الأربعاء , أبريل 24 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل سمعتم بالنكتة التي عززت استقلال سورية بدعم سوفييتي!؟

هل سمعتم بالنكتة التي عززت استقلال سورية بدعم سوفييتي!؟
تخرج الأستاذ عبد المطلب الأمين من كلية الحقوق بدمشق و عُيّنَ في وزارة الخارجية، وتم فُرزه إلى السفارة السورية في موسكو في عام 1944 م.
الاستاذ عبد المطلب هو ابن السيد محسن الأمين، و هو مرجع ديني سوري مرموق في اوائل القرن الماضي و لقبه المجتهد الأكبر وسمي شارع الأمين في دمشق القديمه على أسمه … وكانت مستشفى المجتهد بنيت على أرض تبرع بها لدمشق و سميت بأسمه.
تخرج الأستاذ عبد المطلب الأمين من كلية الحقوق بدمشق و عُيّنَ في وزارة الخارجية، وجاءت الظروف أنه فُرز إلى السفارة السورية في موسكو في عام 1944 م. وأصبح قائماً بأعمال السفارة لدى الاتحاد السوڤياتي.
بعد ثلاثة أشهر من هذا التعيين – كقائم بأعمال السفارة السورية – طلب مقابلة وزير خارجية الاتحاد السوڤياتي آنذاك مولوتوف الذي عُرف بأنه الرجل ذو المطرقة الحديدية، وكما يُقال بالعامية «وجهه لا يضحك للرغيف السخن».
لم يرحب بطلبه في حينها و لكن كرر عبد المطلب الأمين الطلب عدة مرات وبإلحاح على الخارجية السوڤياتية لمقابلة وزير الخارجية.
فسأل و استفسر مولوتوف: أين تقع سورية؟ على خريطة العالم؟
وأمام إلحاح القائم بالأعمال المتواصل وإرضاءً لفضوله وافقً مولوتوف على مقابلة عبد المطلب الأمين.
كان وجه مولوتوف عبوساً عند بدء المقابلة مع عبد المطلب الأمين، فبادر بسؤاله: ماذا تريد؟
أجاب عبد المطلب بابتسامة: إني جئت هنا باسمي وباسم حكومتي وباسم الشعب العربي السوري لأطمئنك ولأطمئن حكومتك وشعبك بأنه ليس لدينا أيّ مطامع استعمارية في الاتحاد السوڤياتي !!
انفجر مولوتوف ضاحكاً، ولم يتوقف عن الضحك حتى كاد يغشى عليه … و اخذ يعيد ويسأل عبد المطلب: ماذا تقول؟ ليس لديكم مطامع في الاتحاد السوڤياتي!! و يعاود الضحك.
و لم يهدأ مولوتوف حتى تجرع كأسا مضاعفا من الفودكا و طلب ان تؤجل مواعيده و تناول سيكارة اشعلها و هو يبتسم ابتسامة عريضة لم يرسم مثلها على وجهه قبلها و لابعدها وفق المؤرخ الروسي سيميانوف، ثم دعا القائم بالاعمال الى صالون مكتبه و طلب ان يضيفوه..
سأل مولوتوف عبد المطلب: ما هي قصتك؟
أجاب عبد المطلب: إذا لم تصدق ما قلته لك عن عدم رغبتنا باستعمار الاتحاد السوڤياتي، إذن فلماذا تراقبني الأجهزة الأمنية السوڤياتية KGB صباح مساء ولا تترك لي فرصة التنفس؟
بعدها بدأت رحلة الصداقة العميقة بين الرجلين فقد كان كلاهما يتقن الفرنسية بطلاقة.
أمر مولوتوف بالكفّ عن مراقبة السيد عبد المطلب الأمين، وأصبحت الحفلات الدبلوماسية التي يتواجد فيها مولوتوف لا يلبث أن يبحث عن عبد المطلب الأمين و يستقبله اجمل استقبال و يعرف به “” صديقي السوري الرائع ” و كان يترك الجميع ليسأله عن أحواله وعن حياته في موسكو، و كان يحتفي به ايضا كونه الشاعر والأديب والراوي بالعربية والفرنسية.. و كان يدعو عبد المطلب ليروي آخر النكات السياسية التي يبدعها بالروسية التي اتقنها بسرعة و التي كانت تنتشر بسرعة هائلة في الشارع السوڤياتي .
هذا المشهد المتكرر في الحفلات الدبلوماسية وطّد الصداقة بين الطرفين.
بعد الاعتداء على البرلمان السوري في 29 أيار 1945م وقتل جميع حرّاسه، والمعارك التي جرت في كافة المدن السورية مع القوات الفرنسية، تقدمت سورية بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي تطالب بالانسحاب الكامل للقوات الفرنسية والبريطانية المتواجدة في سورية ولبنان ومنحهما الاستقلال التام والناجز، خاصةً وأن الدولتين وقعتا و ثيقة تأسيس الأمم المتحدة..
إن الصداقة التي ربطت مولوتوف وزير خارجية الاتحاد السوڤياتي بالقائم بالأعمال السوري في موسكو السيد عبد المطلب الأمين جعلت وزير الخارجية يكشف لعبد المطلب الأمين عن الاتفاق الفرنسي البريطاني الذي تمّ بين وزير الخارجية البريطاني بيڤن والفرنسي بيرو الذي جرى في 13/12/1945 بحيث تبقى القوات الفرنسية والبريطانية في سورية لمدة سنتين على الأقل، ومن ثم يُنظر إلى أمر انسحابها لاحقاً. وهنا طالبَ عبد المطلب الأمين صديقه الوزير السوڤياتي بالتدخل لإفشال هذا المخطط واستشهد بمبادئ الاتحاد السوڤياتي بالدفاع عن حقوق الشعوب والاستقلال والحرية، وإنهاء الاستعمار، والمبادئ الماركسية في اتحاد الشعوب ضد الرأسمالية البشعة. ضحك مولوتوف وقال: لن يَخيب ظنّك، وأعطى تعليماته لمندوب الاتحاد السوڤياتي في مجلس الأمن المستر فيشنسكي باستعمال حق النقض «الڤيتو» ضد الاتفاق الفرنسي البريطاني، والسعي لإصدار قرار بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية واللبنانية فوراً، وهكذا كان. فصدر قرار مجلس الأمن الدولي في 16/2/1946 القاضي بانسحاب القوات الفرنسية والبريطانية، وتم انسحاب الفرنسيين من سورية في 17/4/1946، وعد هذا التاريخ عيد الاستقلال السوري، وتم انسحاب القوات الفرنسية من لبنان في 22/11/1946 عيد استقلال لبنان.
وهكذا لعب عبد المطلب الأمين الدور الكبير بظُرفه وخفة دمه دوراً أساسياً في استقلال البلدين.
تولى رئاسة الوفد السوري الى الامم المتحدة دولة الرئيس فارس بك الخوري رحمه الله الذي أظهر براعةً متميزة في حواره مع العالم بحث الشعوب بدعم طلب سورية بالاستقلال، كما اتسمت تصرفاته بالظُرف والنكتة المعبرة والجملة ذات المعنى والمغزى العميق.
وفي تلك الجلسة، فوجئ الجميع بجلوس فارس الخوري على المقعد المخصص للمندوب الفرنسي الذي انتظر عدة دقائق وهو ينظر إلى فارس الخوري مطالباً منه أن يُخلي المقعد المخصص للوفد الفرنسي.
وهنا وقف فارس الخوري مطالباً المجلس: لقد احتلَّيت المقعد الفرنسي لعدة دقائق فضاق المندوب الفرنسي ذرعا! فكيف يتحمل الشعب السوري 25 عاماً من الاحتلال، أما آن الأوان لهم أيضاً إعطاءنا مقعدنا في وطننا !!
حينها وقف مندوب الاتحاد السوڤياتي في مجلس الأمن المستر فيشنسكي مشيدا بفارس الخوري قائلا انا احيي” صديقي السوري الرائع ” و إن الاتحاد السوفييتي يؤيد مطلب سورية بالإستقلال ..