الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

إسرائيل في مواجهة موسكو في سوريا

إسرائيل في مواجهة موسكو في سوريا
محمد شومان
لم يكن إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن تسليم منظومة الدفاع الجوّي إس- 300 إلى سوريا بعد أسبوع من إسقاط طائرة عسكرية روسية فوق البحر المتوسّط ،بطريق الخطأ أثناء هجوم جوّي إسرائيلي في سوريا مفاجئاً ، فقد جاء في أعقاب توتّرات واضحة جداً في اللقاءات والاتصالات التى أجراها المسؤولون الروس والإسرائيليون.
فإسرائيل سعت لبحث إمكانية سفر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أو وزير الأمن أفيغدور ليبرمان إلى موسكو لتخفيف حدّة التوتر مع الروس، ولكن روسيا رفضت بطريقةٍ دبلوماسيّةٍ، وأبلغت الإسرائيليين بأنها تفضّل أن تستمرّ المُحادثات حول إسقاط الطائرة في أيدي المُستوى المهنيّ فقط.
كما أن المُكالمة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي لم تنجح في الحد من الغضب الروسي الذي يصرّ على رفض أيّ من الحجج التي قدّمتها إسرائيل كمبرّرات لإسقاط الطائرة الروسية.
كذلك فإن الاجتماع بين قائد سلاح الجو الروسي وضباطه من الطيّارين الروس مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي وطيّاريه في غرفة سلاح الجو الروسي كان حادّاً جداً من قِبَل الجانب الروسي وشمل تعهّداً بإسقاط أية طائرة (إسرائيلية) تقترب من الساحل السوري.
تسليم روسيا لمنظومة إس 300 المتطوّرة لقوات الدفاع الجوي السورية بعدد 4 كتائب من المنظومة ومجموعات من وسائل الحرب الإلكترونية لتشويش عمل الرادارات وأنظمة الاتصالات والتحكّم بالطائرات التي ستهاجم الأراضي السورية، والتشويش على عمل أنظمة الملاحة الفضائية والأهداف الواقعة في المناطق المُحيطة في البحر المتوسّط، يحوّل سوريا إلى منطقة حظر جوّي معقّدة جداً على الطائرات الإسرائيلية والغربية في حال إقدامها على شنّ أية غارات والقيام بأي عمل في الأجواء السورية.
فروسيا التزمت دائماً الحياد في الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا وهو ما منح إسرائيل خيار التحرّك بحرية في عملياتها العسكرية في سوريا ، لكن الحادث الأخير يفرض عليها خيار التحرّك إلى محور مواجهة العمليات العسكرية في سوريا,…هو ما اضطرت إليه بالفعل.
فبينما يتحدّث أفيغدور ليبرمان، وزير دفاع إسرائيل، الأحد الماضي ، أن تل أبيب لن تتوقّف عن شنّ عمليات في سوريا ضد الوجود العسكري الإيراني ، والإصرار على سياسة عدم السماح لسوريا بأن تتحوّل إلى قاعدة إيرانية متقدّمة ضدّ دولة إسرائيل ، فإن القلق يسيطر على الرأي العام من الأسلحة الروسية الأكثر فعالية من وسائل الدفاع الجوّي المتوافرة في سوريا حالياً إلى جانب تحذيرات الخبراء من تأثير “إس-300” بشكلٍ كبيرٍ على الدفاع الجوّي السوري لأنها قادرة على ضرب الأهداف على بُعد 300 كيلومتر.
ووفقاً لخبراء عسكريين إن مدى صواريخ “إس — 300” الروسية يغطّي معظم أراضي إسرائيل، إذا تم نصبها في العاصمة السورية دمشق، بحسب رسم توضيحي أعدّته مراكز متخصّصة في الشأن العسكري للمناطق، التي يغطيها مدى الصواريخ الروسية، الذي يصل إلى 250 كيلومتراً بحيث لا تستطيع الصواريخ الجوية الإسرائيلية الوصول إليه من دون دخول المجال الجوّي السوري وبمجرّد دخول طائرات سلاح الجو الإسرائيلي إلى الأجواء يتم ضربها.
كان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مُحقّاً عندما تحدّث أن منظومة صواريخ “إس 300” دفاعية وأن سوريا ستدافع عن نفسها كما تفعل دائماً ، وأن “إسرائيل” التي اعتادت القيام بالكثير من الاعتداءات تحت ذرائع مختلفة ستحسب حسابات دقيقة إذا فكّرت بالاعتداء على سوريا مُجدّداً، معتبراً أن الاعتداء على سوريا اعتداء على كل القوى التي تعمل ضد الإرهاب فيها ومن أجل إعادة الأمن والاستقرار إليها.
تصريحات المقداد تكشف النقاب عن نيّة دمشق وموسكو سوياً للتعامل مع أي اعتداء إسرائيلي مستقبلي تحت أي ظرف.
الميادين

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز