وكالة أوقات الشام الإخبارية
شاب في اللاذقية يدّعي امتلاكه سر النبي سليمان.. يجلب الرزق ويرد ’السحر الأسود‘!
على إحدى مجموعات موقع التواصل الاجتماعي ’فيسبوك‘ أثار منشور لحساب أطلق على نفسه ’خاتم سليمان عليه السلام‘ حديث الصفحات والأهالي في اللاذقية، حيث ادّعى صاحب المنشور أنّه يعمل بحكمة وعلم النبي سليمان ولديه برهانه، مطلقاً على نفسه اسم ’الحكيم الروحاني‘، الأمر الذي استدعى سخرية نشطاء ’فيسبوك‘، خاصة أن صاحب المنشور عمل على نشره على عدة مجموعات تعنى ببيع الأشياء المستعملة (سوق اللاذقية المستعمل).
رمّاح زوان
إلا أن صاحب الحساب كتب في منشوره مخاطباً غير المؤمنين بهذه المواضيع وطلب عدم المتابعة والقراءة لأنه موجَّه لمن له دراية وعلم بأمور الغيب متستراً بحجة أنّه هناك من لا يؤمن بوجود الله في هذه الأيام، لذلك من الطبيعي ألا يؤمن بوجود هذا العلم لدى شخص .
’مهند.أ‘ مواليد 1992 من قرية سيانو في ريف جبلة وسكّان مدينة اللاذقية، ادّعى أن الله وهبه سر وحكمة النبي سليمان بن داود، وهو قادر على أمور خارقة مثل (فتح النصيب – جلب الرزق – جلب المحبة والمودة – كشف إن كان هناك مس جن للشخص أم لا وغيرها )، ولم يتوانى مهند عن وضع رقم ’واتساب‘ خاص للتواصل به، مع تحديد مواعيد للعمل واستقبال الحالات التي يلزمها حلولاً خارقة، ولا ضير في حل المشكلات عبر ’واتساب‘ لديه، فقط يكفي أن تعطيه اسمك واسم والدتك وهو يتكفل بحل المشاكل .
’هاشتاغ سوريا‘ تواصل مع مهند وحجز موعداً للوقوف على حقيقة الأمر، ليتم اللقاء في محل موبايلات يملكه مهند ويعمل فيه بالتصوير و بيع ’الوحدات‘ واكسسوار الموبايلات، يستقبلك الشاب العشريني ويبدأ حديثه عن النبي سليمان وحكمته بمعلومات سطحية جداً، يقول بأنه تبحّر بالأديان والطوائف وأعلن إلحاده، مضيفاً أنّه تعرض لجرثومة قاتلة في المعدة عجز عن علاجها الأطباء، إلا أن شخصاً ظهر في منامه قال إنه النبي سليمان، شفاه منها وأعطاه سرّاً يرفض البوح به.
بعد فترة بدأ بالشعور بوجود شخص يقف خلف ظهره باستمرار ما اضطره لمراجعة طبيب نفسي، فوصف له أدوية مضادة للاكتئاب الشديد والفصام، بعدها بدأت رحلته مع ’الحكمة‘ عندما أتاه طيف على هيئة رجل ادّعى أنّه لقنه علوم النبي سليمان.
لا يطلب مهند أجر عمله باستخلاص السحر، إلا أنّه لا يمتنع عن قبض المبلغ الذي يقدمه زبائنه الذين يقصدونه من المغرب ولبنان حسب كلامه مع وجود مراسلات مع أشخاص في ألمانيا وليبيا ومحافظات سورية، ولا يخلو حديثه من عبارة ’لدي إثباتات كثيرة‘ دون الإفصاح عن أيّ منها، مؤكداً أن عمله يعتمد في 80% منه على القرآن الكريم، والباقي اجتهادات شخصية وتوفيق من الله حسب روايته.
وينتقد الشاب من يأخذ مبالغ كبيرة لقاء نفس العمل الذي يقوم به متهمّاً إياهم بالمحتالين، ويتبجّح بأنّه رفض عدّة عروض لكسب المال لتفرقة نساء عن أزواجهنّ لأن نفسه لا تسمح له باستخدام ’السحر الأسود‘ الذي لا يحبذ العمل به، إلا أنه تعلمه ليستطيع فكّ شيفرته وإزالته من جسد المسحور، علماً أنّه يضطر أحياناً لاستخدام مواد غالية الثمن لكتابة التعاويذ بمادة الزعفران وماء الورد وفي هذه الحالات يضطر لقبض ثمن تلك المواد.
وعن سبب عدم ذكر اسمه على ’فيسبوك‘ برر مهند أنه من الممكن أن تسبب عائلته نفسها مضايقات له لا يرغب بها، إضافة إلى أنّه لا يسعى للشهرة إلا أنّه وبنفس الوقت أعلن عن رقمه الشخصي، ويلتقي بمن يرغب قصده لسبب ما في مكان عام، ويتهم مهند من لا يؤمن بما يعمل به بـ ’السخيف” أو ’قليل الثقافة الدينية‘ أو أنّه نُصِب عليه مسبقاً واتخذ قرار بعدم تصديق أي أحد جديد، مؤكداً أنّه تعرّض لشتائم كثيرة ولم يرد عليها، وفي السؤال فرضاً عمّا إذا ذكر لشخص صفاته الحقيقة دون معرفة سابقة بماذا يستفيد الشخص، يجيب بأنها مجرد بداية بناء ثقة بينه وبين الزبون .
أما عن جلب الرزق فيدّعي مهند أنه يستطيع جلب الرزق لأي شخص يطلب منه ذلك، وعن نفسه يقول أنّه شاب مرزوق ومكتفٍ مادياً إلا أنّه من المعروف أن تحويل الوحدات ليست مهنة تدر المال ومعالم المحل الذي يعمل به لا توحي مطلقاً بأنّه مرزوق، حيث تقتصر مكونات محله على هاتف محمول لتحويل الوحدات وكاميرا للتصوير وبضعة شواحن واكسسوارات للجوالات.
وبالحديث عن قدرته على شفاء الأمراض يدّعي مهند أنّه استطاع أن يشفي شابا من طرطوس مصاب بالسرطان وعند السؤال حول إمكانية التواصل مع الشاب يصحِّح معلوماته على الفور ويقول بأنه أرسله إلى شخص آخر هو من أشفاه، كما يبرر مهند فشل أي عمل يقوم به بأن يكون هناك خطأ ما بالمعلومات التي يعطوه إيّاها كالاسم واسم الأم، وفي حال لم يكن هناك خطأ يكون هناك سوء نية وكذب من قبل الزبون، وفي السؤال عمّا إذا جاء شخص بحسن نية فرضاً يطلب جلب الرزق، يقول مهند أنّه يستطيع عبر آيات من القرآن الكريم وورقة مكتوب عليها طلاسم للنبي سليمان -رفض الإفصاح عنها- تنفيذ ما يريده الشخص إذا كان يسعى إليه بجد وإيمان، على حد قوله.
هاشتاغ
