الخميس , مارس 28 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

كيف وصلت السموم والمواد “المسمنة” إلى موائدنا.. فضائح غش تكشف من جديد!

كيف وصلت السموم والمواد “المسمنة” إلى موائدنا.. فضائح غش تكشف من جديد!

شام تايمز

أربع سنوات حصار وحرب عاشتها حلب تراجعت فيها برامج الرعاية والرقابة بعدد من مناحي الحياة اليومية لتتحول حلب إلى صندوق أسود مغلق يحتاج إعادة فتحه،للوقوف على مؤشراته ودلالاته ونتائجه.

شام تايمز

فخلال تلك السنوات شرب الحلبيون مياهاً من عدة مصادر أغلبها ليس آمناً وغابت عنهم الكهرباء فترات طويلة وتناولوا الأخضر واليابس بكل ما يحويه الطعام من فوائد ومضار لصحتهم، لتكون لعودتهم إلى منازلهم التي هجروا منها لسنوات ضريبة إلى حد أن تفتك بهم الأفاعي والعقارب وعضات الكلاب ضمن مساحات من الخراب وأكوام الأنقاض.

اليوم رصدنا وبالأرقام آثار هذه السنوات على الحلبيين والجهود الحثيثة من قبل الجهات العامة للسباق مع الوقت لتجاوز ظروف التقصير والخلل القاهرة التي فرضتها الحرب، وجملة من المقترحات والتوصيات لإنجاز المطلوب ووضع تصور أمام الحكومة بعد زيارتها الثالثة إلى حلب لتأمين المستلزمات واتخاذ القرارات المناسبة.

“المايونيز” المسبب الأول للتسمم الغذائي
يقول الدكتور محسن مزيك- مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة حلب: يقسم التلوث إلى ثلاثة أقسام (البكتيري –اللابكتيري–الفطري) والبكتيري يؤدي إلى التسمم الغذائي، وعليه تقوم دائرة الرقابة الصحية بجولات ميدانية للمراقبين على كل أسواق وأحياء حلب، وأخذ العينات في حالة الاشتباه حيث تم تنظيم 3800 ضبط لمخالفات تطبيق الشروط الصحية المعتمدة. ويضيف: إن اغلب حالات التسمم الغذائي يعود لمادة المايونيز التي تستخدم في الطعام ولا يتم حفظها بالثلاجة، ويكون التسمم بألم في البطن والتهاب امعاء وصولاً إلى الحمى التيفية، إضافة الى بسطات بيع الأغذية المكشوفة حيث تتم حالياً معالجة انتشارها في حلب وبقية الحالات تعود الى الذبح العشوائي وسوء التخزين.

ويشير مزيك إلى النوع الثاني من التلوث اللابكتيري: وهو مواد لا جرثومية بل كيميائية (المواد الحافظة – المطعمات – محسنات النكهة) وهي تشكل هاجساً صحياً لدينا للكشف عن هذه المواد التي تحتاج مخابر غذائية متطورة، فمثلاً قمنا بإتلاف 4 أطنان من مادة الفروج احترازياً لأنها مجهولة المصدر وطريقة الذبح ولا نعلم ماهي المواد الحافظة المستخدمة، وتم خلال هذا العام إغلاق 243 محلاً لمخالفته الشروط الصحية واقتناء لحوم مهربة أو مواد منتهية الصلاحية.

طريقة تخزين الجوز والبندق من مسببات السرطان
التلوث الفطري تسمم يؤدي الى قصور في الأعضاء (الكبد – الكلية – الرئة) لوجود مادة (افلاتوكسينb1) المسببة لمرض السرطان.

يقول الدكتور محسن مزيك: في هذه المرحلة باشرنا بالتشديد على تحسين شروط التخزين، ولقد طلبنا تأمين جهاز لفحص السموم الفطرية ضمن الأغذية وخاصة “أغذية الأطفال”، لأن الفطور تنمو في أماكن سوء التخزين (رطوبة – حرارة ) ويشكل التسمم الفطري العامل الأساس للسرطان، لأن الفطور لا تموت أو تتلف بالحرارة أو المواد المطهرة ومن هذه الأغذية “الشيبس” والمكسرات وبالأخص الجوز والبندق فهي الأكثر تعرضاً للإصابة بالفطر نتيجة التخزين السيئ ويجب أن يتم التخزين في الثلاجة.

ويضيف مزيك: نقوم حالياً بالتنسيق مع إدارة المدينة الصناعية وقطاع الصناعات الغذائية في غرفة صناعة حلب لوضع معايير جديدة لشروط التخزين لكل المعامل، وحالياً انطلقنا إلى كل محلات بيع المواد الغذائية لتحسين شروط التخزين من باب التوعية لهم، وفي المرحلة الثانية سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من لا يلتزم.

إنتاج حليب لا يفسد أبداً
انقطاع الكهرباء فترات طويلة وعدم انتظام مواعيد التقنين وعدم توافر ثلاجات تبريد “سيارة خاصة لنقل مشتقات الحليب” وطول الطريق بين أماكن الإنتاج والاستهلاك دفعت عدداً من منتجي مشتقات حليب لاستخدام مواد حافظة تطيل مدة صلاحية الحليب، وفي ذلك يقول الدكتور مزيك: تتم حالياً إضافة مواد حافظة مثل (الفور مالين– ماء الأوكسجين) التي تقضي على البكتيريا وتحافظ على الحليب فترات طويلة لكنها مواد محظورة ومسرطنة وللأسف المستهلك لا ينتبه إليها.

السيلفا مضاد حيوي محظور في اللحوم
يلجأ عدد من مربي الدواجن والمواشي لإعطاء مضادات حيوية مع العلف وخاصة عند ظهور أمراض بينها، بدل استشارة طبيب بيطري لإعطائها الدواء المناسب، فيقومون بإضافة المضاد الحيوي “السيلفا” الى طعامها.

يقول الدكتور مزيك: إن السيلف لايقضي على كل الأمراض لكنه يمنع تقدم المرض لفترة ما يؤدي الى تأخير نفوقها، وفرصة للمربي ليقوم بذبحها وضخها في السوق والمضاد الحيوي السيلفا مضر بالبشر لأنه يثبط المناعة لدى الإنسان.

ويضيف مزيك: أيضاً يقوم عدد من مربي الدواجن والمواشي بإعطاء هرمونات لتسمينها لكن يبقى تأثير الهرمون فعالاً حتى بعد طهو اللحم وقد تسبب خللاً هرمونياً لدى الإنسان كمرض كوشينغ “البدانة المفرطة”، ولقمع هذه الظاهرة تسعى مديرية الشؤون الصحية لاقتناء الكواشف اللازمة للكشف عن هذه المواد وضبطها إضافة الى تكثيف الحملات ومراقبة الشروط الصحية لبيع مشتقات الحليب واللحوم البيضاء والحمراء، ولقد تم تنظيم ضبوط ومخالفات وإغلاق منشآت خلال الفترة الماضية والعمل مازال مستمراً.

35% زيادة في عدد المرضى
يقول الدكتور عماد رجب- رئيس قسم الغدد الصم في مشفى زاهي أزرق: إن 30 % من المرضى الذين يراجعون العيادات يعانون مشكلات في هرمون النمو (قصر القامة) من أصل 1300 مريض شهرياً، ومن أهم أسباب هذا المرض سوء التغذية خلال سنوات الحرب والحصار على حلب بسبب نقص الغذاء وغلاء الأسعار ما يعني نقصاً شديداً في الكالسيوم والبروتين اللذين تؤمنها مشتقات الحليب واللحوم في مرحلة النمو البنيوي لجسد الأطفال، إضافة إلى العوامل النفسية للأطفال (قذائف- أصوات انفجارات … الخ). وأضاف رجب: بلغت نسبة مرضى السكري 25%، بينما بلغت أمراض الغدد الدرقية 25 %، وبلغت أمراض الغدد الأخرى 20% كقصور الكظر لدى الإناث ما يؤدي الى ظهور أعراض ذكرية عليهن (نمو شعر في الوجه والصدر) ومرض كوشينغ (البدانة المفرطة) وله عدة أسباب منها تناول هرمونات عن طريق تناول لحوم حيوانات تم تسمينها باستخدام الهرمونات ونقص الكالسيوم وقصور جارات الدرق وغيرها.

مشيراً إلى أن منع الإرهابين المواطنين من الوصول إلى المشافي أدى إلى ظهور حالات مرضية مهملة جداً، وعليه وبعد فتح الطرق داخل المدينة وأيضاً مع الريف فقد ازداد عدد المراجعين المرضى بنسبة 35 % على العام الماضي.

40 % زيادة في حالات التسمم
خلال عام 2017 سجل مركز التسمم في مشفى زاهي أزرق 383 حالة تسمم، لكن مع نهاية شهر تشرين الأول الماضي ارتفع العدد ليصل إلى 413 حالة بنسبة زيادة بلغت 40%.

وعن هذه الزيادة يقول الدكتور صلاح فردوسي-رئيس المركز: إن التسممات الدوائية كانت لها الحصة الأكبر من هذه الحالات فقد بلغت 45 % وذلك بسبب سوء الاستعمال والجهل وعدم الدراية (الأطفال) وأحياناً بقصد الانتحار، فخلال هذا العام تمت معالجة 153 حالة تناول مسكنات وأدوية مهدئة و117 حالة أدوية ضغط و84 حالة تناول أدوية مجهولة.

ويتابع فردوسي: 30 %من حالات التسمم كان سببها العقرب 249 لدغة، إضافة إلى 58 لدغة أفعى والتي تصل ذروتها في فصل الصيف وأغلب الحالات تعرضت للدغ بمنازل كانت مهجورة وخرائب وأنقاض.

20% تسممات بالمبيدات الحشرية
يقول الدكتور فردوسي: إن حالات التسمم بالمبيدات الحشرية تزداد خلال فصلي الربيع والخريف لكونهما فصلين انتقاليين وفيهما يتم رش المبيدات الحشرية للمحاصيل الزراعية سواء الفواكه أو الخضراوات، فقد راجع المشفى 171 حالة تسمم بالمبيد الحشري بسبب تناول الخضر والفواكه من دون غسيل وإن مانسبته 60% من هذه الحالات جاءت من الريف، إضافة إلى تناول سم الفئران والجرذان ومادة الكلور التي تستخدم في التنظيف وأيضاً عن طريق الغذاء كتناول الفروج أو الفلافل، وهذه الحالات تشكل نسبة 20 % من التسممات التي تراجع المشفى.

ويختم فردوسي: إن هناك حالات تسمم جديدة تبلغ 3% وهي التسمم بمبيد القمل للأطفال وهو على شكل سائل يفرك برأس الأطفال ولا يتم غسل الرأس منه وينتقل إلى فم الطفل بعد أن يلمس شعره بيديه، مشيراً إلى استمرار حالات التسمم بالرصاص الناتجة عن العمل في مجال تصنيع وصيانة البطاريات فقد تم تسجيل ومعالجة 18 حالة تسمم بالرصاص أي ما يعادل نسبة 2% من حالات التسمم التي تصل إلى المركز.

15% انخفاض حالات عضة الكلاب
في سجل المراجعين لعيادة عضة الكلب بلغ عدد العضات خلال عام 2017 (624) عضة، بينما بلغت حتى نهاية شهر تشرين الأول 464 عضة لعام 2006 وذكرت الدكتورة فاطمة مصعب السمان- مسؤولة العيادة في مشفى زاهي أزرق: إن متوسط حالات العضات في حلب يبلغ 55 عضة شهرياً ولقد انخفض هذا العدد بنسبة 15% عن العام الماضي وذلك يعود إلى وعي المواطن بمخاطر الاقتراب من الكلاب الشاردة وتحسن المكافحة من مجلس مدينة حلب، وعودة الأهالي إلى الأحياء الشرقية بعد أن كانت مكاناً لوجود هذه الحيوانات ما أدى إلى طردها وتراجع الاحتكاك مع البشر.
وذكر الدكتور محسن مزيك- مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة حلب: إنه تم قتل 2882 كلباً شارداً خلال عام 2017 وإن الحملة مازالت مستمرة خلال هذا العام بزخم أكبر ووتيرة ثابتة فقد تم قتل 2350 كلباً حتى نهاية شهر تشرين الأول.

حالة وفاة واحدة بالتسمم
ذكر الدكتور هاشم شلاش- رئيس الطبابة الشرعية في حلب: لم تسجل في مدينة حلب أي حالة وفاة ناتجة عن التسمم الغذائي، وسجلت حالة وفاة لطفل مواليد 2005 عن طريق تناوله بالخطأ مبيداً حشرياً في ريف المحافظة بتاريخ 22/4/2018.
70 منشأة سياحية تخالف صحياً خلال هذا العام

خلال عام 2017 نظمت مديرية السياحة في حلب 27 مخالفة نظافة وشروط صحية ,لكن ومع نهاية شهر تشرين الأول تم تنظيم 70 مخالفة خلال عام 2018، عن هذه الزيادة بين العامين يقول باسم الخطيب- مدير سياحة حلب :بعد تحرير حلب من الإرهاب مع بداية عام 2017 وتشجيع المنشآت للعودة إلى العمل اقتصر دور الرقابة على التوعية والتنبيه بضرورة الالتزام بشروط الترخيص من نظافة وصحة كمرحلة أولى, لكن في المرحلة الثانية، وبعد أن وصل العدد الى 150 منشأة سياحية عاملة في حلب، بدأ التشديد بالمراقبة على عملها وعدم التسامح مع المنشآت المخالفة وقد وصلت إلى ثماني مخالفات “قذارة عامة” للإغلاق.

وأضاف الخطيب: مع بداية العام أصدرت الوزارة تعميماً بمنع منح أي ترخيص لأي منشأة قبل حصول العاملين فيها على البطاقة الصحية، حيث كان سابقاً يحدث العكس بمنح الترخيص ثم الحصول على بطاقة صحية، وهناك مقترح للمنشآت التي لا تلتزم بشروط الترخيص وتكرر المخالفات بتخفيض بدل الخدمات “أسعار” والمقترح حالياً يشمل سبع منشآت.

العودة إلى المستقبل
صور كثيرة وأرقام مخيفة تمثل الواقع الحلبي في مناح ٍعدة من الحياة اليومية، قدم عدد من المسؤولين في الجهات العامة مقترحات لإصلاح الخلل الذي نجم عن هذه السنوات للقيام بخطوات سريعة للعودة إلى الرتم القديم الذي كان سائداً قبل الحرب بكل سلبياته وإيجابياته, للعودة إلى مستقبل جيلنا القادم من الأطفال والناشئة.

ومن هذه الخطوات:

توفير المواد الغذائية الصالحة للاستخدام البشري ومعروفة المصدر (مكافحة التهريب).
تخفيض أسعار الغذاء ليناسب جميع الشرائح (فالفقراء يتناولون غذاءهم وفق دخلهم المادي بغض النظر عن البروتينات والفيتامينات التي يحتويها أو حتى لو كان ضاراً بصحتهم أو صحة أطفالهم.
تعزيز دور الرقابة على أماكن بيع وتصنيع الغذاء (كل الجهات المنوط بها الرقابة تعاني نقصاً في الكادر البشري من مراقبين ودوريات وسائقين …. الخ). -تزويد الجهات العامة العاملة في المراقبة “شؤون صحية – سياحة – تجارة داخلية –مشافٍ” بأجهزة جديدة ومعدات ولوازم وتجهيز مخابر وآليات نقل وغيرها من الأدوات اللازمة للرقابة على الغذاء.
الإسراع في عملية ترحيل الأنقاض ليس من الشوارع فقط بل من “البلوكات السكنية” المدمرة جزئياً أو كلياً، والتي تشكل مرتعاً للكلاب الشاردة وجحوراً للعقارب والأفاعي. -القيام بحملات توعية وإرشاد عبر جميع الوسائل للمنتج والمستهلك للانتباه إلى سلامة الغذاء وطرق استخدام الدواء والابتعاد عن المنتجات مجهولة المصدر.

المصدر: تشرين

شام تايمز
شام تايمز