الأربعاء , أبريل 24 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ما سر داء «الغاز» الذي ضرب سوريا فجأة ؟!

ما سر داء «الغاز» الذي ضرب سوريا فجأة ؟!
تفاقمت معاناة السوريين مؤخرا في الحصول على موارد الطاقة الأساسية من غاز ووقود لتعيد للاذهان ظروف ووقائع بداية الازمة السورية عام 2011، ويأتي هذا فيما تعمل الحكومة على التخفيف من الأزمة.
تكاتفت الايادي الخارجية منذ 8 سنوات للاجهاز على سوريا ومحاولة تخريبها وتقويضها من الداخل سواء بهجمة ارهابية شرسه او الضغط على اقتصاد البلاد. لكن الان وبعد ان صبر وثابر الشعب السوري وجيشه امام هذه الحرب الظالمة وحقق انتصارا مشهودا مكبد الارهابيين المدعومين دوليا كبرى خسائره ومعلنا قرب انتهاء المعركة على الارهاب وما ان جائت بشائر الفرح وعودة الاوضاع الى سابق عهدها فما كانت للحقد الغربي الا ان اشتعل من جديد ليشعل ازمة المحروقات.
الازمة كان ليها شقين الاوليرجع الى تهريب كميات من الغاز الى لبنان والاردن في ظل احتياج المواطنين خصوصا في فصل الشتاء وزيادة الطلب على المحروقات للتدفئة، والشق الثاني وهو فرض مزيد من العقوبات الامريكية الظالمة على سوريا وفق ما يسمى قانون قيصر.
فبالاضافة للعقوبات المفروضة منذ 2011، أصدر “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC” التابع لوزارة الخزانة الأميركية، في تشرين الثاني 2018، ما وصفه بـ”مشورة للأفراد والشركات في جميع أنحاء العالم المرتبطة بالصناعة البحرية، بشأن مخاطر العقوبات إذا شحنوا منتجات النفط إلى سوريا”. ومحذرا اياهم وخصوصاً، إلى “شركات التأمين وشركات الشحن والمؤسسات المالية وأصحاب السفن والمديرين والمشغلين”.فيما اصدر “مكتب OFAC” قائمة عقوبات بحق تسعة أشخاص وكيانات قامت بتزويد الحكومة السورية بملايين البراميل من النفط.
والحقيقة ان العقوبات الجديدة المرتقبة بموجب “قانون قيصر” لا تخرج عن النهج الأميركي المتبع منذ العام 2011، والساعي إلى إبقاء دمشق تحت مطرقة الضائقة الاقتصادية، والحيلولة دون حدوث أي انفتاح اقتصادي إقليمي ودولي عليها. وبناءً على ذلك، فإن إعادة إحياء مشروع القانون المذكور لم يكن مستغرباً كما يعتقد مدير تحرير صحيفة “النور” الصادرة عن “الحزب الشيوعي السوري” بشار منير، الذي يرى أن “الضغوط الأميركية على الدولة السورية وحلفائها ستتصاعد، فالمنطق الأميركي اليوم يقول إن سوريا يجب ألا تستفيد مما حققته ميدانياً خلال الفترة الماضية، بل يجب أن تبقى محاصرة، ليكون بمقدور الإدارة الأميركية فرض إيقاعها على أي مسعى جدي لحل الأزمة، ومشروع القانون المذكور يتضمن بنوداً واضحة حول تلك النية الأميركية”.
ويتصدر قطاع الطاقة، إلى جانب العقارات والمصارف، قائمة القطاعات الاقتصادية المستهدفة بموجب العقوبات الأميركية المرتقبة، لاعتبارات تتعلق بمحورية هذا القطاع في الحراك الاقتصادي الذي تجهد الحكومة السورية في تلمس نتائجه بعد بسط سيطرتها على مناطق واسعة من البلاد. وتالياً، فإن النجاح في قطع إمدادات النفط القادمة عبر البحر أو التضييق عليها يعني بنظر واشنطن إلحاق الأذى مرحلياً بالمشروع السياسي والاقتصادي للحكومة السورية، ومنعها أيضاً من تحقيق أي اختراق على مستوى عملية إعادة الإعمار.
ولمتابعة هذه الازمة طلب رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ، الأربعاء، من رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس، عقد اجتماع طارئ مع المسؤولين عن موضوع أزمة الطاقة لتحديد المسؤوليات. واعتبر الصباغ، أنه من غير المعقول بعد رفع إنتاج أسطوانات الغاز من 120 إلى 160 ألف أسطوانة، يومياً، أن تبقى الاختناقات موجودة.
ليخرج وزير النفط السوري علي غانم، ليعلق على تلك الازمة وألقى باللوم في أزمة الغاز المسال الراهنة في الأسواق السورية، على العقوبات الغربية. وقال غانم، في اجتماع مجلس الوزراء في 5 كانون الثاني 2019، إن سبب الأزمة هو العقوبات على نواقل المشتقات النفطية إلى سوريا. وقال الوزير إن 43 ألف طن من الغاز المسال، كانت متوقعة الوصول من إيران وروسيا، لم تجد طريقها إلى سوريا.
وفي جهود رسمية حثيثة لحل الازمة أكد علي مرعي رئيس مكتب النقابة على عدم تسريب الفنيين والجيولوجيين لدى القطاع النفطي؛ لأنهم أثبتوا أنهم أفضل من الخبرات الأجنبية وخاصة خلال الحرب، مطالباً وزارة التجارة الداخلية بضبط مادة الغاز، وإصدار تشريع خاص بالقطاع النفطي، لافتاً إلى أن إنتاجنا اليومي من الغاز أصبح 17,5 مليون م3 ومايقارب 22000 ألف برميل. ليصبح إنتاج الغاز في قارة يعادل 3 ملايين م3 مما ساهم في دعم الاقتصاد الوطني والخزينة العامة للدولة.
في حين أشار المهندس إبراهيم أسعد مدير محروقات دمشق إلى توفر مادتي المازوت والبنزين بدمشق، وتم توزيع ملايين الليترات من المازوت خلال الأشهر القليلة الماضية، كما تم متابعة محطات الوقود وعمليات التوزيع والبيع ومنع الاحتكار للمادة خاصة بعد اعتماد البطاقة الذكية وأتمتة العمل.
واخيرا ازمة الغاز ازمة تلمس المواطن ويشعر بها كل من على ارض سوريا ويزيد من مرارة الازمة ان الولايات المتحدة عندما امعنت في ظلمها وفرضت عقوباتها على المواطن السوري لم تجد رادع لها من قبل البلاد العربية الاسلامية،ولم تهب تلك البلاد لنجدته وتركته امام هذا المصير، لكن بتحقيق الجيش السوري لمزيد من الانتصارات سيغير من مفاهيم اللعبة السياسية وسيفرض شروطه على طاولة الحوار والمفاوضات وستكون له الكلمه عاجلا ام اجلا.
العالم