الأربعاء , أبريل 24 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

في سوريا.. طبيب جوال يعاين مرضاه بـ ألف ليرة سورية

في سوريا.. طبيب جوال يعاين مرضاه بـ ألف ليرة سورية
في وقت متأخر من الليل وبمجرد اتصال هاتفي استجاب الطبيب “هاني خضور” لطلب “أم كريم” التي استنجدت به لمعاينة ابنتها التي تعاني من آلام كبيرة إثر عمل جراحي في الوجه سبب لها ورماً أصابها بالهلع والخوف، حيث حضر الطبيب وقدم الإسعافات الأولية مقابل أجر بلغ 1000 ليرة سورية فقط.
وتؤكد “أم كريم” أن العلاج أتى بمفعوله وساهم في تخفيف آلام ابنتها مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يستجيب فيها الطبيب وأنها ليست الوحيدة التي تتلقى علاجها لديه حيث أن أغلب سكان الريف اعتادوا على الاتصال به لمعاينتهم في منازلهم.
عادة الاتصال بالطبيب “هاني” قديمة لدى سكان ريف مدينة “بانياس” بشكل عام حيث أنه يقدم خدماته العلاجية للمواطنين منذ تخرجه في العام 1992 بأجور تراوحت بين 50 و 100 ليرة لكنها ارتفعت مؤخراً إلى 1000 ليرة سورية ويعلل ذلك خضور بالقول إن السبب هو ارتفاع أسعار مختلف المواد ومنها البنزين كوني أستخدم سيارتي الخاصة لزيارة المرضى في منازلهم.
عمل الطبيب الإنساني جعل الكثير من المواطنين يلجأون إليه لاستشارته مهما تنوعت آلامهم ومن الممكن أن يقدم خدماته عبر الاتصال الهاتفي مبيناً أنه أحياناً لتخفيف ضغط زيارات المرضى في منازلهم والذين يصل عددهم أحياناً إلى 40 مريض يومياً في أوقات الشتاء مثلاً حيث تكثر نزلات البرد والرشح يصف الدواء للمريض ويطلب منه الاتصال به إذا لم تتحسن أحواله.
الوفاء للبيئة التي ولد فيها سبب أساسي من أسباب قيام الدكتور “هاني” بعمله الإنساني الذي لايبتغي منه سوى محبة الناس مؤكداً أنه لاقيمة لحياة الإنسان بدون محبة الآخرين والتي اكتسبها بعمله الذي أدرك من خلاله حاجة الناس له خاصة أبناء الطبقة التي لايمكنها تحمّل تكاليف العلاج في المشافي الخاصة نهاراً لعدم توفر المال الكافي لديهم إضافة لصعوبة مراجعتهم المشافي للحصول على العلاج المجاني ليلاً بسبب بعدها عن مراكز إقامتهم و ختم قائلاً لـ سناك سوري: «بالنهاية كل ما أقوم به هو لتخفيف الأعباء المادية عن المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الجميع».
يشار إلى أن قصة مساعدة الطبيب للمرضى ليست الوحيدة من نوعها على مستوى “سوريا” حيث هناك الكثير من المبادرات التي ظهرت بهدف تخفيف أعباء العلاج وتكاليف الأدوية خاصة خلال سنوات الحرب.