السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

مخالفات «الطوابق الإضافية» في المباني… خطر يهدّد القاطنين فيها

مخالفات «الطوابق الإضافية» في المباني… خطر يهدّد القاطنين فيها
مايا حرفوش:
كان حي الـ86 في منطقة المزة بدمشق، الذي يؤوي مئات الآلاف من العائلات، ومازال، خياراً للفقراء كغيره من مناطق العشوائيات، حيث استقطب الكثير من المهجرين، كما أن قربه من مركز المدينة ومن الجامعات جعله ملاذاً للسكن يؤمه جميع الطلاب، ما شجع تجار البناء في ذلك الحي ودفعهم لزيادة نشاطهم في زيادة عدد الطوابق للوحدة السكنية الواحدة ليصل إلى 9 طوابق.
صحيح أن التوسع في النشاط العمراني هو أمر طبيعي مع زيادة الكثافة السكانية في المدن الآمنة، لكن ليس على حساب سلامة القاطنين، سواءً في الحي المذكور أو غيره من الأحياء التي باتت تغص بمخالفات البناء من دون حساب لطاقة تحمل بعض الوحدات السكنية لطوابق أخرى، ففي مدينة جرمانا في ريف دمشق، ترى أبنية كادت أن تُناطح السحاب، ونحن نعلم أن عدد الطوابق المسموح بها بموجب الأنظمة والقوانين لا يجوز أن تتجاوز 6 طوابق، وفي بعض الأحياء أربعة طوابق، حسب طبيعة الأرض المُعدة للبناء، فكيف يتم التعدي على القدرة الاستيعابية للعديد من الوحدات السكنية؟
حي الـ86 واحد من تلك الأحياء التي ينشط فيها بناء طوابق إضافية، لدرجة أن بعض الأبنية جعلت قاطنيها يعيشون كوابيس يومية، فالتصدع الذي بدأ يظهر على تلك الأبنية يثير القلق، لأن جميعها بُنيت على عجل وبشكل عشوائي وعلى أرض متحركة بسبب التجويفات أو عدم مطابقة الركائز للمواصفات المطلوبة في البناء، فمؤخراً أُخلي بناء من خمسة طوابق بسبب تصدعه وخلال العام الماضي حدث انهيار في الأرض ما أدى إلى ابتلاع سيارة، وكل ذلك قد يكون مقدمة لأن تواجه أي أسرة تقطن في الحي مصير السيارة، لذلك بات من الأولويات اليوم أن تستنفر محافظة دمشق كل طاقاتها للكشف عن جميع الأبنية الموجودة من دون أن تنتظر حدوث كارثة قد يتسبب بها تصدع بناء هنا وبناء هناك، فالأمر يتعلق في النهاية بسلامة المواطنين، وعلى البلديات أيضاً وقف كل أعمال البناء غير المشروع، إذ لا يمكن تعريض حياة مواطن لخطر لمجرد السكوت أو غض النظر عن الجشعين الذين لا يفكرون سوى بمصالحهم من دون أن يعيروا أهمية لحياة المواطنين، وإن السماح باستمرار التعدي على الأبنية عبر بناء طوابق إضافية فوقها، هو شراكة واضحة في حدوث انهيارات وانهدامات نحن في غنى عنها.
ولمعرفة الإجراءات المُتبعة في قمع ظاهرة بناء الطوابق الإضافية اكتفى أحمد بركات- عضو مجلس محافظة دمشق لمناطق المخالفات «الدائرة الرابعة» بالقول: إن المعنيين يشددون الرقابة على مناطق المخالفات كالمزة 86 وعش الورور وحي الورود، لمنع تشييد الطوابق الإضافية، لافتاً إلى أن الجميع يلاحظ اليوم عدم الزيادة في عدد الطوابق، وإنماهي أعمال إكساء لبعض المنازل، مشدداً تأكيده أن بناء طوابق إضافية ممنوع بتاتاً، ونحن بدورنا نسأل.. ولكن ماذا بشأن المباني التي بدأت تظهر عليها التصدعات، وأصبحت تشكل خطراً على سلامة قاطنيها؟.
تشرين

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز