الخميس , أبريل 18 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سامي كليب يكشف أسرار زيارة البشير الى دمشق

سامي كليب يكشف أسرار زيارة البشير الى دمشق

شام تايمز

بالمنطق لا بالعواطف ..

شام تايمز

ليس البشير وحده في دمشق…
قلب العروبة ينبض مجددا.

سامي كليب:

يُحسب للرئيس السوداني عمر حسن البشير وصوله قبل غيره الى دمشق طاويا بذلك مرحلة العداء أو الجفاء أو الحياد الذي مارسته دول عربية حيال سوريا. ويُحسب للرئيس بشار الأسد رغبته بطي صفحة الضغينة مع دول عربية.

ولكي نبتعد عن العواطف ونعرف بالوقائع ماذا جرى ويجري اليكم الملاحظات التالية:

• لا يُمكن أن يتفرّد البشير بزيارة دمشق دون تنسيق مع دول عربية وفي مقدمها السعودية، حيث أن جيشه يناصر جيشها في اليمن، وأن الخرطوم كانت قد أبعدت السفير الايراني سابقا لأجل السعودية. أما اذا كان قد جاء بلا معرفتها المسبقة فهذا سيظهر لاحقا ويكون تعبيرا سودانيا عن خيبة امل اقتصادية من الرياض.

• العلاقات الاستراتيجية الروسية السودانية لعبت دورا في تغيير موقف البشير، وهو قال صراحة من قلب موسكو بعد استقباله من قبل الرئيس بوتين في أواخر العام الماضي: “ان ما يحصل اليوم في سوريا هو نتيجة التدخل الأمريكي، ولا تسوية سياسية من دون الرئيس السوري بشار الأسد”.

• زيارة البشير الى دمشق التي هي جزء مفصلي من محور المقاومة حاليا، تُعتبر ردا على التسريبات والمعلومات الإسرائيلية عن قرب التطبيع مع السودان وعن زيارة قريبة لنتنياهو الى الخرطوم، وهو ما دفع بعض التيارات السودانية الى الترويج للتطبيع كسبيل للخروج من المشاكل الكثيرة التي يعانيها السودان اقتصاديا وسياسيا وأمنيا. يحتاج البشير الى التذكير بلاءات الخرطوم التاريخية في هذه الأوقات بالضبط وذلك لاسباب اخلاقية ودينية وسياسية وامنية ، رغم ان بعض المعلقين يقولون نرجو ان لا تكون الزيارة الى دمشق تبريرا لما قد يحصل لاحقا بين السودان واسرائيل.

• رغم العلاقات القوية بين البشير والسعودية التي اعتبر مرارا أن أمنها ” خطٌ” أحمر، الا أنها تعني انعطافة كبيرة في موقف الاخوان المسلمين الذين يدور الرئيس السوداني أيضا في فلكهم، وان لم تكن انعطافة فهي نكسة لهم. ربما مفهوم الانعطافة أكبر حاليا خصوصا بعد عودة حماس الى الحضن الايراني ومساعيها لاعادة فتح علاقات مع دمشق حيث أوصدت أبواب كثيرة في وجهها رغم الوعود المعسولة الكثيرة حين كان يراد لها ان تكون في موقف العداء للقيادة السورية.

• قبل زيارته الى سوريا فان الرئيس البشير كان قد التقى مطولا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي رغم التصريحات العلانية، فان بلاده تمضي قدما في التنسيق الأمني وبعض السياسي مع سوريا.

• لا يُمكن فصل زيارة البشير الى دمشق عن التحولات العربية الآخذة بالاتساع حيال سوريا. فهل ننسى ان وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة كان قد قال بعد لقائه نظيره السوري وليد المعلم ” يجب ان تعود كل الأراضي السورية الى سيطرة الحكومة”. وهنا لا بد من الاشارة الى ان وزير الخارجية الجزائرية الذي كانت ولا تزال بلاده مناصرة لسوريا وفلسطين بقوة، كان قد افتتح الزيارات العربية الرفيعة الى دمشق.
• لا يمكن فصلها كذلك عن التحولات الإقليمية والدولية، فهذا وزير خارجية تركيا يقول صراحة اننا نفكر بالتعامل مجددا مع الأسد اذا ما تم انتخابه مجددا. ما يعني أن الشرط الدولي الأخير للتسوية السياسية أي عدم ترشح الأسد قد سقط بدوره، وان ما بقي من معارضة سوريا ما عادت قادرة على فرض أي شرط جدي.

* السعودية أيضا بعثت برسائل الى دمشق، والامارات تريد فتح سفارتها ربما قريبا، لكن الدول الخليجية تريد من القيادة السورية تخفيف علاقاتها مع ايران. لا ندري بهذا الصدد تماما هل جاء البشير ينصح بهذا أم انه جاء لاعادة مياه السودان الى مجاريها مع طهران بعدما تفاقم الوضع الاقتصادي عنده رغم الوعود الكثيرة.

لا شك أن ما عاشته وتحملته سوريا على مدى السنوات الثماني الماضية وكيفية الخروج منه، يُشكل حالة استثنائية ينبغي دراستها كنموذج استثنائي لدولة عرفت كيف تنهض من تحت الدمار رغم تآلف قوى عالمية وإقليمية ومال واعلام وإرهاب ضدها …..ولا شك أيضا أن قلب العروبة النابض عاد الى نبضه الكبير رغم آخر المشاكل في مناطق الشمال والشرق وسط أوهام أميركا وتركيا وأحلام الكرد الذين يجب ان يحذروا من حلفائهم قبل خصومهم.

بالمنطق لا بالعواطف .. ليس البشير وحده في دمشق… قلب العروبة ينبض مجددا. سامي كليب: …

Posted by ‎Sami kleib (سامي كليب)‎ on Monday, December 17, 2018

شام تايمز
شام تايمز