الخميس , مارس 28 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

"إدلب" تنتظر يوم القيامة!

“إدلب” تنتظر يوم القيامة!
تختلف التحليلات حول مصير إدلب ومدى جدية تركيا في تطبيق اتفاق سوتشي حول جعل إدلب خالية من الارهاب خاصة وانها اصبحت كاملة بيد الارهابيين (جبهة النصرة) حلفاء انقرة القدامى وربما الحاليين.
التململ الروسي تارة حول تطبيق سوتشي والتأكيد على عودة جميع الاراضي السورية الى سلطة الدولة السورية كنهاية لاي اتفاق تارة أخرى، يوحي بأن هناك موقفا روسيا اساسيا من القضية يتماهى مع موقف الحليف الاساسي الثاني لسوريا اي ايران حول استعادة السيادة السورية على تلك المناطق مع اختلاف بين الطرفين حول رغبة روسيا بإعطاء مساحة تحرك أكبر لتركيا في سوريا، قد يتبادر الى الذهن ان هنالك صفقة ما بين الروس والاتراك، وقد يكون، لكن في النهاية المساحة المعطاة لتركيا مؤقتة ولابد ان تنتهي، وفق اعتقاد روسيا. اذن ما الذي قد تجنيه تركيا من كل هذا في سوريا ان كانت ستنسحب في النهاية؟!
الجواب على هذا السؤال ليس بسيطا وقد يكون مطاطيا لدرجة ان نقول: ربما لدى تركيا دوافع انسانية وهي قلقة على سلامة المواطنين السوريين في إدلب، هكذا بررت طلبها بوقف عمليات الجيش السوري لاسترجاع ادلب، وقد نقول بأن اردوغان يريد احتلال مناطق واسعة من سوريا لدرجة انه بدأ بتتريك تلك المناطق وتغيير تركيبها الديموغرافي وتجنيس عدد لابأس فيه من السوريين ووضع حكام اتراك لتلك المناطق وتشكيل جيش تابع لتركيا في تلك المناطق وإدارات وغيره، كما لوكنا في عهد الحكم العثماني.
اذن أمام خطة العمل التركية هذه ما الذي تفعله سوريا وحلفاؤها؟، الجيش السوري وحلفاؤه موجودون ولم يكتفوا بالمراقبة، بل ويبدو أنهم مستعدون للانقضاض على المسلحين في إدلب، تعزيزات في غرب وجنوب غرب حلب، وتعزيزات في حماه شمالا وغربا وحضور لقوات العميد سهيل الحسن او (النمر كما يسميه حتى أعداؤه) في تلك المناطق. وبالتالي فإن أي تحرك تركي من دون تنسيق سيجعل إدلب تشهد ما يشبه “يوم القيامة”.
انقضاض القوات السورية من طرف حلب وحماه سيحقق لهم سيطرة أولى على نصف إدلب خلال ساعات وسيضع المسلحين في القسم الجنوبي الشرقي لإدلب أمام محرقة جماعية أو استسلام جماعي، وسيضع الباقي شرق وغرب إدلب أمام جبهات عريضة ونيران لاتنتهي والتراجع نحو تركيا سيجعل الاخيرة امام ضغط ومسلحين وارهابيين وهذا هو السبب الحقيقي للحشد التركي في تلك المنطقة، اذن عندما نقول يوم قيامة فإننا لانبالغ.
وفي النهاية فإن يوم القيامة موجود وقد يحدث في أي لحظة وقد يتأخر وقد لا يتأخر، كل هذا مرتبط بتطور الاحداث، الانسحاب الاميركي، المراوغة التركية، الصبر الروسي، الحنكة الايرانية والصمود السوري، تركيا تماطل لتلعب وفق التغيرات وهي تتحين الفرصة لجني المزيد وقلب بعض الموازيين لصالحها، ايران تريد انهاء المماطلة، روسيا تصبر وتراقب الاميركي وعين السوري على اراضيه وترصد أعداءه، ونحن ننتظر الايام لنرى ما سيحدث ونتمنى ان يعود الحق لأصحابه دون سفك المزيد من دماء السوريين.
علاء الحلبي – وكالات

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز