السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

حسين مرتضى: ما بين السياسة والميدان.. محاولة إعادة الملف السوري إلى الواجهة

حسين مرتضى: ما بين السياسة والميدان.. محاولة إعادة الملف السوري إلى الواجهة
حسين مرتضى
ما زال الكهل ستيفان دي مستورا يحاول الرقص على حبال السياسة، وما زال يعتقد ان الجميع يترقب خطواته وجولاته، الرجل الذي من المفترض ان يبدأ بحزم حقائبه،
وجمع ملفاته وصوره التذكارية، يحاول في نهاية مهمته التي امتدت على مدار اربع سنوات ونيف، ان يستمر في مهامه المكلف بها، واستغلال الوقت المتبقي له حتى اخر دقيقة، ما يثير التساؤل حول زيارته الاخيرة لدمشق واجتماع مجلس الامن الخاص بالازمة السورية.
المبعوث الاممي ذو المهمة المنتهية، جاء الى دمشق محاولا ان يحصل على اي خرق فيما يخص اللجنة الدستورية، وبعد عودته من دمشق صفر اليدين، جعل فرنسا والولايات المتحدة الامريكية، تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لبحث الازمة السورية، وبالفعل عقدت الجلسة، وكان الرد السوري فيها واضحاً، ويتلخص بأن سوريا ” مقتنعة بأن التنسيق مع الضامنين الروسي والإيراني لإيجاد حلول مدروسة للجوانب التي تضمن الوصول إلى تشكيل لجنة لمناقشة الدستور الحالي تقوم بعملها بشكل سلس وبما يحقق تطلعات الشعب السوري إنما يلعب دورا مهما في الوصول إلى ما نصبو إليه وخاصة أن مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري – السوري هو الذي أنشأ فكرة تشكيل لجنة مناقشة الدستور وليس المبعوث الخاص ولا اجتماعات جنيف ولا أستانا فالسوريون قرروا في سوتشي إنشاء اللجنة مؤكدا أن تحديد مهل زمنية مصطنعة إضافة إلى الأفكار التي لا تخدم هدف التوصل إلى الحل المنشود لن يكون أمرا ذا نتائج إيجابية على طريق تحقيق ما تتطلع إليه سورية. ” وبالطبع مع التأكيد على ان الحكومة السورية ستقوم بكل جهد إيجابي لتحقق ما يتطلع إليه الشعب السوري، وهي على استعداد لإتمام التعاون مع الأمم المتحدة للوصول إلى النتائج المرجوة.
المبعوث الاممي ذو المهمة المنتهية، جاء الى دمشق محاولا ان يحصل على اي خرق فيما يخص اللجنة الدستورية
ما يثير الدهشة هو اصرار المبعوث الدولي، في مهمته الاخيرة بدمشق، ومعه بعض الدول الراعية لحركته، على التعاطي بنفس العقلية السياسية التي ادت الى اطالة امد الحرب على البلاد، وفي اغلب الاحيان هذه العقلية كانت تسعى لتوفر المزيد من الوقت للارهابيين في عدة مفاصل ميدانية كانت تشكل انتكاسة لمشروع تلك الدول، ويغيب عن ذاكرة دي مستورا ومن خلفه، ان ما عجز عن فرضه او تمريره في اكثر من اربع سنوات، لن ينجح في تمريره خلال هذه الايام المعدودة، فالظروف الميدانية والعسكرية تغيرت، وتغيرت معها معظم الظروف السياسية، ولم يعد ينفع في حلبة المباحثات، اي ضغط او تهويل، او حتى سياسة النصائح الملزمة التي تحاول الولايات المتحدة استخدامها عبر دي مستورا. بالطبع ندرك جيدا ان دي مستورا لا يستطيع تجاوز الحراك الدولي، وانه حامل وناقل، ينفذ مهمته التي اوكلت اليه داخل ميدان الصراع السياسي في منطقتنا، وانه دليل مضاف على عقم وفراغ الدور السياسي للامم المتحدة في العالم.
ما يتصل بالدستور هو شأن سيادي بحت، والمخول بتقريره وبحثه هو الشعب السوري حصرا
المتابع الدقيق لمواقف الحكومة السورية، منذ بداية الحديث عن اللجنة الدستورية يدرك تماما ان هذا الموقف لم يتغير او يتبدل، وهذا الموقف جاء بالسياق الذي خرج بعد زيارة ديمستورا الى دمشق، والذي كان يتمحور حول فكرة مركزية، رددتها دوائر القرار السورية، وهي ان ما يتصل بالدستور هو شأن سيادي بحت، والمخول بتقريره وبحثه هو الشعب السوري حصرا، موقف الحكومة السورية الذي خرج عقب لقاء دي ميستورا مع وزير الخارجية وليد المعلّم، ركّز على ان فكرة و ملكية هذا الموضوع مسجل فقط للدولة السورية والشعب السوري بدون اي تدخل خارجي. والعجيب في الامر ان الدبلوماسي الخبير دي مستورا، يتناسى بشكل واضح التباين في الرأي حول هذه القضية، وهو اعتراض الدولة السورية، على آلية تشكيل الثلث الثالث في لجنة مناقشة الدستور، وان هذه اللجنة مهمتها تنحصر في مناقشة الدستور الحالي، وكل تلك العقبات لم تذلل من قبل دي مستورا، الذي يحرص حتى اخر لحظة على اجراء اتصالات مكثفة قد تندرج ضمن المهمة الموكلة اليه من بعض الدول، وسعي المبعوث الاممي على تحقيق انجاز قبل مغادرته منصبه.
وما عجز عن تمريره دي مستورا، في الوقت الذي كانت فيه المجموعات الارهابية تسيطر على مساحات وااسعة من الاراضي السورية، لن ينجح في تنفيذه الان
كل ذلك الحراك السياسي يأتي بعد الاقرار شبه الكامل، من قبل دول ساهمت في الحرب على سوريا، بانتهاء الوجود الارهابي في ادلب، ضمن اصرار الدولة السورية على عودة كل شبر من اراضيها، وان المسألة لن تتوقف عند ادلب، فبعدها يمكن التوجه شرقاً وانهاء الاحتلال التحالف الدولي غير الشرعي في تلك المنطقة، وهذا ما يفسر الرسائل التي حاول دي مستورا نقلها الى دمشق، والتي فشلت جميع دول المنظومة المعادية لدول محور المقاومة من نقلها او حتى تنفيذها، ما اضطر دي مستورا من جديد ان يستمع للرسالة السورية، ويبدو ان اللهجة هذه المرة كانت مختلفة واكثر قسوة، ولا تحتمل اي تفسير اخر، وان دي مستورا، جاء في الظرف الخطأ، وما عجز عن تمريره دي مستورا، في الوقت الذي كانت فيه المجموعات الارهابية تسيطر على مساحات وااسعة من الاراضي السورية، لن ينجح في تنفيذه الان، فهو جاء في الوقت الذي لن تقبل فيه الدولة السورية اي مهادنة مع الارهاب، او ما يخص وحدة وسلامة اراضي البلاد، او ما يتعلق باللجنة الدستورية، التي تمثل شأنا داخليا سورياً .
اسيا

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز