الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

متسللون إلى ملعب الميديا يخلطون أوراق “سورية ما بعد الأزمة”

متسللون إلى ملعب الميديا يخلطون أوراق “سورية ما بعد الأزمة”
بين الأزمة والتأزيم أكثر من مجرّد فروقات لغوية في المعنى والاشتقاق، بل ثمة تباين صارخ هو ذاته القائم بين الموت العفوي أو إملاءات القضاء، وبين القتل عمداً والجناية أو الارتكاب..وكم هو شاسع البون بين الحالتين، في القيمة الأخلاقية والحدث الجنائي الذي يقتضي تبعات جزائية يفترض أن تحصل.
هو التوصيف الذي يبدو الأنسب لمقاربة ما يجري في سياق نتاج مكنة الاستهداف الإعلامي لسورية اليوم، ونحن على بوابات الخروج من أزمتنا نحتفي بالانتصار على “الائتلاف” الدولي الداعم للإرهاب، و على الحرب الإعلامية المرافقة لبرنامج تقويض الدولة السورية والنيل من سيادتها.
فثمة إعلام جديد ورسائل إحباط تتسلل بهدوء إلى أوساط التلقي الشعبي السوري، باتت واضحة وغير خافية على من يرفض حالة التلقي السلبي لكل ما “يدبّج” من رسائل “ملغومة” ، تبدو ذاتها أو الأخت الشقيقة لتلك التي كنا نُقذف بها مع بدايات الحرب على بلدنا في مطلع العام 2011.
ففي هذا العالم – وفي هذا البلد – من يصرّ على إبقاء المشاهد السوداء التي اجتاحتنا إبان “الغزو الإرهابي”، مقيمة في أوساطنا الاجتماعية ، ومجابهة كل خطوة جادة وحقيقية للخروج من الأزمة والانطلاق نحو سورية المتجددة.
ليست مجرّد طاقات سلبية، بل برامج هدّامة تستغل حالة الوهن و “النقاهة” التي يمر بها الشعب السوري الخارج للتو من محنته الصعبة، أبطالها هذه المرة ليسوا من الخارج، بل من هنا من المدرجين على قوائم المعنيين بمعنى واستحقاق الأمن الغذائي والأمان الاجتماعي الذي تسعى الدولة السورية وحكومتها لتأمينهما لكل سوري محسوب في اصطفافات الصمود، والفرضية أن كل سوري باق في بلده معني بهذا التوصيف، لكن يبدو أن للحقيقة كلام آخر.
بالأمس استثمر المتمرسون في ” صناعة الأزمات” والتأزيم صورة التقطتها الكاميرات المرافقة لجولة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء إلى محافظتي طرطوس واللاذقية..الصورة من داخل مبنى كلية طب الأسنان الجديد الذي دشنه المهندس خميس ووجه بشراء 200 كرسي طبيب أسنان لزوم الدراسة و التدريبات العملية للطلاب، وتظهر فيها قطعة من أساس تجهيزات مخابر الكليّة..وكان اللافت المقارنة مع صنبور ماء يظهر في جولة لرئيس مجلس الوزراء السابق، وكان التعليق لافتاً بسوداويته والمقاربة الساخطة التي جرت بين المشهدين ، في تهكم واضح ليس من الفريق الحكومي، بل من سيادة الدولة السورية وانتصاراتها التي كانت فاتورتها باهظة بكل معنى الكلمة.
ففي الأبعاد المعنوية المباشرة تستهدف الصورة والمقاربة، الإيحاء بأن ملامح حقبة الحكومة السابقة بكل سوداوية الظرف وصعوبته وتعقيداته المحلية والدولية، باقية حتى الآن رغم كل التطورات والمستجدات والجهود التي أوصلت البلاد إلى برّ الأمان، وكانت من نتاج ثلاثية صمود الشعب والجيش والقائد.
لم يعد مسموحاً لأي وسيلة كانت النيل من هيبة سورية وصمود شعبها، عبر التشويش الحانق على كل ما من شأنه أن يعكس الوجه الناصع للانتصار والخروج من “الفخ الأممي” الذي نصبته دول كبرى .
فإن كان جزاء الاستهداف الخارجي من اختصاص المحاكم الدولية، فإن المحاسبة ومواجهة ارتكابات المقيمين هنا في الداخل من اختصاص القضاء السوري، الذي يجب أن يتحرّك لحماية المجتمع والدولة من ذوي البصمات المشبوهة.

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز