الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

منجل عزرائيل يلوح في إدلب فهل تصبح النصرة إخوانية

منجل عزرائيل يلوح في إدلب فهل تصبح النصرة إخوانية
يجلس مسلح “نصروي” عند ناصية بناء مهدم، يشعل سيجارة كان قد أخفاها ليومه الأغبر، يحدق طويلاً في كأس شاي أسود اللون، و يفكر ملياً كيف يمكن له أن يهرب من واقعه أيتجه إلى حيث الحكومة السورية؟ أم إلى تركيا؟ هل سيًسمح لقدميه بأن تطئا أرض أوروبا كلاجئ؟ لقد أصبح الخوف من مصير محتوم يصيب كل عظمة في جسده بالقشعريرة.
على المقلب الآخر تتوالى حشود مقاتلين اعتادت أياديهم على مصافحة ملاك الموت، يحتضن جندي بندقيته مفرغاً كل اشتياقه لحبية تنتظره بعيداً، ينظر إلى الشمال متوعداً أن تتذكر أرض تلك المدينتين وقع خطواته عليها، كل شيء متعلق الآن بما ستفضي إليه المفاوضات الروسية ـ التركية.
في الشمال تكثر السيناريوهات والاحتمالات، وتتراكم مشكلاتها كتراكم الدهون حول أرداف بعض من أوغلوا في ضخ أموال الغاز لدعم ميليشيات الشمال.
النصرة تسيطر على غالبية ادلب، تركيا عرضت على أمريكا مسؤولية نقل 800 من مقاتلي داعش من شرق الفرات إلى مناطق الشمال التي تسيطر عليها، أردوغان يعلم تماماً مدى الذعر الأوروبي من فكرة عودة المقاتلين الأجانب أو حتى تسربهم إلى أراضيها، قد تستغل أنقرة ذلك مستقبلاً ضد القارة العجوز، قد لا يمانع ترامب في عرض أرودغان، لكن تبقى لدى واشنطن أن يكون العرض التركي مقدمة لسحب الذريعة من أمريكا حول مقاتلي قسد، بحيث تكون الصفقة كالتالي: تتولى تركيا نقل الدواعش إلى الشمال وبالمقابل لا تمانع واشنطن من عملية عسكرية تركية في شرق الفرات، فيما تقوم أنقرة حالياً بما أسمته سورية محاولات تتريك في شمال وشرق سورية بهدف استقطاب الرأي العام المحلي هناك للمنطقة الآمنة بإشرافها من خلال إطلاق إذاعة تركية ناطقة بالعربية بمسمى “إذاعة المنطقة الآمنة” لعل تلك المحاولات جعلت الروسي يقول على لسان لافروف بأن العملية العسكرية في ادلب محسومة.
معلومات أخرى خطيرة تتعلق بالنصرة، تفيد بأنها تتهيأ لتبديل جلدها، لتصبح تحت مظلة الأخوان أو أحد تشكيلاتهم، قد تختفي النصرة بعلمها وشكلها واسمها، لكنها ستظهر باسم وشكل جديدين وبدعم تركي، وهكذا سيضمن مقاتلو الجبهة حيواتهم مع عائلاتهم قبل أن تقع الواقعة وتصبح معركة ادلب مثل راجفة.
استهداف الجيش السوري كلاً من جبل الأربعين واللطامنة والبويضة ولحايا بريف حماة، إضافةً لقرى الزيارة وخربة الناقوس والقاهرة والشريعة في سهل الغاب، ومواقع أخرى لهم في محيط بلدتي الناجية وبداما في ريف جسر الشغور، فضلاً عن القصف الصاروخي على تمركزات الإرهابيين في محاور جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، يوحي بأن ما يحدث هو تمهيد ناري من الجيش السوري قبل بدء المعركة بالتنسيق مع الروسي المطلع بكل التحركات التركية في الشمال.
فهل يلمع منجل عزرائيل في ادلب متجسداً بمدفعية أو جندي سوري ليحصد رقاب النصرة؟ أم ستلوذ الأخيرة بخيار الاندماج ضمن فصائل الأخوان المدعومة تركياً؟ وهل سيقطع الروسي على تركيا طريق تلك المحاولات لحسم موضوع ادلب؟
علي مخلوف _ وكالة أنباء آسيا

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز