السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

يخطفها على متن حصانه ليتزوجها كالقصص.. تعرَّف على عادة «الخطيفة» لدى الشركس

يخطفها على متن حصانه ليتزوجها كالقصص.. تعرَّف على عادة «الخطيفة» لدى الشركس

شام تايمز

تُحب فتاة وتريد أن تتزوجها؟ إلا أن هناك معارضة من أهلك أو أهلها؟ تريد أن تخطفها وتتزوج بها، إلا أنك تخشى من القيل والقال ومقاطعة الأهل لكما، لو كنت شركسياً، لكان زواج الخطيفة عملاً بطولياً.

شام تايمز

الخطيفة، عادة متأصلة لدى الشركس، إلا أن هناك قوانين وأصولاً وأعرافاً تضبطها «الأديغة خابزة».

إذا أردت أن تقرأ أكثر حول عاداتهم وتقاليدهم، يمكنك قراءة هذا التقرير.

يخطفها على متن حصانه ليتزوجها كالقصص
شاب وفتاة يرقصان رقصة شركسية “قافا”

التعارف في السهرة الشركسيّة

في عادات الشركس، يتعارف الشاب والفتاة وفقاً لقانون الأديغة خابزة، في السهرات الشركسية، وحينما يريد الشاب التعرُّف على إحدى الفتيات، فإنه يرسل إليها رسولاً يخبرها بذلك.

فإن أبدت موافقتها يذهب الشاب برفقة إحدى قريباته أو أحد أصدقائه إلى منزل الفتاة التي تستقبلهما برفقة إحدى قريباتها أو صديقاتها.

يتحدث الشاب والفتاة في العديد من الأمور والمواضيع، ويكرِّران اللقاء، فإن شعر الشاب بحبه للفتاة جلب إليها هدية رمزية سرية، فإن قبلتها يكون هذا دليل موافقتها.

إذا وافق أهل الفتاة على الشاب، تذهب إحدى قريبات العريس (عمته أو خالته) للتعرُّف إلى أسرة العروس، ويتبعها لاحقاً كبار العائلة من الرجال لإتمام عقد القران.

فمن لطائف عادات الزواج الشركسي عدم مشاركة والدي العروسين في مراسم الخطبة والزواج وكل ما تقتضيه من زيارات، فالأب والأم لهما مكانة عالية ولا يذهبان لأحد.

يخطفها على متن حصانه ليتزوجها كالقصص
السهرة الشركسية

بعد الاتفاق على موعد العرس، يذهب موكب يضم بعضاً من أهل العريس ماعدا أمه وأبيه لجلب العروس من بيت أهلها.

تُقدَّم لجميع الحضور فطائر تقليدية تسمى «الحلفا»، إلى أن تخرج الفتاة مع إحدى قريباتها وسط حلقة من الرقص، ولا تحضر والدة الفتاة أو أختها الكبرى إلى العرس أيضاً.

حينما تصل العروس إلى منزل أهل زوجها، تستقبل برشّ النقود عليها، وبالموسيقى والرقص، يقدم أهل العريس الطعام للحضور.

بعد انتهاء الحفل تذهب العروس إلى بيت زوجها، وتظلُّ فيه ولا تزور أهلها بسبب خجلها، وكانت في الماضي لا تزور أهلها قبل إنجاب طفلها الأول.

بعد فترة من الزواج تزور العروس أهل زوجها لتقدِّم لهم الهدايا، كما يقدمون لها هدايا ذهبية.

لاحقاً تزور العروس أهلها في موكب من أقارب زوجها الأباعد ومعها العديد من الهدايا وتمكث عندهم فترة من الزمن.

ثمّ تعود العروس إلى بيت زوجها بصحبة موكب من أقربائها الأباعد، تبدأ بعد ذلك دعوات الزيارات المتبادلة بين العائلتين.
أسباب الرفض قد تؤدِّي إلى «الخطيفة»

قد لا تسير الأمور كما ينبغي، ويرفض الأهل إتمام الزواج، وفي هذه الحالة يلجأ الشاب والفتاة إلى الخطيفة.

قد يكون هذا الرفض لوجود أخ أكبر للعريس، أو أخت كبرى للعروس دون زواج، فحسب العادات الشركسية لا يجوز للشاب أن يتزوج قبل أخيه الأكبر، كذلك لا يجوز للفتاة أن تتزوج قبل أختها الكبرى.

وهناك أيضاً عائلاتٌ شركسية ترفض زواج أبنائها من القبائل الشركسية الأخرى، وفي بعض الأحيان يلجأ البعض أيضاً إلى الخطيفة دون وجود أسباب، أو لاختصار الوقت وخطوات الخطبة المتعددة.

تقاليد راسخة في المجتمع

في البداية يتفق الشاب والفتاة على الخطف، وعادة ما تخبر الفتاة والدتها أو إحدى أخواتها، وعندما يخبر الشاب أصدقاءه بنيته خطف الفتاة، يوافقون على مساعدته ويتعرفون على مداخل القرية ومخارجها جيداً.

في يوم الخطف المحدَّد، تنتظر الفتاة الشاب فيذهب إليها في الليل، ويأخذها معه وعندما يصبح على أبواب القرية يطلق 3 أعيرة نارية، في السماء.

حينما يسمعها شباب القرية يهبون لإعادة الفتاة، لكنَّ أصدقاء الشاب يكونون قد نصبوا كميناً لشباب القرية وأقرباء الفتاة، وإذا اقتربوا يحذرهم أصدقاؤه بإطلاق عيارٍ ناريّ، فإن أصر أحدهم على استكمال التعقب، أطلق النار على فرسه، ويعود بذلك الشباب إلى القرية.

يترك الشاب فتاته عند إحدى قريباته ويكون قد اتفق معها مسبقاً، أو يؤمِّنها لدى أحد الوجهاء فيستقبلها في منزله.

يرسل الشاب أو الوجيه رسولاً إلى أهل الفتاة لإتمام الخطبة وتحديد موعد عقد القران.

لا يبقى الشاب في منزله أو في نفس المنزل الذي تقيم فيه فتاته، وإنما ينتقل إلى منزل أحد أصدقائه أو أقاربه ليصبح أهل الشاب والفتاة تحت الأمر الواقع.

يرسل أهل الفتاة إليها إحدى قريباتها لتتأكد من رغبتها بالزواج من هذا الشاب، فإن أبدت الفتاة موافقتها تبقى كما هي، ويمنع الشاب من رؤيتها أو التحدُّث إليها طيلة فترة الخطيفة.

وعند موافقة أهل الفتاة تجري أمور الخطبة الطبيعية، ويتكفَّل الشاب بكافة متطلبات الزواج بسبب لجوئه للخطف.

وفي حالاتٍ قليلة يصر أهل الفتاة على رفض إتمام الزواج، وتنشب المشاكل بين العائلتين، ولكن من المعيب على الشاب أن يرضخ للأمر الواقع ويعيد الفتاة إلى أهلها.

ومن الممكن أن يلتقي الشاب بأهل الفتاة ويخبرهم بأنه لن يعيدها، وانه مستعد لتقديم روحه لهم.

في نهاية المطاف، عندما يرى أهل الفتاة، أن الشاب مصر على عدم إعادتها، يتأكدون من أنه قد أصبح رجلاً وأنه سيحميها طيلة حياته، عندها يعطون موافقتهم.

لا يعاب على الشاب والفتاة اللجوء إلى تلك الطريقة، لأنها تعتبر أداة ضغط فقط، ولا يتم الزواج إلا بموافقة أهل الفتاة.

كما أنَّ الخطيفة لا تتم دون موافقة الفتاة، ولا يتم عقد القران إلا بعد الحصول على موافقة الأهل، كما لا تعتبر الخطيفة غير شرعية في الإسلام كون أن طيلة فترة الخطف لا يرى الشاب الفتاة ولا يتحدث معها.
استعدادات العرس تتوِّجها الحلفا الشركسية

استعداداً منهم للعرس، يجهز أقارب العريس كميات كبيرة من الطعام الشركسي القومي: الحلوج «الحلفا»، – وطعاماً يشبه السمبوسك- محشوة بالجُبن الشركسيّ أو البطاطا.

كما أن هناك بعض قبائل تعدّ شراباً من دقيق الذرة يسمى «باخمسه»، ويتشارك أقارب العريس في تقديم الحلفا والباخمسه بالإضافة إلى الأرز والسكر والزيت والسمن.

في يوم العرس يجتمع المدعوون في منزل العريس ومنذ الصباح يبدأ الرقص، وعند الظهر يتوزَّع الجميع على المنازل المجاورة ويرسل إليهم الطعام، كما يرسل كذلك إلى بيوت المسنين والعجائز خاصة من الأقارب.

وبحسب كل قبيلته، فإمَّا يخدم العريس الضيوف، ويظلُّ واقفاً في الغرفة، ولا يجلس أمام الكبار، أو يكون له كرسي مزين كالعرش يجلس عليه.

عادةً ما يستمر العرس عدة ليال، وبدءاً من الليلة الرابعة، تجرى للعريس أو لأحد الضيوف محكمةٌ هزلية تفرض فيها بعض الأحكام أو الغرامات التي يتفاداها المحكوم عليه بإقامة حفلة شاي أو رقص، أو توزيع الطعام والحلوى.

الفتاة ترتدي ملابس الأميرات والشاب ملابس الفارس

تجتمع الفتيات ويخرجن العروس من غرفتها لتذهب لتقبيل أيدي العجائز والمسنات المجتمعات في إحدى غرف المنزل دون حماة العروس.

وبعد تقبيل الأيدي تتلقَّى العروس الأموال والهدايا، وتعود إلى غرفتها، وتظل محتجبة عن حماها وحماتها.

أما بالنسبة لأزياء العرس، فترتدي العروس كالأميرات، ويرتدي العريس زي المحاربين والفرسان.

بعد عقد القران يجتمع الأهل ويصطحبون الفتاة إلى بيت أهل عريسها، ويحددون يوماً لمباركة الأقارب.

تحضر الحماة مأدبة طعام وتدعو إليها بعض القريبات، وترتدي العروس الأبيض، وتظهر أمام أفراد عائلة عريسها، ليهدوها النقود والملابس.

تجلس العروس في غرفة مع حماتها وبعض نساء العائلة، فتكشف الحماة وجهها، وتقبل العروس أيدي الحاضرات وتتقبل منهن الهدايا.

في هذه الغرفة، تُدهن شفاه العروس بالسمن، أو الزبدة، ويوضع على لسانها العسل ليكون لسانهاً عسلاً، وكلامها ليناً.

في هذه الفترة، يقضي العريس ليلته مع عروسه، ويغادر صباحاً إلى المنزل الذي كان يقيم فيه في فترة الخطيفة تقديراً لهم على موقفهم.

هديةٌ أخرى لكلام العروس، وحفلٌ لعودة العريس

تظل العروس عدّة أيام من دون أن تتكلم أما حماتها، لتكتسب عادة تنفيذ الأوامر دون جدال ونقاش، من الممكن لها أن تستخدم لغة الإشارة حينما تريد الكلام بشدة.

ولا تنتهي هذه الفترة إلا حينما تقيم الحماة حفلاً عائلياً تقدِّم للعروس فيها هدية تسمى هدية الكلام «كوشنا بشئ» وتسمح لها بعدها بالكلام.

ولا تظهر العروس لحماها إلا بعد أن يقدم لها هدية كذلك.

بعد انتهاء حفلة الحماة، يأتي دور حفلة إعادة العريس «شاوه شج» فيدعو مضيف العريس إلى مأدبة طعام يأتي إليها الأعيان والوجهاء وكبار السن والأصدقاء، ويقدَّم في الحفل طعام الحلفا الشركسية.

يقابل العريس والده ملثّماً، ويمزح أحدهم قائلاً هل تعرف هذا الشاب؟ وعندما يكشف الشاب عن وجهه تعود الأمور إلى طبيعتها.

في بعض الأحيان، يشعر العريس بالخجل الشديد من والده، فيهرب أثناء ذهاب الجميع إلى والده، ويظل في معزلٍ عن الجميع إلى أن تجبره الظروف على الاختلاط معه شيئاً فشيئاً.

في صباح يوم حفل عودة العريس، يذهب المضيف إلى والد العريس محملاً بالهدايا، وإن لم يكن مقتدراً من الناحية المالية، فيعاونه شبان البلدة على تحمل النفقات ويقدمون معه الهدايا، وتسمى هذه المعونة ثمن الحياء «وجيتا بشنه».

ما هي الأصول التاريخية للخطيفة!

تعود أصول زواج الخطف إلى النارتيين وهم الفرسان القدامى -أبطال الأساطير الشركسية-، فقد كانوا يبحثون عن فتياتٍ للزواج في أراضٍ كثيرة، وعند رفض أهالي الفتيات إتمام الزواج، كانوا يخطفونهنّ على الخيول للزواج، وذلك بحسب الأساطير التي تروى.

لكن الأمر لا يتم بنفس الطريقة عند الشركس، ولكن وضعت له قوانين تنظمه لتجعله لا يتخطَّى حدود الدين والشرف والآداب، فأصبح زواج الخطف زواجاً تقليدياً فروسياً يعتز به الشركس.

كانت عادة الخطف صعبة جداً في الماضي، ففي سبيل تحقيقه كان الشاب يواجه الصعوبات وأحياناً الاقتتال ليبرز شجاعته.

أمَّا في الوقت الحالي فيتفق المحبَّان على موعد الهرب، وقد تكون والدتها على علم بالأمر، ويساعد أصدقاء وصديقات الشاب والفتاة في عملية الخطف.

يطلق على هذا الزواج بلغة الشراكسة زواج «الكواسا» وقد تُرجمت إلى العربية بطريقة خطأ إلى زواج الخطف أو الخطيفة، إلا أنَّ ترجمتها الصحيحة «التسلُّل بقبول» فقبول الفتاة شرطٌ في إتمام الخطف.

وعلى الرغم من خطف الفتاة إلا أن الزواج لا يتم رغماً عن أهلها، فعندما يخطف الشاب الفتاة لا تنتقل إلى بيته، وإنما يودعها لدى أحد الوجهاء ليحميها ويتوسط لدى أهلها ليقبلوا بإتمام عقد القران الشرعي.

عربي بوست

شام تايمز
شام تايمز