الخميس , أبريل 25 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ترامب ودوامة قرار سحب قواته من الشمال ومضاعفاتها المتتابعة

ترامب ودوامة قرار سحب قواته من الشمال ومضاعفاتها المتتابعة
تحسين الحلبي
في نيسان من العام الماضي صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيسحب وحداته الأميركية من شمال سورية وترافق تصريحه هذا مع تقارير صحفية ذكرت أن الإدارة الأميركية تفكر بنشر وحدات من قوات من الدول العربية المتحالفة مع واشنطن للحلول محل الوحدات الأميركية وللقيام بمهامها نفسها وأشارت بعض الأنباء إلى زيارة قام بها مستشار أو أكثر من السعودية إلى منطقة وجود الوحدات الأميركية.
وفي الأيام الأولى للعام الجديد بدأت وسائل الإعلام الأميركية تعيد نفس الحديث والاستعدادات المقبلة لطرح هذا الموضوع أو الطلب من بعض الدول العربية واستطلاع مدى استعدادها للانخراط في مثل هذه الخطة الأميركية التي ستوظف فيها الإدارة الأميركية وحدات عربية حليفة للولايات المتحدة في خطة فرض الهيمنة الأميركية على المنطقة وتقسيمها وتفتيت قدرات القوى المناهضة للسياسة الأميركية.
يبدو من الواضح بعد الخلاف الذي ولده قرار ترامب بالإسراع بسحب وحداته، أن الدوائر المختلفة معه في هذا القرار، وخصوصاً وزارتي الدفاع والخارجية، ستسعى إلى الالتفاف على قراره بطريقة تعيد موضوع استبدال الوحدات الأميركية بوحدات حليفة لها من بعض الدول العربية لتنفيذ نفس المخطط الأميركي ضد سورية وحلفائها.
هذا المخطط يراد منه أن تتجنب واشنطن أي احتمال لاشتباك عسكري أميركي مع روسيا على الأراضي السورية تخشى من مضاعفاته الإقليمية والدولية بل وأي اشتباك محتمل مع الجيش السوري وحلفائه أيضاً، فقد تجد الولايات المتحدة أن التعويل على حلفائها من بعض الدول العربية ولاسيما السعودية للقيام بمهام الوحدات الأميركية نفسها واشتباك وحدات عربية ضد الجيش السوري وحلفائه، ستفتح صفحة جديدة من التدخل الأميركي ضد سورية من دون أي خسائر أو نفقات أميركية وتحديدا ضد إيران ودورها في دعم سورية في حربها ضد الإرهاب التكفيري ومجموعاته المسلحة.
السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الأحوال وافتراضاتها، هل سترفض السعودية أو غيرها من الدول العربية مثل هذا التسخير الأميركي لتحويل الوضع العربي إلى حالة اشتباك عربي عربي مهما كانت مبرراته وتسمياته؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من تسليط الضوء على بعض الحقائق التي تعرفها واشنطن والسعودية معاً:
1- إن ميزان القوى الذي ترجح كفته بكافة القدرات الملموسة على الأرض لمصلحة سورية لم تستطع واشنطن التغلب عليه وهذا ما أعلنه ترامب بنفسه حين قال قبل أسبوع: إن سورية «أرض رمال وموت» والمقصود موت لكل المعتدين والغزاة.
2- إن السعودية بدأت تدرك أنها ضعيفة حتى أمام اليمن الذي وظفت في حربها ضده كل أنواع المرتزقة من أفريقيا ومن أميركا اللاتينية ومن بعض الدول الأسيوية ولم تستطع بعد أربع سنوات من الحرب عليه تحقيق أهدافها فيه برغم الدعم البريطاني والأميركي العسكري المباشر وغير المباشر الذي لم يتوقف لها.
3- إن الانقسام العربي والإقليمي في المنطقة بين أربعة معسكرات زاد من ضعف أي دور فعال للسعودية في المنطقة وجعلها تقود معسكراً لا يضم سوى الإمارات المتحدة والبحرين مقابل معسكر يضم قطر وتركيا ومعسكر ثالث لا تتفق دوله مثل الكويت وعمان مع سياسة المعسكر السعودي، أما المعسكر الرابع فهو محور دول وقوى المقاومة الذي يضم سورية وإيران والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية ويتقارب معه العراق الذي يعارض كل سياسات السعودية في المنطقة.
يقر عدد من الخبراء بالسياسة الأميركية بأن الولايات المتحدة منيت بالهزيمة في منطقة الشرق الأوسط في عهد الرئيس السابق باراك أوباما قبل عهد ترامب الذي حاول تغيير قواعد اللعبة الأميركية التي وضعها بوش الابن وتبناها أوباما من بعده منذ عام 2009 ثم وجد أنها وصلت إلى نهايتها المحتومة في عام 2016- 2017.
يبدو أن زيارة وزير الخارجية مايكل بومبيو غير المسبوقة منذ تسلمه هذا المنصب للالتقاء بالمسؤولين عن دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر ثم العراق يراد منها القيام بآخر المحاولات الأميركية لإعادة استطلاع مدى قدرة الدول الصديقة والدول المتحالفة مع الولايات المتحدة على الانخراط في قواعد اللعبة التي سيضعها ترامب بعد انسحابه من شمال سورية من دون قيد أو شرط.
ومع ذلك من المتوقع أن يجد بومبيو أن أجواء تراجع القدرة الأميركي على فرض سياساتها ما زالت تخيم على سماء المنطقة بفضل ما فرضه انتصار سورية وحلفائها من حقائق ونتائج على الأرض.
الوطن

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز