الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الرمال السورية تغرق ترامب……وتكسر أسطورة التفوق العسكري الأمريكي

الرمال السورية تغرق ترامب……وتكسر أسطورة التفوق العسكري الأمريكي
حسين سليمان سليمان – كاتب سوري
ما الهدف من تصريحات ترامب المفاجئة؟ وماذا يقصد بأن سورية هي عبارة عن رمل وموت؟ ولماذا ابتعد عن موعد محدد لسحب قواته من سورية؟ وكيف سيحمي الأكراد بعد الانسحاب من سورية؟
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه على سحب قواته من سورية التي وصفها بأنها عبارة عن “رمل وموت”، إلا أنه تجنب تحديد موعد لهذا الانسحاب.
وقال ترامب خلال اجتماع مع فريقه الحكومي “لقد قضي الأمر في سورية منذ زمن طويل. وإضافة إلى ذلك نحن نتكلم عن رمل وموت. هذا ما نتكلم عنه. نحن لا نتكلم عن ثروات كبيرة”، مضيفاً “أنا لا أريد البقاء في سورية إلى الأبد. إنها رمل وموت”.
وقال في هذا الصدد “سننسحب ، سيحدث ذلك خلال بعض الوقت، أنا لم أقل أبداً أننا سننسحب بين ليلة وضحاها”.
وكان ترامب أعلن الاثنين أن انسحاب القوات الأميركية سيتم “ببطء”، خلافاً لما قاله في التاسع عشر من ديسمبر الماضي. وكان يومها قال “حان وقت العودة، إن شبابنا و شاباتنا ورجالنا سيعودون جميعاً، وسيعودون جميعا الآن”.
اعتدنا على التصريحات المفاجئة للرئيس الأمريكي، ولكن تصريحاته في هذه المرة لها معاني كثيرة وبالأخص تحديد ملامح العلاقة مع تركيا، وجعل شرق الفرات في دوامة غير معروفة المصير، ولكن قوات قسد قد تعلمت الدرس جيدا ولم تعد تثق بأمريكا، وهي الآن تطلب المساعدة من الحكومة السورية لحمايتهم من الأتراك، حيث تم سحب أربعمئة مقاتل لقوات قسد من منبج باتجاه شرق الفرات كما صرحت به وزارة الدفاع السورية، وربما تم الانسحاب بموجب اتفاق مع الحكومة السورية لتتسلم مدينة منبج.
لم يصرح ترامب عن عبث بأن سورية هي رمل وموت، فهي أكبر دليل على وحشية الحروب التي وقعت على الأرض السورية، فالجنود الأمريكيين لم يكونوا بنزهة في سورية، فقد خسرت أمريكا عدد من جنودها في سورية، وذلك من خلال الكمائن التي وقعوا فيها في شرق الفرات من قبل خلايا قوات العشائر التابعة للحكومة السورية، حيث أعلن فيما بعد بعض الأحرار من العشائر العربية على تشكيل خلايا مقاتلة لتنفيذ عمليات ضد الجيش الأمريكي كونه قوة محتلة، واتسمت عملياتهم بالدقة والشجاعة في تنفيذها.
ابتعد الرئيس الأمريكي عن تحديد موعد ثابت لانسحاب قواته من سورية، وجاء ذلك نتيجة الضغوط التي مورست عليه من قبل اللوب الصهيوني داخل الحكومة الأمريكية، وأيضا نزولا لرغبة رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو، حيث طلب الأخير من ترامب سحب القوات بشكل تدريجي، مبررا ذلك بازدياد نفوذ الإيرانيين في سورية.
لكن الرئيس الروسي بوتين شكك في الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات، وأكد بأنهم قرروا الانسحاب من أفغانستان منذ سنوات، ولهذه اللحظة لم ينسحبوا بل زادوا عدد قواتهم فيها.
لكن ماهي الآلية التي سيعتمدها ترامب لحماية الأكراد عد انسحابه، اتوقع هو كلام إعلامي للحصول على تنازلات أكثر من الأتراك، فهو مجرد ضغط على الأتراك، فترامب تاجر جيد ويتعامل مع البقية على مقدار الربح الذي سيحصل عليه نتيجة لموقف معين من حكومته، ولكن في وجهة نظر ثانية فقد تعرض ترامب لحملة ضغوطات من قبل معارضيه في الكونغرس، وهو كيف يتخلى عن الحلفاء اللذين وثقوا فيهم وتركهم عرضة للقتل على حد زعمهم، ولكن هذا الاحتمال بعيد لأن أمريكا دولة مصالح، بعيدة عن الانسانية، فغزوهم للعراق وسجن أبو غريب كفيل بمعرفة الأمريكيين على حقيقتهم.
وفي ختام مقالتي أؤكد لكم بأن تصريحات ترامب ماهي إلا دعاية إعلامية، وإن انسحابه من سورية جاء نتيجة لخسارته المعركة في سورية، وإن بقاء قواته فيها ماهي إلا زيادة عدد القتلى من قواته، ولا يريد أن يواجه فيتنام جديدة شرق الفرات.

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز