السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الشعار وتوقيته ..والحصار الاقتصادي

الشعار وتوقيته ..والحصار الاقتصادي
كتب ابراهيم الحمدان : لا أشكك بمن كتب منشور يحارب فيه الجوع والبرد وفقدان المواد الأساسية اللازمة لكل مواطن ، بل أشد على يد كل من جند كلماته وقلمه للدفاع عن أبسط حقوق أي مواطن ، فالمواطن المحروم من التدفئة في عز البرد،والمحروم من الكهرباء في عز العتمة الفكرية العربية ، وحرمان الأطفال الذين حرمتهم الحرب من أرجوحة الطفولة، يجب ان ندافع عن حقوقهم ، لكن لدي تساؤل لمن تضامن مع حملة اتهام الحكومة بالفشل والتقصير ونسب موضوع عدم توفير النفط والغاز ، وطالب المسؤولين للخروج إلى الشعب والتحدث بشفافية ، أتساءل لم لم نسمع أي تعليق على ما قاله رئيس مجلس الوزراء تحت قبة البرلمان ؟؟!!
لماذا لم نسمع إقتراحات من أصحاب تلك المنشورات تساعد الحكومة والمواطن والوطن على التغلب على الحصار الإقتصادي الجائر ؟؟!! لماذا لم نرى سهام النقد تتوجه إلى أمريكا وأوربا والأخوة الأعداء من العرب الحريصين على تنفيذ أوامر سيدهم الأمريكي بفرض الحصار الإقتصادي على الشعب والحكومة والدولة السورية ؟؟!! وهل فعلا يستطيع العدو محاربتنا بحصاره الإقتصادي إن فشل بحصارنا الإرهابي العسكري ؟؟!! وما هدف أمريكا وأعوانها من تجويع الشعب السوري ، هل ينتقم من شعب هزمة ؟؟!! أم يستطيع إسقاط دولة لم يسقطها كل إرهاب العالم بمساعدة كل دول العالم ؟؟!! الحقيقة أن هدف أمريكا وأعوانها من الحصار الإقتصادي هو قلب الطاولة على القيادة السياسية السورية ، فهم يدركون أن الجوع كافر ، وأنهم إن جوعوا الشعب السوري سيكفر بوطنه وحكومته وصموده ، خاصة إذا ما ترافق هذا التجويع مع بعض الأسماء الوهمية التي تصب الزيت على نار المنشورات والإتهامات ، كيف لا والفساد موجود ، والروح الثورية للشباب السوريين موجودة ، وضغط الحرب وضغط البرد وضغط الغلاء كلها موجودة ، فهل يختلف اثنان على وجود فساد !! الفساد في سورية أكبر وأكثر حجم من كلمة فساد . الفساد أصبح عائلة كبيرة له أولاد وأحفاد ،له عمات وخالات ، له كبير ،ومولود صغير ، الفساد عائلة متماسكة ،وقوية وتدافع عن بعضها البعض ، والفساد لم يعد يقتصر على مسؤول سياسي أو مسؤول أمني ،بل الفساد دخل عيادة الطبيب ومكتب المحامي ،والنقابات والمشافي العامة والخاصة ،وتجار الجملة والمفرق ، حتى الجمعيات الخيرية ومكاتب الدفاع عن حقوق الناس ،نحن أمام كارثة حقيقية اسمها الفساد لأنه دخل بيت كل مواطن ، فالأخ فاسد مقابل مصالحه اتجاه أخوه ، لكن يجب أن لا نضع الفساد مسمار جحا لنعلق عليه كل شيء ، عدم توفر النفط وحليب الأطفال سببه الحقيقي ،الحصار الإقتصادي الجائر الذي تفرضه على الدولة والحكومة والشعب السوري هي أمريكا وأوربا والدول الشقيقة العدوة ، وبدل أن نرفع صوتنا للتنديد بأمريكا والدول التي تحاصرنا ، وبدل أن نقول للعالم كله ما الذي خلفته السياسة الأمريكية من تجويع للشعب ، وبدل أن نفضح السياسات الأوربية ،نحقق لتلك الدول هدفها من الحصار ونتهم الحكومة .
المحتجين بطريقة احتجاجهم دون دراية يغطون على سياسة الحصار الأمريكية ،بغض النظر إن كان عن وعي ،أو عن جهل ، بالنهاية يوجد تغطية على ما تفعله تلك الدول من تجويع الشعب ، لنتهم الحكومة والفاسدين ، وكأن من مصلحة الفاسدين في الحكومة عدم عقد صفقات النفط وغير النفط مع فرنسا وألمانيا وأمريكا ، للعلم أكثر المتضررين من الحصار الإقتصادي هم الفاسدون الذين عطل عليهم الحصار عقد الصفقات وقبض العمولات ، سفن النفط في عرض البحر وتمنعها أمريكا من دخول سورية ، فأين مسؤولية الحكومة في ذلك ، أمريكا تشدد الحصار على إيران المصدر الأول لنا في النفط وغير النفط ، وبارجات أمريكية تمنع خروج السفن إلى سوريا ، فما الذي تستكيع فعله الحكومة ؟؟!!
النقد ومحاربة الفساد موضوع ليس له علاقة بما يحدث من حملات تشكيك واتهام وشتم للحكومة ، بل هدف الحصار الإقتصادي تجويع الشعب لينقلب ضد حكومته ودولته ورئيسه ، فهل يوجد وطني واعي يقبل أن يكون الأداة التي تخدم أهداف الحصار ، الإحتجاجات الشعبية وتهييج الناس عبر بعض الحسابات الوهمية تضع الرئيس الأسد أمام خيارين ،الخيار الأول تقديم التنازلات السياسية مقابل الطعام والنفط ورفع الحصار لإطعام شعبه وإسكات الاحتجاجات .
الخيار الثاني عدم الرد على تلك الاحتجاجات واستمرار الصمود بوجه الحصار والإحتجاجات والعدوان الأمريكي والإسرائيلي والتركي والأوربي ،فهل يقبل المواطنون المحتجون السماح لبعض المغرضين تأجيج الحملة والإنتقال بها إلى النزول إلى الشارع والمواجهات وإعادة التوتر من جديد ، الموضوع يحتاج إلى القليل من التفكير ،هل سورية اليوم قادرة على تحمل إعادة الأحداث من جديد ، الشعب متعب ، والجيش متعب ،والوطن متعب والقيادة مرهقة ..هل نزيد الطين بله ،أم نقف صف واحد بوجه أي تحريض . يجب علينا الدعوة للصمود في الربع ساعة الأخيرة من الحرب ، وإلا ستبدأ الأحداث من جديد ، ولن يدفع الثمن إلا الفقراء .. وأنا سأقف إلى جانب الفقراء ،والوطن،وضد أي فتنة مهما حملت من شعارات إنسانية ،كما وقفت ضد شعارات عام ٢٠١١ التي تطلب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .. فالشعارات التي لا تتناسب مع المرحلة ، لا تكون لخدمة حواملها ولا لخدمة وطنها ، بل تكون لخدمة من إختار موعد ترويجها ، والفرق كبير بين من يرفع الشعار ويؤمن به ،وبين من يروج للشعار ويختار توقيته … فتوقيت الشعار له أهمية بقدر أهمية الشعار نفسه.
وألفت النظر إلى ترافق عمليات التفجير في دمشق واللاذقية مع موجة الاحتجاجات على الحكومة التي تزامنت مع الإعتداء الإسرائيلي ليل نهار يجعلنا نتوخى الحذر ،ونطرح التساؤلات ، من وراء كل ذلك .
بالختام نرجو من الحكومة ومن صاحب القرار فرض حالة التقشف على
١- الوزراء وحاشيتهم
٢- على المسؤولين السياسيين والأمنيين
٣-أعضاء مجلس الشعب
٤- المنتخب الوطني لكرة القدم
تضامنا مع الفقراء من المواطنين .

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز