الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

العدوّ الأخطر للرئيس الأميركي دونالد ترامب

العدوّ الأخطر للرئيس الأميركي دونالد ترامب

شام تايمز

سجى مرتضى

شام تايمز

لن يتراجع الصحفيون عن جرأتهم أو حتى عن “إساءة التصرف” كما يعتبرها ترامب، طالما يمضي الرئيس الأميركي في مواقفه الإستفزازية والعنصرية. ويمكن اعتبار الإعلام هو العدو الأساسيّ للرئيس الذي لا يناقش قضية الأخبار الملفقة إلا عندما تتعلق المعلومات به وبممتلكاته ومواقفه.

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمغادرة المؤتمرات الصحفية التي ستعقد في البيت الأبيض مستقبلاً، في حال “أساء” أحد الصحفيين التصرف. موقف ترامب هذا لم يكن إلا رد فعل غاضب على قرار محكمة أميركية بإعادة تصريح دخول مراسل “سي.إن.إن” جون أكوستا الذي تشاجر معه مؤخراً، إلى البيت الأبيض.

تصنيف ترامب للصحفيين “المسيئين للتصرف” ينطبق دائماً على الذين يطرحون عليه الأسئلة الجريئة، والتي قد ترتبط أحياناً بمواقفه العنصرية تجاه السود أو بفضائحه الجنسية وآراءه التمييزية بحق المرأة، بالإضافة إلى مواقفه وقراراته القاسية بحق المهاجرين واللاجئين والمسلمين في الولايات المتحدة.

لن يتراجع الصحفيون عن جرأتهم أو حتى عن “إساءة التصرف” كما يعتبرها ترامب، طالما يمضي الرئيس الأميركي في مواقفه الإستفزازية والمسيئة. ويمكن اعتبار الإعلام هو العدو الأساسيّ للرئيس الذي لا يناقش قضية الأخبار الكاذبة والملفقة إلا عندما تتعلق المعلومات التي تنشرها الصحافة به وبأمواله وممتلكاته ومواقفه.

وتساءلت مذيعة “سي.ان.ان” أمس خلال نقاش حول ما قاله ترامب: “ما الغرض من وجود الرئيس في المؤتمر الصحفي في حال غادر في كل مرة لم تعجبه فيها الأسئلة؟”.

سؤال منطقيّ وواضح، فما هي غاية المؤتمر الصحفي وحتى أهميته، في حال لم يكن الرئيس الأميركي مهيئاً للإجابة على أيّ سؤال قد يطرح عليه، مهما كان موضوعه أو قضيته، ولماذا يصرّ ترامب دائماً على تحويل كل مؤتمر صحفي يعقده، إلى مسرح للهجوم على الصحافة، ليتشتت الإنتباه عن المؤتمر، ويتحوّل النقاش تماماً عن القضية الأساسية.

ويستمر الرئيس الأميركي في سلسلة اهاناته للصحفيين، فلم يكن أكوستا أولهم، ويبدو أنه لن يكون آخرهم.
ابريل ريان – مراسلة شبكة اميركين ايربان راديو

انتقد ترامب مؤخراً مراسلة شبكة “American Urban Radio Networks” لـ21 عاماً في البيت الأبيض، ابريل ريان، بقوله إنها “فاشلة وقذرة جداً، ولا ينبغي أن تكون كذلك، يجب أن تعامل البيت الأبيض ومكتب الرئاسة باحترام”. ما يعتبره ترامب “عدم احترام” هو اقدام ريان باستمرار على طرح أسئلة صعبة حول موضوعات لا يريد أن يناقشها أو يسمع عنها حتى، كقمع الناخبين، الحقوق المدنية، العنصرية وروسيا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ ريان ذات أصول إفريقية، ولطالما انقدت نظرة ترامب الدونية للسود، وسبق لها أن سألت ترامب في يناير 2018: “سيدي الرئيس، هل أنت عنصري؟”. وبعد اساءته لها مؤخراً، أكدت ريان أنّ “ترامب يستمتع بالهجوم على النساء ذوات البشرة السوداء”.

آبي فيليب وياميش اليسندور – مراسلات “سي.ان.ان”

وتعتبر شبكة “سي.ان.ان”، من أكثر وسائل الإعلام التي تتعرض للإساءة من قبل ترامب، والسبب واضح، فهي بالإضافة إلى “نيويورك تايمز”، تعتبر من أكثر المؤسسات التي تعمل على تحقيقات استقصائية عن ترامب، وتقوم بشكل دائم بتحليل مضمون مواقفه وتغريداته.

وفي 9 تشرين الثاني / نوفمبر الحالي، هاجم الرئيس الأميركي الشبكة خلال حديثه للصحافيين في حديقة البيت الأبيض قبل توجّهه إلى باريس، منتقداً سؤالاً من مراسلة “سي إن إن” آبي فيليب حول التحقيق في التدخل الروسي، واصفاً السؤال بـ”الغبي”. وأضاف ترامب: “لكنني أشاهدك كثيراً. أنتِ تسألين الكثير من الأسئلة الغبية”.

القاسم المشترك بين فيليب وريان، بالإضافة إلى زميلتهما ياميش السيندور التي تعرضت أيضاً للإهانة من قبل ترامب، هو أنهنّ نساء ببشرة سمراء، ما يعزز الانتقادات التي لطالما وجهت لترامب حول عنصريته تجاه السود وتمييزه بحق المرأة. وتناسى الرئيس الأميركي كل العنصرية التي يعبّر عنها ويظهرها في خطاباته ومواقفه المسجلة بالصوت والصورة، ووصف سؤالاً صحافياً بـ”العنصريّ”.

فقد طرحت السيندور على ترامب سؤالاً حول أنّه اذا كان صحيحاً أنّ الحزب الجمهوري ينظر إليه الآن على أنه يدعم القوميين البيض بسبب لغته الخطابية، ليجيبها ترامب: “أنا لا أصدق ذلك، إنّه سؤال عنصريّ، ما قلته إهانة لي”.
سيسيليا فيغا – مراسلة “آي.بي.اس” نيوز

وتعرضت مراسلة وكالة”ABS News” الأميركية، سيسيليا فيغا، للإهانة من قبل ترامب، خلال مؤتمره الصحفي بعد توقيع اتفاقية التجارة بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة في تشرين الأوّل / أكتوبر الماضي، عندما قامت الصحفية برفع يدها لطرح سؤالها، فما كان من ترامب إلا أن وجه أصبعه نحوها ضاحكاً وقال: “هي مصدومة لأنني اخترتها، هي مصدومة”. وسرعان ما نفت فيغا ذلك مباشرة، فقال لها ترامب: “لا بأس، أنا أعلم أنك لا تفكرين، أنتم لا تفكرون بالأصل”.
مذيعيّ “ام.اس.ان.بي.اس” ميكا بريجنسكي وجو سكاروبورو

ويستخدم ترامب تويتر بشكل دائم لانتقاد الصحفيين وشتمهم، بحيث قام في حزيران / يونيو الماضي، بنشر تغريدات مسيئة لمذيعيّ شبكة “إم إس إن بي سي” الإخبارية، ميكا بريجنسكي وجو سكاروبورو، خلال تقديمهم برنامج “صباح جو”.

ووصف ترامب بريجينسكي بـ”ميكا المجنونة” وادعى أنها كانت “تنزف بشدة من عملية شد وجه” عندما زارت منتجعه “مار-لا-لاغو” في فلوريدا. كما وصف سكاربورو بـ”جو المختل”. ورد عليه الأخير بالقول: “لم أتخيل يوماً أن أفكر أنّه تحت كرامتي أن أرد على رئيس الولايات المتحدة”.
عقدة ترامب من “الأخبار الزائفة”

سبق لترامب أن اعتبر في تغريدة له، ينتقد فيها “سي.إن.إن” و”ان.بي..سي نيوز” و”نيويورك تايمز”، أنّ الصحافة ليست عدوّه بل “عدو الشعب الأميركي”، وأنّ الصحفيين “خطيرين ومريضين”، وهي الأفكار التي يعمل على زرعها في عقول الأميركيين منذ توليه الرئاسة، من خلال تكرارها في أغلب مؤتمراته ولقاءاته الصحفية، وحتى في تغريداته الكثيرة.

وقد يكون مصطلح Fake News”” (الأخبار المزيفة) من أكثر المصطلحات التي يستخدمها الرئيس الأميركي في تغريداته. وسبق لشبكة “سي.ان.ان” أن وثقف في أكتوبر الماضي، استخدام ترامب لهذا المصطلح 275 مرة في تغريداته خلال 633 يوماً. كما تحدثت أيضاً عن مهاجتمه لـ82 رجلاً و24 إمرأة بشكل مباشرة.

قد يكون ترامب على حق عندما يتحدث عن الأخبار المزيفة، لأننا فعلاً نعاني اليوم من تدفق هائل لها خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لكن الرئيس الأميركي لا يرى إلّا في الإعلام الذي ينتقده اعلاماً مزيفاً، ورفعه لشعار محاربة الأخبار المزيفة، ليس نابع إلّا من حربه الشخصية مع وسائل إعلام محددة، وربما تجد الكثير من الأنظمة تصريحات الرئيس الأمريكي عن الصحافة، فرصة سانحة لتبرير سياساتهم القمعية والتعسفية ضد وسائل الإعلام.

وعبرت منظمة “مراسلون بلا حدود” مؤخراً عن “قلقها العميق من هجمات ترامب على وسائل الإعلام الأميركية ، التي يتهمها بنشر معلومات كاذبة”. وأضافت المنظمة في بيان لها: “هذه الهجمات هي رسالة خطيرة لمحرري حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم الذين لا يترددون في سجن الصحفيين بتهمة التحريف”.
ترامب سيحمل البطاقة الحمراء دائماً في وجه الصحفيين

ويستمتع ترامب دائماً بانتقاد الصحافة، وان مازحاً وبشكل غير مباشر، لكنه يوجه بذلك رسائل تحذيرية قوية، تؤكد أنّه لن يترك وسائل الإعلام الأميركية وشأنها يوماً، ولن يتوانى عن محاربتها طوال فترة تربعه على كرسيّ الرئاسة.

ومن الأدلة على رسائل ترامب غير المباشرة، رفعه البطاقة الحمراء في وجه الصحفيين، خلال استقباله رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، جياني إنفانتينو، في البيت الأبيض، في 28 آب / أغسطس الماضي، بحيث قدم إنفانتينو بطاقتين واحدة صفراء والأخرى حمراء هدية للرئيس الأميركي، وقال ممازحاً بأن هذه الهدية “يمكنك استخدامها في اللقاءات الصحفية، واستخدامها كوسيلة للتواصل مع الصحفيين”. ما أعجب الرئيس الأميركي، ورد قائلاً: “جيد جداً. أنا أحب ذلك”.

وحاولت الصحف الأميركية مؤخراً تسجيل موقف لها بالدفاع عن حرية الصحافة من خلال نشر نحو 350 صحيفة مقالات افتتاحية يوم الخميس 16 آب / أغسطس الماضي، رداً على مواقف ترامب المسيئة لهم.

ونظمت صحيفة “ذا بوسطن غلوب” الحملة التي انضمت إليها صحيفة “نيويورك تايمز”. واتهم مجلس تحرير صحيفة “ذا بوسطن غلوب” في مقال له ترامب بـ”شن هجوم مستمر على الصحافة الحرة”. وأضاف: “إن عظمة أميركا تعتمد على دور الصحافة الحرة في قول الحقيقة لأصحاب النفوذ، ووصم الصحافة بأنها عدو الشعب هو أمر غير صحيح”.
الميادين

شام تايمز
شام تايمز