الخميس , أبريل 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

«يوروشيكو أونيغايشيماسو».. عبارة في اللغة اليابانية ستفتح لك كل الأبواب المغلقة هناك

«يوروشيكو أونيغايشيماسو».. عبارة في اللغة اليابانية ستفتح لك كل الأبواب المغلقة هناك
ثمة بعض اللغات التي يؤدي استخدام كلمة صغيرة فيها إلى فتح الأبواب المغلقة، وهذا ما يحدث عند الحياة في اليابان .
«يوروشيكو أونيغايشيماسو»
ويقول شيهوكو غوتو، أحد الزملاء الكبار بمركز وودرو ويلسون الأميركي للأبحاث، إنَّ هذه عبارة «تحرك اليابان»، في إشارة إلى عبارة يابانية شائعة (وإن كانت غامضة) وهي «يوروشيكو أونيغايشيماسو».
هذا مصطلح حاسم يُسمع يومياً في آلاف السياقات عند الحياة في اليابان.
لكن من الصعب للغاية الإتيان بتعريف بسيط سهل الترجمة. وقد يجده بعض الأجانب محيراً تماماً.
وقال غوتو: «هذه عبارة للتعبير عن الاحترام والتقدير. وعادةً ما تصاحبها انحناءة قد تتراوح ما بين ميلٍ بسيط للرأس إلى ركوعٍ كامل. يوروشيكو أونيغايشيماسو محورية لضمان احترام الجميع مقابل مهاراتهم المختلفة.
سوف أقول هذه العبارة لمصفف الشعر الذي سوف أزوره غداً.
لكنَّني سأقولها بكثيرٍ من الجدية المصحوبة باليأس لو كنت بحاجة لأن أرى الطبيب غداً لضرورةٍ طبية. مصفف الشعر والطبيب كلاهما يؤدي دوراً في المجتمع يجعل العالم يدور، وهذه العبارة في الحقيقة تفك جمود وتوتر الكثير من المواقف».
ليست لها ترجمة حرفية
وعلى الرغم من ترجمة هذه العبارة في الكتب المدرسية اليابانية أو الكتب الإرشادية السياحية بـ «تشرفت بمقابلتك» أو «من فضلك اعتنِ بي»، فإنَّ هاتين الترجمتين لا تحيطان في الحقيقة باستخداماتها المتنوعة وكيفية تجسيدها للثقافة اليابانية والشعب الياباني.
هذه العبارة العصية على الترجمة نوعٌ من التحية خاص باللغة اليابانية.
لو قسمناها فإنَّ «يوروشيكو» تعني «بشكلٍ ملائم» (أو حسب ما تراه ملائماً) و «أونيغايشيماسو» (صيغة فعلية) مصدرها «أونيغاي» الذي يعني الطلب.
لو ترجمنا العبارة حرفياً فسوف تكون شيئاً مشابهاً للتالي: من فضلك استجب لطلبي بشكلٍ ملائم. وفي السياقات غير الرسمية، مثل الحديث مع الأصدقاء أو العائلة، فإنَّ النسخة القصيرة من هذه العبارة «يوروشيكو» سوف تؤدي الغرض.
لو استطعت استيعاب استخدام هذه العبارة ومعناها الدقيق، فإنَّ الوقت الذي سوف تمضيه في اليابان سوف يصبح أسهل على الفور. ذلك أنَّ معنى هذه العبارة يمنحك نظرةً خاطفة على القيم اليابانية.
يقول كي إيشيغورو، عالم اللسانيات الاجتماعية والبروفيسور بالمعهد الوطني للغة اليابانية واللسانيات: «أن تقول يوروشيكو أونيغايشيماسو مقدماً، فهذه محاولة من صاحب الطلب للاعتراف بعدم التوازن في الموقف، ومحاولة إصلاحه للحفاظ على علاقة إيجابية».
وفي كتاب ماسارو إينو To Talk or Not to Talk: Essays on Verbal Communication in Japanese and Chinese، يشبه إينو أسلوب التواصل الياباني بالميزان التقليدي، إذ يسعى الناس به لإحداث توازن في العلاقات أو المواقف غير المتوازنة.
هل يمكن أن يُقال هذا الأمر عن عبارة «يوروشيكو أونيغايشيماسو»؟ يعتقد الخبراء ذلك، فأنت حين تطلب معروفاً من شخص ما، تضع عبئاً ما على خصمك لإكمال المهمة لك.
لكنَّ استعمال هذه العبارة يشبه استخدامات سكين الجيش السويسري. فبالإضافة إلى طلب الخدمات، يمكنك أيضاً استخدامها بعد إنهاء تفاعلٍ ما، مع شخصٍ من المحتمل أن تتفاعل معه مرةً أخرى في المستقبل.
سر سعادة الموظفين في كل اجتماع
وقال آدم غريز، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة OKpanda، وهي شركة تطور خدمات لتعليم اللغة الإنجليزية: » بعد أن اتخذتُ قرار الحياة في اليابان و تعرفتُ على ثقافة الأعمال اليابانية، أصبحتُ أقول «يوروشيكو أونيغايشيماسو» بنهاية أي اجتماع.
أعتقد أنَّها تساعد الجميع على أن يغادروا الغرفة شاعرين بالسرور». جديرٌ بالذكر أنَّ غريز عمل في اليابان خلال السنوات الخمس الماضية.
ويصف إيشيغورو أثر عبارة «يوروشيكو أونيغايشيماسو» بأنَّه كتقديم الاحترام للشخص الآخر، وإظهار ثقتك في كفاءته لإتمام طلبك. وقال إيشيغورو: «لو كنتَ أجنبياً، غير معتاد على القواعد المتنوعة للمجتمع الياباني، قُل «يوروشيكو أونيغايشيماسو».
لن يشعر الناس بالإهانة أبداً ومن المرجح أن يخدموك كما ينبغي».
وبحسب هيرواكي ليما، مؤلف المعاجم اليابانية، فإنَّ أول استخدام للعبارة يمكن تتبعه إلى حقبة إيدو (1603– 1868)، عندما ظهرت في محادثة في عرض كابوكي (وهو نوع من أنواع المسرح التقليدي الياباني).
ومن المثير للاهتمام أنَّ هذه العبارة لا تزال شديدة الندرة في القواميس، بعد مئات السنين من ذلك الظهور.
وبحسب ليما، فإنَّ هذه العبارة تحية لا تحتاج إلى تفسير شبيهة بقولنا «كيف حالك؟»، ولهذا «فإنَّ مؤلفي المعاجم لم يروا حاجةً لوضع شرحٍ لها في الماضي».
ومع ذلك، فإنَّ القاموس الياباني للأغراض العامة Sanseido Kokugo Jiten يفكر في إضافة العبارة في تحديثه القادم.
ولما كان إيشيغورو عالم لسانيات اجتماعية، فإنَّه يدرس تطور معاني الكلمات والخيارات اللفظية التي نستخدمها يوماً بعد يوم.
ومن وجهة نظره، فإنَّ التعريف النهائي لعبارة يوروشيكو أونيغايشيماسو»: أن تعهد بنفسك إلى الشخص الآخر.
ويعتقد إيشيغورو أنَّ هذه العبارة تخدم نوعين من الطلبات: عندما تعهد بنفسك إلى شخصٍ آخر، أو تعهد بمهمة إلى شخص آخر.
وقال إيشيغورو: «في كلتا الحالتين، فإنَّ الغرض الضمني للعبارة إنشاء أو بناء علاقة قابلة للثقة».
كيف تستخدم هذه الكلمة الهامة باللغة اليابانية؟
الطريقة الأولى لاستخدام العبارة تكون بصفتها نوعاً من التحية، سواءٌ في بداية علاقة أو موقف ما أو في نهايتهما.
وينبغي استخدامها عند الالتقاء بشخص ما للمرة الأولى مثلاً، أو عند بدء أو إنهاء اجتماع عمل، أو عند مفارقة شخص ما.
فعلى سبيل المثال، يبدأ لاعبو فنون الدفاع عن النفس أو لعبة الشوغي (لعبة يابانية) مبارياتهم بقول: «يوروشيكو أونيغايشيماسو للخصم لبدء علاقة معه، على الأقل خلال فترة المباراة.
والاستخدام الثاني هو عندما تطلب من أحدهم فعل شيء من أجلك، معروف ربما. ويكون هذا عادةً في العمل إما شخصياً أو عبر رسائل البريد الإلكتروني.
والطريقة الأخرى لطلب شيء في اليابانية أن تستخدم «كوداساي» (وهي صيغة مُصرَّفة من «كوداسارو» وتعني «أن تعطي»).
وقال إيشيغورو: «المشكلة في «كوداساي» أنَّها من الممكن أن تكون مباشرةً للغاية، وربما تبدو وقحة. أما «يوروشيكو أونيغايشيماسو» فهي بديل أكثر أدباً وملائمةً أكثر.
فأنت تُظهر ثقتك التامة في الشخص الآخر في أن يُكمل المهمة، وتترك العلاقة في حالة جيدة».
ومع ذلك، فهذه العبارة ليست بديلاً بسيطاً للنسخة اليابانية النموذجية من «لو سمحت».
فالأمر أكثر دقة من ذلك، لكن كلما استخدمتها، زاد فهمك لها.
وقال ديفيد كوربين، المدير التنفيذي لـTech in Asia Japan، وهي منظمة للتشبيك بين الشركات اليابانية الناشئة: «بالنسبة لي، فإنَّني أعتقد أنَّها طريقة لقول (من فضلك) عندما تطلب شيئاً ما».
عاش كوربين في البلاد لأكثر من تسع سنوات. وبعد سنواتٍ من العمل في اليابان أو مع أشخاصٍ يابانيين، تعلم أنَّه «في رسائل البريد الإلكتروني، ينبغي لك إدماج «يوروشيكو أونيغايشيماسو» في نهاية الرسالة، حتى لو لم يكن هناك أي طلب».
ويوافق ليما على ذلك إذ يقول: «كثيراً ما تُستخدم العبارة لا لمعناها الحرفي بطلب شيء ما، وإنَّما بغرض إظهار الاحترام، كقولنا «مع تحياتي» أو «مع خالص تحياتي» في الإنكليزية».
ويتذكر مدرس اللغة الإنكليزية جوجي فوجيناجا طالباً يابانياً ترجم العبارة إلى «أستجدي لطفك» ، لكنَّه قال إنَّ «هذا قول مهذب للغاية بالنسبة لمحادثة شفهية، لكنَّني أفهم ما كان الطالب يحاول توصيله».
المستفاد الأساسي من العبارة فيما يخص ملاءمتها للثقافة اليابانية أنَّه «في مجتمعنا، في أي موقفٍ كان، فإنَّ الشخص الذي تتحدث معه أكثر أهمية منك».
ويعتقد إيشيغورو أنَّ استخدام هذه العبارة «يُركز على الكيفية. أي كيف تُعبر عن موقف، لا الماهية، أي طلبك ذاته». بعبارة أخرى، أنَّ أدبك أهم مما تقوله فعلاً.
لا يبدو هذا الأمر شديد الجنون، بالنظر إلى أنَّ اللغة اليابانية تشتمل على ثلاثة أنواع من التصريفات لنمط واحد من اللغة يدعى كيجو (نمط يتسم بالاحترام من اليابانية يُستخدم مع الغرباء وكبار السن في المواقف الرسمية، ويستخدم يومياً).
وقال نيلز فالينتين، وهو مغترب ألماني يعيش حالياً في طوكيو: «وجدتُ أفضل ترجمة للعبارة هي «أتطلع قدماً».
عندما تستخدمها تكون بالفعل، بشكلٍ غير مباشر، تتوقع أنَّه ربما يكون هناك نوع من النزاعات لكي تحل في المستقبل، أو أنَّك ببساطة تحتاج إلى المساعدة، أو أنها وسيلة مؤدبة لكي تقول ضمنياً: آسف لإزعاجك بهذه المهمة، إنَّني أعرف أنَّني أطلب الكثير، لكن من فضلك ساعدني، فأنا قد أحتاج مساعدتك حقاً الآن».
وقال فالينتين، باختصار: «تُستخدم هذه العبارة بشكل عام للغاية للحفاظ على علاقةٍ جيدة مع الناس المحيطين بك.
وعلى هذا النحو، يمكن أن يكون لها الكثير من المعاني».
وعلى الرغم من تعقيد العبارة، فربما تكون طريقة استخدامها شيئاً ينبغي لنا جميعاً أن نضعه في اعتبارنا، لتذكيرنا بالدور الذي لا غنى عنه للاحترام والثقة في أية علاقة جيدة.
وهذا شيء يقدره الناس، بصرف النظر عن الطريقة التي تقولها بها.
– هذا الموضوع مترجم عن شبكة الإذاعة البريطانية BBC.
عربي بوست