الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

عماد خميس يبدأ مواجهة كبرى بثلاث ملفات حسّاسة

عماد خميس يبدأ مواجهة كبرى بثلاث ملفات حسّاسة

شام تايمز

ثلاثة اجتماعات كبيرة وهامة خاضها رئيس الحكومة في ثلاثة وزارات رئيسية خلال الأيام القليلة الماضية، وحملت في مضامينها الكثير من المؤشرات التي تصب في ترجمة ما قاله رئيس الجمهورية خلال ترأسه اجتماع الحكومة بعد تعديلها؟..
في العدل كان إطلاق “ورشة عمل بحجم الوطن” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تعديل القوانين والتشريعات التي من شأنها مساعدة بلد يخرج من الحرب على امتلاك ناصية الإعمار والبناء والتنمية وإنهاء ثغرات القوانين وازدواجيتها ما يعني حرباً متقدمة واحترافية على الفساد وتطويق له، على أنّ المهم في الاجتماع هو القرارالقطعي بسرعة الإنجاز ووضع مسار زمني للسير وفقه ووفق الأولويات الوطنية.
الاجتماع الثاني كان في وزارة الكهرباء وكان مهماً جداً للتباحث في موضوع أمن الطاقة خاصة وأنّ البلاد تعرضت مؤخراً إلى تشديد للعقوبات عليها “رئيس الحكومة قرّر في الاجتماعات الثلاثة عبارة أنّ الحرب الاقتصادية على بلادنا بدأت”. العقوبات الأخيرة كانت في عرقلة ومنع تدفق للنفط والغاز إلى سورية، وهذا خلق صعوبات في توريد الغاز المسيل “سبب الاختناق الأخير في مادة الغاز” لذلك كان لابدّ من الإحتياط لموضوع توفّر الوقود خاصة لزوم محطات التوليد كي لا تتأثر الكهرباء وبالتالي ضمان عدم حصول عرقلة في عملية التنمية الاقتصادية التي بدأت ولا تراجع عنها بالمطلق..
الاجتماع الثالث كان في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وفيه تم اتخاذ قرار مفصلي بالإنتقال إلى تطبيقات الأتمتة أو ما يمكن أن نعبّرعنه بالبطاقة الذكية التي وبعد نجاحها في قطاع توزيع المشتقات النفطية رغم الممانعة الكبيرة التي قادها المتضررون والذين هم أصلاً أصحاب الامتيازات والاستثناءات “الذين طالب رئيس الجمهورية بمكافحتهم” فإنها تنجح وتسجّل نتائج مهمة على طريق إيصال الدعم لمستحقيه ومنع التهريب وتحقيق وفورات ليست بالقليلة كما قال وزير النفط والتي ستعلن قريباً بجداول مفصلة للإعلام.
تطبيق البطاقة الذكية في قطاع الخبز الذي تدفع خزينة الدولة مطلع كل صباح مليار و100 مليون ليرة لتأمينه، يُعد إنجازاً في غاية الأهمية والنبل لشعب من حقه أن ينعم بما يُدفع من أجله وباسمه، وبالتالي لايحق لمتنفذ أو صاحب استثناء أو مهرب أو سارق أو فاسد أن يشاركه في لقمته. وتبدو سورية الدولة الوحيدة في العالم ربما التي تدعم الخبز بهذه الطريقة.
انطلاقاً من ذلك فإن رئيس الحكومة أعطى تعليمات مباشرة وحازمة بشأن تصحيح الرحلة التي يقطعها الرغيف وصولاً إلى الموطن. وقال لانريد خطابات عاطفية “أصلاً لا نفع لها” طالما أن المنطق والعقل يقولان بأن قدرتنا على دعم الخبز يجب أن تترافق بقدرتنا على حماية هذا الدعم.. ومعه كل الحق فالدولة التي لديها القدرة على دعم خبزها بهذا الشكل الكبير يجب أن تمتلك القدرة على حمايته من الفساد طالما أن الحماية يمكن أن تكون بحلول تقنية وبحلول تشريعية وكلا الأمرين بيد الحكومة..
وانطلاقاً من ذلك لابدّ لنا من أن نضيء على السطر الذي ورد في خبر مجلس الوزراء أمس وهو:
“كّلف مجلس الوزراء كل من وزارات العدل والتجارة الداخلية والنفط والثروة المعدنية بإعداد مشروع صك تشريعي يتضمن تشديد العقوبات لمنع أي تلاعب أو تهريب لمادتي الطحين والمشتقات النفطية.
وهذا ما يجب أن نأخذه بكثير من الجدية خاصة وأن ورشة تعديل القوانين جاهزة ومنعقدة من الآن ولسنوات قادمة وكل ما يتوجب ويظهر حاجة لتعديله سيعدّل وتتم الاستجابة له فوراً.
لقد قررت حكومة المهندس عماد خميس رغم اقتناعها بشدة المقاومة التي سيظهرها الفساد وأزلامه المضي قدماً في إصلاح قطاع الدعم بشكل كلي والتوقف عن محاولات العصف الفكري التي أخذت سنوات من تفكير حكومات متعاقبة دون أن تكون هناك أية خطوات عملية..
الآن والبلاد تخرج منهكة من الحرب جاء صوت قوي يقول لقد قرّرنا تطبيق البطاقة الذكية والحلول الذكية من أجل إيصال الدعم لمستحقيه. لا وقت للتفكير.. الوقت كله متاح للتطبيق التقني الذي نمتلك القدرة عليه بوجود خبرات محلية كفوءة وبوجود أصحاب قرار وبمساندة الدول الصديقة وبتوفّر الإمكانية للتحايل على العقوبات الخارجية..
إذاً.. الخبز.. الكهرباء.. المشتقات النفطية.. المياه وكل الخدمات التي توفرها الدولة لمواطنيها تقرر أن تكون مؤتمتة رغماً عن أنف الفساد وداعميه..
هامش 1: القضاء على الاستثناء يجب أن يكون بمفعول رجعي.. والبحث عن كل أولئك الذي أخذوا استثناءات خلال سنوات الحرب على حساب المواطن والعمل على سحبها منهم.
استثناء الفرن.. استثناء الكازية.. استثناء البناء في أراضي الدولة.. استثناء كشك على حساب الجريح.. استثناء الوظيفة على حساب أصحاب الكفاءة.. استثناء التعفيش.. استثناء سرقة الكهرباء والمياه.. استثناء الأشخاص الذين يستغلون مواقع عملهم للتعالي على الناس واستغلالهم.. وما أكثر الاستثناءات التي حسم سيد الوطن جدليتها بالقرار المؤكد بالقضاء على بيئتها.
هامش 2: ستظهر الأصوات عالية ممانعة لما تقوم به الدولة.. وسيتقن الفاسدون كيف يستغلون مصلحة المواطن لمواجهة قرارات الحكومة وسيشوهون البطاقة الذكية والحلول التقنية وكل إصلاح تشريعي في سبيل الحفاظ على استثناءاتهم ومكاسبهم.
هامش 3: الدولة تدفع المليارات للدعم ولايعتقد أحد أنّ الطمع بها سيتوقف والحرب على أتمتة العمل وتنظيمه ستكون شرسة للغاية ولربما جاءك من يقول لك أن البطاقة الذكية هي من صنع الامبريالية والصهيونية العالمية.
وأخيراً:
“هيبة الدولة والقانون فوق كل شيء”!!!
الخبير السوري

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز