الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

نهاية الغزو.. 2018 يكتب شهادة وفاة الدراما التركية عربيًا

نهاية الغزو.. 2018 يكتب شهادة وفاة الدراما التركية عربيًا
كتب العام 2018، شهادة وفاة للأعمال التركية المدبلجة، التي تربعت طوال عقد كامل، على عرش أعمال الدراما الأكثر متابعة من قبل المشاهد العربي، وذلك بعد أن لعب قرار مجموعة قنوات “أم بي سي” بمقاطعتها، دورًا كبيرًا في أفول نجمها، رغم استمرار عرضها على بعض القنوات العربية الأخرى.
ودفعت الدراما التركية طوال عشر سنوات من عرضها عبر القنوات العربية إلى التأثير سلبًا على الدراما العربية – التي لم تستطع منافستها لأسباب لا مجال لحصرها هنا – بعد أن حلت ضيفًا رئيسًا على أبرز المحطات وعلى رأسها الـ”أم بي سي”.
وبدأت انطلاقة الدراما التركية العام 2007، من خلال مسلسل “إكليل الورد”، الذي لفت أنظار المشاهد العربي لهذا النوع الجديد، ولاقى نجاحًا مقبولًا، وهو ما مهد الطريق لنجاح العشرات من الأعمال الأخرى ومنها “سنوات الضياع”، و”نور”، و”العشق الممنوع”، لتتوالى بعدها هذه الأعمال على مدار السنوات الماضية.
انتشار عالمي
وعلى غرار العالم العربي، تمكنت الدراما التركية من التمدد والانتشار في 140 دولة، وبات عدد المتابعين لها أكثر من 400 مليون مشاهد، بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي. بي. سي” العام 2016.
وتعد أمريكا اللاتينية أبرز دول العالم التي احتفت وتأثرت بالدراما التركية، حيث دخلت من بوابة تشيلي بمسلسل “ألف ليلة وليلة”، الذي لاقى رواجًا كبيرًا، دفع إلى توالي غزو الأعمال التركية للشاشات اللاتينية.
وحصد المسلسل التركي “ما ذنب فاطمة غل؟”، الذي تمت دبلجته إلى اللغتين الإسبانية والبرتغالية في العام 2015، وحده متابعة أكثر من 12 مليون شخص.
مسلسلات تركية على الشاشات الهندية
ورغم عراقة الدراما الهندية وتأثيرها على مختلف دول العالم، إلا أن ذلك لم يمنع المسلسلات التركية من اقتحام شاشتها أيضًا منذ العام 2015.
وكان المسلسل التركي المدبلج “أسميتها فريحة” نقطة انطلاق الدراما التركية في الهند، حيث نجح في تحقيق نسب مشاهدة عالية، بحسب تصريحات صحفية سابقة للقنصل التركي في مدينة “مومباي”، إردال صبري أرغن.
وأوضح “أرغن”، أن الهند كانت تعرض مسلسلًا تركيًا واحدًا في 2015، وفي العام 2017 أصبحت تعرض 12 مسلسلًا من إنتاج تركي، وهذا يعتبر نجاحًا كبيرًا جدًا، وفق قوله.
مقاطعة عربية بنكهة سياسية
وظلت الدراما التركية الأعلى مشاهدة والأكثر تأثيرًا على الإنسان العربي، خاصة من ناحية التواجد الجغرافي والتاريخي والديني، حتى دفع قرار حاسم من مجموعة قنوات “أم بي سي” – الأكثر متابعة من قبل المشاهد العربي – بمقاطعة الأعمال التركية العام 2018، وحظر مواقع متخصصة بعرض الأعمال التركية، إلى تراجع حاد في نسبة مشاهدتها عربيًا.
ورغم استمرار عرض الدراما التركية على قنوات عربية أخرى، إلا أن حضورها فقد بريقه، الذي تمتعت به على قنوات “أم بي سي”.
وتوقف عرض الأعمال الدرامية التركية منذ مارس/آذار 2018، وكانت الأسباب المالية وراء اتخاذ هذا القرار، حيث كشفت مجموعة قنوات “أم بي سي”، أن تكلفة إنتاج الحلقة في المسلسل العربي تتراوح بين 40 ألفًا إلى 100 ألف دولار، في حين تصل تكلفة إنتاج الحلقة الدرامية التركية الواحدة إلى نحو 250 ألف دولار وأكثر.
ومع أن القرار بدا في ظاهره ماليًا، لكن الخلافات العربية التركية سياسيًا كانت حاضرة في قلب المشهد، حيث ارتأت مجموعة قنوات “أم بي سي” إعادة بث الحياة في أعمال الدراما الخليجية والعربية، بدلًا من التوجه لأعمال بلد كتركيا يعرب كثيرون عربيًا وخليجيًا عن تخوفهم من سعي تركي “لغزو ناعم” للعالم العربي يعزز تعطش أنقرة لبسط النفوذ في المنطقة.
ويقول الناقد الفني نادر عدلي، لـ”إرم نيوز”: “المشاهد ساهم أيضًا في اتخاذ القنوات الفضائية هذا القرار، لأنه يبدو من نسب المشاهدة والإقبال أنه أصبح هناك ما يمكن وصفه بحالة من الملل، من متابعة الأعمال التركية وأيضًا الهندية”.
مصائب قوم
وتنفست الدراما الخليجية والعربية بالفعل بعد قرار مجموعة قنوات “ام بي سي” الصعداء، ودفع ذلك إلى انتعاشها مجددًا، بعد أن ظلت طوال عقد من عرض الأعمال التركية تترنح تحت وطأة التهميش.
وعانت الدراما العربية كثيرًا في السنوات الأخيرة من انخفاض عدد متابعيها، وعجزت العديد من شركات الإنتاج العربية عن تلبية حاجيات السوق وتكاليفه المرتفعة، كما لعبت الأزمات التي شهدتها دول عربية وعلى رأسها سوريا، التي كانت رافدًا دراميًا قويًا للمشاهد العربي، دورًا كبيرًا في تراجعها.
لكن مع ذلك تمكنت الدراما العربية وبدعم من قرار مجموعة قنوات “ام بي سي” من الاستفادة من التجربة التركية، حيث صارت تعتمد على عدد حلقات يتجاوز 30 حلقة، ويصل إلى 60 حلقة، مستغلة أيضًا طرقًا في التصوير والمونتاج والإخراج اكتسبتها من نظيرتها التركية، وذلك في محاولة لجذب المشاهد العربي مجددًا إليها، الأمر الذي ساهم في إعادة إحيائها، لتعود الدراما العربية بذلك إلى مكانتها الطبيعية في قلب المشاهد العربي.