عن الساحة الفنية وحتى الإعلامية؟

لست بغائبٍ إنما مُغيّب.. فالوسط الفني يُمارس أفعاله بعكس الكلمة، عندما نريد أن نقول هذا فنان؛ فيجب أن يمارس السلوك الأخلاقي، لأنه صاحب رسالة، ولا يمكن أن يُعطي أي فنان فعلاً أخلاقياً، إن لم يكن يتمتع بهذه الأخلاق.. التي أهمها الصدق والوفاء للوطن وللجيش العربي السوري المقدس، عندما يمارس الإنسان الحقيقة بكل أشكالها، ويشير إشارات قاطعة إلى مواطن الفساد والمفسدين، ويرفع الصوت عالياً تجاه ذلك، ثقي تماماً بأنه سيُحارب وسيُغيّب، عندما يفقد الإنسان كرامته، ويصبح ذليلاً من أجل لقمة عيشه ممكن أن يكون الأول في عمله، لكن من المستحيل لأحد أن يحترمه، فالمسألة قائمة على المنافقين الذين هم عبر التاريخ يأخذون الأولية في كل شيء، بالنسبة لي لا يمكنني التنازل عن مبادئي.. ولكن أتساءل: لماذا شركات الإنتاج لا تطلب إلا مجموعة واحدة ومعروفة.. فهم أنفسهم عبر عشرين عاماً في كل الأعمال، وأنا لا أطلب أبداً..
هم مجموعة من الأشخاص يعملون بكل الأعمال تقريباً، ولا ننكر أن الذين يعملون هم فنانون كبار ونجوم وكل الصفات الرائعة فيهم، ولكن لا أعرف المفتاح الحقيقي للدخول ضمن هذه الشللية أو الشركات، قد أكون مخطئاً في تعاملي مع الجميع وقد يكونون هم المخطئِين، ولكن كسلوك لماذا يتم إبعادي لا أدري، دعيني أتحدث عن مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي.. هذه المؤسسة التي أنتمي إليها، فمنذ عام 2011 كان هناك سبب أساس لغيابي، أما عن الصحافة فلا أحد يأتي من أجل القيام بلقاء معي ولهم الحق، عن ماذا سأتكلم؟ لا أريد الدخول في تفاصيله، لا جديد لدي فأنا لم أعمل منذ عشر سنوات، وليس لدي ما أقوله للصحافة وما يهمني؛ هو الجمهور الذي يحبني على الرغم من غيابي والأعظم هو موقفي الوطني خلال العدوان الكوني على سورية، فهو حقق لي نجومية أكثر من الفن بعشرات المرات لأن ما قمت به كان صادقاً.

دعنا ننتقل للكوميديا.. فلا يمكن نسيان أعمال (مرايا، بقعة ضوء…) وهي فن ذو حدين، وليس كل شخص قادراً على صنع دور كوميدي.. لتحدثنا عن تجربتك في الكوميديا؟

الكوميديا هي أصعب أنواع الدراما، وهي ليست متعلقة بالشخص أو كيف يقوم بفعل الشخصية، بل هي متعلقة بالله سبحانه وتعالى الذي يخلق مع هذا الإنسان مسألة الكاريزما، إما أن يكون الفنان ذا دم خفيف ومقرباً للجمهور أو العكس تماماً، من جهتي أفضل الكوميديا على كل أنواع الفنون الأخرى، وأعمل فيها باستمتاع وبمحبة كبيرة، وكان لي الشرف والفخر بالعمل مع الفنان الكبير والصديق ياسر العظمة.

هل ستشارك في «مرايا» الذي ينوي العظمة استئنافها؟

لا أدري إن كان الفنان ياسر يريد ذلك؛ فأنا أرحب بالأمر كثيراً، وليس من أجل العمل، بل لأنني متشوق للعمل مع هذا الكبير، فهو الفنان الكوميدي المختلف ليس فقط في الوطن العربي، بل في العالم كله.

كيف تُقيّم لنا القطاع العام الفني، وهل تفوق خلال هذه الفترة على القطاع الخاص.. ولاسيما بعد هجرة القطاعات الخاصة إلى الخارج؟

من جهتي أرى أن بعض قرارات نقيب الفنانين، سابقة خطيرة، ولاسيما قراره الذي يتضمن أن تتبع مؤسسة صناعة السينما والتلفزيون إلى وزارة الإعلام بشكل غير قانوني، لأنه لا يمكن أن يتبع القطاع الخاص إلى العام بأي شكل من الأشكال، فهناك حالة استياء عامة، ومن الخطأ أن أقول يجب لكن عندما تكون المسألة وطنية دعيني أقول يجب على المسؤولين أن يستقبلوا الجهات والشركات المنتجة من أجل تفهم السبب الحقيقي الذي دفع نقيب الفنانين للاصطياد بالماء العكر بلجنة صناعة السينما وأيضاً بشركات الإنتاج علماً بأنه يفرض نفسه على هذه الشركات في كل الأعمال وبالأجر الذي يريده، في عام 2015 كان هناك (46) عملاً تلفزيونياً أنتج من قبل الشركات الخاصة، أما الآن فقد انخفض العدد إلى (16) عملاً، وأعتقد إذا استمر نقيب الفنانين بتصرفاته، لن تري شركة إنتاج تعمل في سورية إذ سيغادرون جميعهم إلى لبنان، هذا الموضوع مرفوض، جملةً وتفصيلاً، فبين الحق والباطل أربعة أصابع، عين رأت وأذن سمعت.. المسؤول يجب أن يسمع ويرى الحقيقة من الجهتين وأن يمارس مسؤوليته بشكلٍ حقيقي وواقعي وصادق وإلا فهو غير مسؤول.

لنتحدث قليلاً عن علاقاتك الخاصة، وماذا تعني لك الشللية؟

أكره مصطلح «الشللية» لدرجة هائلة ولا أنتمي إلى أي شلة، فهناك مسألة أخطر، عندما اجتمعت مع أحد النجوم قال لي (المخرج ذاك يراك في أعمال كثيرة، لكن يصله كلام عن لسانك أنك تكلمت عنه)هذه المسألة تقلق كل شخص صادق في تعامله وأنا لا يمكن أن أتكلم من وراء ظهر أحد.. إن أردت التكلم، سأتكلم بشكل صريحٍ وأمام الشخص ذاته.

شاهدناك في بعض الأعمال التي تتحدث عن بيئة دمشق؛ هل تجد نفسك في الأعمال الشامية؟

أحب اللهجة الشامية لكن «باب الحارة» منذ أول جزء له؛ كرّهني بكل ما يسمى أعمال بيئة شامية التي لا يوجد فيها واحد بالمليون من الحقيقة، كلها تلفيق، لأن سورية أعظم وأقدس وأروع بلد في الكرة الأرضية فعندما يصورونها بهذه الطريقة المتخلفة وتحديداً بما يخص تشويه صورة المرأة الشامية وتصديرها بأنها ثرثارة وعبدة للرجل، هذا ما أختلف معه، فلم تكن دمشق هكذا قد تكون هناك عائلات متعصبة ولكن الأمر ليس عامّاً، أول مشفى ظهر في العشرينيات كانت نساء سورية هن من أسسن له وكنّ خريجات جامعة دمشق، نساء سورية سيدات صالونات فكرية وأدبية وثقافية لماذا يشوهون صورتهن بهذا الشكل وإلى هذه الدرجة، لا أعلم.. وحتى رجال دمشق لم يكونوا بالشوارب الطويلة والعيون الفالصة وضرب الخناجر الذي ليس له أحد يلمه، استطاعت مجموعة من القبضايات في الحارات التي صوروها من القضاء على الاحتلال الفرنسي قضاء مبرماً وكم أتمنى أن يكون هؤلاء القبضايات موجودين حالياً من أجل القضاء على احتلال الولايات المتحدة الأمريكية بالخنجر والسكين والسيف وحارة الضبع.

ما الذي يتمناه بشار إسماعيل اليوم؟

أن تنهض سورية، أن تعود بثقافتها وفكرها وعلمها وحضارتها، وأن يحصل كل فرد في الجيش العربي السوري على حقه فهو قدم كل ما يستطيع من أجل وطننا الغالي، وأتمنى أيضاً أن يأخذ المسؤول الشريف حقه وفرصته في بناء الوطن ولا يكون هناك مسؤول غير شريف.

المصدر: تشرين

شام تايمز
شام تايمز