الجمعة , أبريل 19 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ماذا سيحدث في العالم سنة 2019؟

ماذا سيحدث في العالم سنة 2019؟
بعيدًا عن سخافات قارئي فناجين القهوة وُصولاً إلى تُرّهات مُدّعي التنجيم وزاعمي التنبّؤات، يُمكن إستشراف بعض الأحداث التي يُمكن أن تحصل خلال العام 2019، على الساحتين المحلّية والدَوليّة، عبر قراءة الوقائع الميدانيّة الحاليّة وتجميع الأحداث المُنتظرة في المُستقبل القريب، وربطها ببعض عن طريق التحليل السياسي لا غير. فماذا يُنتظر أن يحمل لنا العام 2019 المُقبل؟.
على الصعيد المحلّي، الأولويّة المُطلقة مع بداية ​العام الجديد​ ستكون لتذليل العقبات أمام تشكيل الحُكومة الجديدة، تجنبًّا لخسارة مجموعة من المُساعدات والمشاريع الدوليةالتي ​لبنان​ في أمسّ الحاجة إليها، وذلك لمُواجهة إرتدادات الأزمة الإقتصاديّة والماليّة الضاغطة والتي تُرخي بظلالها داخليًا وفي العالم أجمع أيضًا. ولا شكّ أنّ الطريق أمام أي حُكومة جديدة لن يكون مفروشًا بالورود، حيث يُنتظر أن تُواجه السُلطة التنفيذيّة المُقبلة مشاكل إقتصاديّة وحياتيّة وإجتماعيّة بالجملة، في ظلّ غياب المؤشرات بأنّ القوى السياسيّة ستعمل كفريق مُوحّد، حيث التنافس على أشدّه على المُستوى الحزبي الضيّق، وحيث الخلافات الطائفيّة والمذهبيّة عادت لتُطلّ برأسها بشكل واضح. والحكومة اللبنانيّة المُقبلة، ستكون أمام ملفّات سياسيّة ضاغطة، أبرزها مسألة إعادة العلاقات مع ​سوريا​ إلى طبيعتها، وسُبل حلّ ملفّ النازحين السُوريّين الذي صار عبئًا هائلاً على لبنان.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من أنّ الجانب الإسرائيلي لا يُريد حربًا مع لبنان في القريب العاجل، لكنّ من شأن إستمرار الضغط الأميركي-الإسرائيلي على إيران، والإعتداءات الإسرائيليّة في سوريا وإستفزازاتها الجويّة والبحريّة وحتى الحُدوديّة، أن يُبقي منسوب التوتّر مرتفعًا، وأن يبقي إحتمال الإنزلاق إلى مُواجهة شاملة قائمًا.
على الصعيد الإقليمي، الملفّ السُوري سيبقى في قمّة الإهتمام، حيث يُتوقّع إستمرار المفاوضات بمُشاركة فعّالة من قبل كلّ من الثلاثي: روسيا وإيران وتركيا، خاصة وأنّ إنحسار الدور الأميركي أكثر فأكثر في سوريا مع توقّع إتمام إنسحاب الوحدات العسكريّة الأميركيّة منهاخلال الشهرين المُقبلين، سيُعطي هذه الدول اليد الطولى في إيجاد الحلّ. إشارة إلى أنّ الجولة رقم 12 من مُفاوضات آستانة ستُعقد مطلع شهر شباط المُقبل، حيث يُنتظر مُتابعة البحث في مسألة صياغة الدُستور السُوري الجديد، وسُبل حلّ مسألة ​اللاجئين​ والنازحين، وغيرها من الملفّات الحسّاسة. ويتوقّع أكثر من خبير سياسي في الشؤون الدوليّة أن يكون العام 2019، عام التسوية بالنسبة إلى الحرب السُوريّة، بعد ثبات موازين القُوى. وليس بسرّ أنّ سوريا بحاجة إلى تمويل عربي-دولي لإطلاق ورشة إعادة الأعمار الضخمة المُنتظرة، ما يعني أنّ أكثر من دولة غربيّة وعربيّة ستستخدم هذه الورقة في مُقابل تسوية علاقاتها الدبلوماسيّة مع سوريا.
من جهة أخرى، من المُتوقّع إستمرار الضُغوط على إيران التي يُنتظر أن يتفاقم وضعهاالإقتصادي الضاغط من جديد، مع عودة تأثير وإرتدادات العُقوبات عليها، في ظلّ تراجع أسعار المُشتقّات النفطيّة العالميّة، ما يعني تراجع مداخيل مُختلف الدُول التي تُنتج وتُصدّر النفط. والصراع السياسي مع إيران، وحتى الأمني بشكل غير مُباشر في أكثر من ساحة عربيّة، مُرشّح بدوره لأن يكون أمام مُحاولات تسوية جديدة في العام 2019، خاصة على الساحة اليمنيّة التي ترتبط التسوية النهاية فيها بمسألة الصراع الخليجي-الغربي مع إيران، وتطوّراته المُرتقبة.
ومن بين الدورات الإنتخابيّة المُهمّة إقليميًا خلال العام 2019، ستُنظّم إسرائيل إنتخابات المجلس رقم 21 للكنيست الإسرائيلي في 9 نيسان 2019، في ظلّ تصاعد الإعتراضات على سياسة رئيس الوزراء الحالي ​بنيامين نتانياهو​، ونموّ الحركات اليمينيّة المُتشدّدة. ولا شكّ أنّ التوازنات السياسيّة الداخليّة في إسرائيل تترك دائمًا إرتدادات على الوضع في المنطقة.
وفي ما خصّ أسعار المُشتقّات النفطيّة، فهي مُرشّحة لأن تبقى تتراوح ما بين 50 و80 دولارًا للبرميل الواحد من النفط الخام، تبعًا لحجم العروض في السوق، ولمدى الجديّة في تنفيذ العُقوبات على إيران، ولعدد الدول التي ستواصل إرتباطها بمُنظّمة “أوبك”. لكن بشكل عام، يُنتظر أن تُعاود أسعار النفط إرتفاعها بشكل تدريجي خلال العام الحالي، بحيث أنّ الأسعار المُنخفضة الحالية لن تدوم لفترة طويلة.
على الصعيد الدَولي، سيبقى إتفاق “بريكست” الذي يشمل تفاصيل إنسحاب ​بريطانيا​ بشكل كامل لكن مُنظّم من ​الإتحاد الأوروبي​ محور المُحادثات على الساحة الداخليّة الأوروبيّة، حيث يجري العمل على تحديد تفاصيل التبادل التجاري والقوانين الجُمركيّة، وسُبل معالجة ملفّ إيرلندا الشماليّة وجمهورية إيرلندا، ومصير “جبل طارق”، وسُبل الحفاظ على حُقوق أكثر من ثلاثة ملايين مواطن من الإتحاد الأوروبي يعيشيون في بريطانيا وأكثر من مليون بريطاني يعيشون في ​أوروبا​، وغيرها من الملفّات، مع تحديد فترات إنتقالية لسنوات عدّة، علمًا أنّ إتفاق “بريكست” سيترك آثاره على الساحة الأوروبية وعلى العالم أجمع.
والصراع الدَولي الذي يتركّز في هذه المراحل على ملفات إقتصاديّة وتجاريّة، أكثر منه على ملفّات أمنيّة، قد يشهد بعض الإنفراجات على خط “شدّ الحبال” الإقتصادي والتجاري المُتبادل بين ​الولايات المتحدة الأميركية​ و​الصين​، بعد تحقيق بعض التقدّم في المُفاوضات بين الطرفين، لتقاسم المَغانم على الساحة الدَوليّة-إذا جاز التعبير.
ومن بين عشرات الدورات الإنتخابية البرلمانية والرئاسيّة المُنتظرة في العام 2019، كما في غيره من الأعوام، سيتمّ تنظيم إنتخابات برلمانية ورئاسية في ​أوكرانيا​، في ظلّ إستمرار التوتّر بين أوكرانيا وبعض الدول الأوروبيّة من خلفها من جهة، وروسيا الإتحادية من جهة أخرى.
على صعيد آخر، سيحمل العام 2019 أيضًا تذكيرًا بإنجازات تاريخيّة مُهمّة للبشريّة، حيث يُنتظر أن تحطّ مركبات فضائيّة على سطح القمر، تمهيدًا لتكرار مُغامرة الرحلة الأميركيّة المأهولة إليه في العام 1969، يوم خطى رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ الخطوات الأولى لأيّ إنسان على سطحه، وذلك عبر إرسال رحلات مأهولة إلى القمر مُجدّدًا خلال السنوات القليلة المُقبلة.
ناجي س. البستاني –  النشرة

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز