الخميس , مارس 28 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الركبان والتنف.. جوهرتان لإنعاش الاقتصاد السوري

الركبان والتنف.. جوهرتان لإنعاش الاقتصاد السوري
بحسب الإعلان الأمريكي، فإن واشنطن ستسحب قواتها من منطقة التنف ومحيطها الذي بات معروفاً إعلامياً، باسم ‘‘منقطة 55 كم‘‘، وهي منطقة تمتد من المعبر الحدودي بين سورية والعراق في بلدة ‘‘التنف‘‘، إلى منطقة الركبان القريبة من الحدود مع الأردن، وهي منطقة تحتوي على مخيم عشوائي نشأ قبل ثلاث أعوام من الآن، ويقطنه نحو 85 ألف نسمة.
في المعلومات، فإن القوات الأمريكية إلى الآن لم تبدي أي تغير في قوامها أو شكل انتشارها في القاعدة غير الشرعية التي أنشأتها بهدف قطع الطريق بين العاصمتين السورية والعراقية، وعلى الرغم من إن الاستراتيجية العسكرية للقاعدة انتهت منذ وصول الجيش السوري إلى منطقة الحدود مع العراق في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي “غرب نهر الفرات”، إلا أن هذه القوات بقية منتشرة بحجة قتال تنظيم “داعش” ومن ثم تحولت الحجة إلى “حماية الحلفاء” في إشارة من واشنطن إلى الميليشيات التي تمولها في البادية السورية وعلى رأسها “جيش مغاوير الثورة – قوات أحمد العبدو – بقايا جيش أسود الشرقية – لواء شهداء القريتين – جيش أحرار العشائر”، علما إن “مغاوير الثورة” تنتشر في محيط التنف بمهام حراسة للقاعدة الأمريكية، في حين تعد “أحرار العشائر” هي الميليشيا الأكبر والأكثر قوة داخل “مخيم الركبان”.
القوات الأمريكية اليوم أسقطت إمدادات لعناصرها في “التنف”، في وقت نقلت فيه وسائل الإعلام عن قائد “مغاوير الثورة” المدعو “مهند الطلاع” مناشدته لفتح طريق آمن للميليشيات المنتشرة في البادية نحو الشمال السوري، وهذه الأنباء تذكر بالاتفاقيات التي عقدت في منطقة “الغوطة الشرقية – القلمون الشرقي”، بمعنى أن يتم نقل الميليشيات المنتشرة في البادية إلى مناطق انتشار قوات الاحتلال التركي في ريف حلب.
خروج الميليشيات من منطقة البادية يعني بالضرورة حل مشكلة “مخيم الركبان” الذي يعاني بشكل مستمر من قلة وارتفاع أسعار المواد الأساسية، كما إن المخيم كان لوقت طويل مثار تجاذبات سياسية دولية، فروسيا تبحث عن تفكيك المخيم الذي كان حجة للقوات الأمريكية للبقاء في سورية، والأردن تريد تفكيكه باعتباره تهديداً أمنياً لحدودها، والأمم المتحدة تبحث عن حل جذري لقاطنيه لصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إليه بسبب العراقيل الأردنية من جهة ورفض الميليشيات دخول المساعدات عبر الطرق القادمة من دمشق، وكل ذلك كان يقابل برفض امريكي لتفكيك المخيم بكونه الورقة الوحيدة التي يمكن التعويل عليها في عرقلة سيطرة الجيش السوري على الشريط الحدودي مع العراق بما يسمح بإعادة فتح الطريق الواصلة بين “دمشق” و “بغداد” عبر التنف، وهو أقصر الطرق الرابطة بين العاصمتين، ولفتحه انعكاسات كبيرة على الاقتصاد السوري بكون السوق العراقية أقرب وأكبر أسواق تصريف منتجات الصناعة السورية.
خروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية لم يزل يبدو مجانياً، فلا توضيحات قادمة من واشنطن ولا تسريبات حول وجود صفقة دولية نتج عنها القرار الأمريكي الذي سيعني بالضرورة عودة الحياة إلى جانب مهم من الاقتصاد السوري بفعل ارتفاع نسبة عودة الحقول النفطية الحيوية الواقعة شرق الفرات إلى خزينة الدولة، يضاف إليها مفاعيل عودة النقل البرّي بين سورية والعراق بما لها من انعكاسات على انعاش الصناعة السورية وعائدات تجارة الترانزيت.
المصدر: داماس بوست

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز