الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

تحالف “الشرق الاوسط الاستراتيجي” يدفن جامعة الدول العربية

تحالف “الشرق الاوسط الاستراتيجي” يدفن جامعة الدول العربية

شام تايمز

لم تنسحب الولايات المتحدة الأميركية من المشهد في منطقة الشرق الاوسط، لا، بل جددت اندفاعتها لعدم ترك الساحة للروس. ومن المنامة قالها وزير الدفاع الاميركي ​جيمس ماتيس​ بكل وضوح: روسيا، لا يمكن أن تحلّ محل الولايات المتحدة في ​الشرق الأوسط​.

شام تايمز

ما يعزز التوجه الأميركي، ليس فقط إصرار المؤسسة العميقة على تثبيت دور واشنطن في سوريا والعراق، ودول أخرى، بل إقتناع الادارة الأميركية بجدوى هذا الدور في الشرق الاوسط، على الاقل، كحجة لتشريع سحب الأموال الآتية من دول الخليج، مقابل حماية الولايات المتحدة للدول الخليجية. الأمر الذي جاهر به الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ علناً، من دون دبلوماسيّة ولا خجل.

هذا القرار الاميركي، يأتي ايضاً لضمان نجاح مشروع أخطر، وهو تأسيس “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي”، بين الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين ومصر والأردن، تحت عنوان “حماية امن المنطقة، من التهديد الإيراني”.

وقد سجّلت الأسابيع الماضية نشاطاً ملحوظاً في دول الخليج، لوضع اسس التحالف الذي تجده عواصم خليجيّة فرصة للمّ الشمل، بإعادة قطر للحضن الخليجي، وهو امر مطروح، يبدأ بإعلان فك الحصار عن الدوحة. لكن التحالف يهدف الى ضم ​اسرائيل​، من خلال جعل الانضمام اليه امرا خاضعا للقبول السياسي “بإلتزام مبادئ التحالف” كما قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، الذي تسعى بلاده لإنجاز التحالف المذكور.

لكن هل يكون على حساب المجالس القائمة؟

ستكون ​جامعة الدول العربية​ هي الحلقة الأضعف، التي بات امر وجودها شكلياً في السياسة العربية الموزّعة في جبهات، ولم يعد لها قيمة عملية، فتفقد وهجها عاماً بعد عام، بغياب سوريا عنها، وعدم اكتراث العواصم العربية، وتحديدا الخليجية بها. لكن إضعاف الجامعة العربية يصيب بشكل اساسي الدور المصري الذي يكتسب من خلال الجامعة اهمية محورية. بينما يبقى مجلس التعاون الخليجي قائماً، رغم تحجيم السعودية لدور قطر. واظهرت الرياض تاكيداً على أن مجلس التعاون الخليجي “سيبقى المؤسسة الأهم لدول الخليج”.

تمهيدا للانضمام للتحالف المذكور، تقدّمت العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية خطوات الى الأمام، بزيارات علنية لمسؤولين إسرائيليين الى عواصم خليجية، وفتح ابواب التواصل بكل اتجاه امني ورياضي وثقافي واجتماعي. انه التطبيع الكامل. لم يعد ينقصه شيء. سيُتوّج بإعلان التحالف المذكور، في جبهة “شرق اوسطية” بمواجهة ايران. بينما ستتفرج دول التحالف على “انهيارات اقتصادية لحلفاء طهران، وتفكك البنى الاجتماعية لهم بشكل سريع”. تراهن عواصم جبهة التحالف الشرق اوسطي على انسحاب الصين من التعاون الاقتصادي مع طهران، ثم على العقوبات التي ستلاحق افراداً ومجموعات تتعامل مع ايران، ك​حزب الله​ في ​لبنان​.

ويعني هذا أن الولايات المتحدة الاميركية قررت مساندة تلك الدول، لضرب كامل للنفوذ الايراني، ليس من خلال الصواريخ ولا الهجمات العسكرية، بل من خلال العقوبات والحصار والتضييق، بعد فشل تجارب الحروب العسكرية المباشرة.

يعوّل التحالف على شرعية دولية يستمدها من دعم دولي واسع، أميركيا واوروبيا وافريقياً واسيويا، خصوصا ان الصين نأت بنفسها، بينما “لا تستطيع روسيا الوقوف في وجه التحالف المذكور، بل حماية دورها فقط في ساحات محددة، كسوريا مثلاً”. حتى الان، لا يبدو وجود قرار اميركي-أوروبي بانهاء الهجوم على سوريا: في الشمال الشرقي لسوريا سمحت القوات الأميركية لتنظيم “داعش” بالتقدم جنوب الحسكة والسيطرة على مواقع كردية، وتنفيذ مجزرة بحق الكرد، من دون تدخل جوّي اميركي. من جهة ثانية يتقدم تنظيم “داعش” مجدداً في العراق، ما اجبر العراقيين على الانصياع لطلبات اميركية، فكان التراجع في بغداد، بإعلان الالتزام بالعقوبات الأميركيّة ضدّ ايران، خشية ان تُطلق، او تغض واشنطن الطرف عن “داعش” في وسط العراق . امّا المشكلة الأساسيّة اليوم، هي في ادلب، حيث تصرّ روسيا على إنهاء جماعات تنظيم القاعدة، فيما تراوغ تركيا مدعومة من اوروبا واميركا والخليج للحفاظ على وجود القاعدة وإمكانيّة تطويره في أقرب وقت، لاستخدامه في وقت الحاجة اليه.

شام تايمز
شام تايمز