السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سامي كليب:ارهابيون هربوا من سوريا الى الجزائر… انتباه

سامي كليب:ارهابيون هربوا من سوريا الى الجزائر… انتباه
سامي كليب
لم نعرف نحن أهل الشرق من الجزائر عبر تاريخنا الحديث الا كل ما هو مُشرِّف أو نصير لنا. فهي التي صدّرت لنا أجمل صورة لثورة مجيدة ضد المستعمر.
وهي التي أرسلت لنا ضباطها وجنودها يقاتلون معنا في حروبنا ضد إسرائيل. وهي التي ساندت كل قضايانا العربية وفي مقدمها زهرة القضايا: فلسطين. وقد كانت الجزائر برؤسائها وجيشها وشعبها تقول دائما انها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. وحين لعب فريق كرة القدم الفلسطيني في الجزائر ضد الفريق الجزائري، نزل الجزائريون يُحيّون ويدعمون فريق فلسطين ضد فريق بلادهم في سابقة لم يعرف التاريخ مثيلا لها في العالم. ولا ينسى أهل الشرق دور الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في وساطاته الشهيرة أمام كل محنة عربية مشرقية من خطف الطائرات على أيدي الفدائيين الفلسطينيين الى احتجاز وزراء منظمة أوبك من قبل كارلوس ورفاقه.
فمن هو ذاك العقل الجهنمي الهمجي المجرم، الذي يكافئ الجزائر اليوم بإرسال إرهابيين أو مخلفات ما يُسمّى ب ” الجيش الحر” الى أراضيها يعيثون في الأرض فسادا ويُعدّون لاعتداءات عسكرية إرهابية أو يستخدمون منطلقا للذهاب الى دول أخرى ؟ هل ثمة دول عربية وأجنبية تريد معاقبة الجزائر على وقوفها الشريف الى جانب سوريا طيلة الأزمة؟ أم معاقبتها على عدم السير في صفقة القرن والبقاء على موقفها الشريف حيال فلسطين؟ أم لمنعها انعاش أي تيار إسلامي متطرف؟ أم لعدم المضي قدما في جنون بعض المغامرات العربية لتدمير دول عربية أخرى؟ أم للضغط عليها في سياق التنافس الغربي على خيراتها؟
في المعلومات الجزائرية أنه تم قبل أسبوعين توقيف ميليشيات سورية مسلحة في منطقة تمنراست الجزائرية، ونقلت صحيفة ” المساء” المحلية عن مسؤول في وزارة الداخلية الجزائرية قوله ان عددا من الجنود الفارين من الجيش السوري والذين تسللوا خلسة الى الجزائر مرتبطون بضباط كبار مما يسمى ب ” الجيش السوري الحر”، وقد جرت مراقبة هؤلاء بدقة لمعرفة خطوط اختراقهم الأراضي الحدودية الجزائرية. (التي بالمناسبة كانت تلك الأرض الشريفة التي تعطّرت بأقدام الثوار ضد المستعمر).
يبدو أن الهدف من اختراق الحدود الجزائرية هو التأسيس لخط جديد للمسلحين والإرهابيين عبر السودان والجزائر بعد اغلاق بوابات البلقان باحكام عبر البانيا.
ونقلت المعلومات في المساء وغيرها أن نحو ٥٠ متسللا ممن تم القاء القبض عليهم في تمنراست طُردوا الى النيجر في أواخر الشهر الماضي. لكن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان تقول ان هؤلاء دخلوا قبل ثلاثة اشهر من جمهورية مالي الافريقية الى الجزائر طالبين الحماية.
الجزائر التي كانت طيلة السنوات الماضية تعاني من تسلل إرهابيين من حدودها الليبية والتونسية، تُدرك أن ثمة دولا عربية وأجنبية سهّلت دخول هؤلاء الى أراضيها لمعاقبتها على مواقف عديدة لها في السنوات الماضية. كما أن الضربات الكبيرة التي تعرض لها الارهابيون في العراق وسوريا وليبيا في الأعوام الماضية، دفعت هؤلاء للبحث عن أماكن أكثر أمنا وأكثر قدرة للتحرك عبرها وإعادة تأسيس خلايا. يبدو أن ثمة من يفكر بأن الضبابية السياسية التي تلف الجزائر في خضم الاعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة تسمح بذلك.
والملاحظ ان الجيش الجزائري العريق يعلن كل فترة وأخرى عن قتل عدد من الارهابين في مناطق مختلفة كما أن بعض المنشآت النفطية كانت قد تعرضت لعمليات تخريب.
اللافت ان الإرهاب ينمو حين تتخذ الجزائر مواقف صلبة في بعض القضايا وتزعج دولا عربية من تلك التي كانت تريد قلب الانظمة وتسهيل صفقة لا بل صفقات القرن، كما ان الاوضاع تضطرب حين يشتد التنافس الغربي على الثروات….
كل هذا يدفع الى تعزيز التعاون الأمني بين الجزائر وسوريا، وهو كان ناشطا بعيدا عن الأضواء في سنوات المحنة السورية، كما ان الرئيس بوتفليقة نفسه لم يسمح للمعارضة بالعمل على الأراضي الجزائرية وبقي محافظا على روابط مهمة مع دمشق، ولم يستسغ لفترة طويلة أي تحرك لحركة حماس في الجزائر معللا الأمر بأنه ” لا يوجد دولة في العالم قدمت لحماس أكثر من سوريا وهي في نهاية الأمر وقفت ضد الأسد، فكيف نطمئن اليها “، وهذا ما يبرر وجود مكتب لحماس بقيادة سامي أبو زهري في الجزائر. لكنه وجود محدود الحركة، فحماس غير قادرة على التحرك كثيرا بحرية او عبر الاعلام الجزائري منذ سنوات.
لا شك ان الضربات الموجعة حاليا لما بقي من إرهاب ومعارضة مسلحة في الشمال والشرق السوريين، والذي سيشتد في الأسابيع والأشهر المقبلة لضرب نواة الإرهاب وفصل المسلحين القابلين الانخراط في الجيش السوري لاحقا برعاية روسية، يدفع الإرهابيين للذهب صوب المغرب الكبير عبر ليبيا بحثا عن أماكن أخرى لزرع الموت. لكن الجيش الجزائري الذي قاتل بسالة لوأد الإرهاب في العشرية السوداء، يعرف كيف يصون البلاد والعباد.
أهكذا تُكافأ الجزائر على وقوفها الى جانب كل قضايانا؟

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز