الجمعة , مارس 29 2024

سورية تتجه للحسم, وطرد الاحتلال الأميركي والتركي

سورية تتجه للحسم, وطرد الاحتلال الأميركي والتركي
بعد الانجازات النوعية التي كان الجيش العربي السوري وحلفاؤه قد حققوها في الميدان في العديد من المواقع، حدد الرئيس السوري بشار الاسد اولوية المرحلة الجديدة بعد هذه الانتصارات وملخصها، سيطرت الدولة الوطنية السورية على كامل ترابها الوطني،مما يعني أن المرحلة الجديدة هي مرحلة تصفية البؤر التي يسيطر عليها الارهاب التكفيري، وطرد قوات الاحتلال التركي والاميركي من سورية دون أي قيد أو شرط.
هذا التطور الميداني والنوعي الذي جاء على ضوئه موقف الرئيس الاسد، يوضح معنى الاستنفار الاميركي – الخليجي – الصهيوني، ومحاولات التركي التمدد نحو عفرين، ومحاولة حلف اعداء سورية، نقل المعركة إلى الخاصرة الدمشقية حيث بدأ الارهابيون يمطرون من الغوطة، شوارع واحياء العاصمة السورية بالقذائف والصواريخ، في نفس الوقت الذي عادت فيه واشنطن إلى نغمة استعمال “الكيميائي” من قبل الجيش العربي السوري.
من هنا كان القرار بتحرير الغوطة الشرقية من سيطرة المجموعات الارهبية المسلحة التي استهلت بعدة رسائل سورية واضحة، كان أولها ردع الطيران الصهيوني باسقاط الدفاعات الجوية طائرة “اف 16” الصهيونية، وبالتالي تحذير تل ابيب من اي دعم جوي للجماعات الارهابية، مما جعل سلاح الجو السوري سيد الساحة.
وعلى هذا كان القرار السوري الوطني بتحرير الغوطة من مجاميع الارهاب، حيث استطاع الجيش السوري بسرعة تحقيق انتصارات متسارعة، حاولت واشنطن وباعة الكاز العربي لجمه، من خلال العودة إلى نغمة “الكيميائي” ومن خلال مجلس الأمن الدولي، عبر مشروع كويتي – سويدي، لكن الروس كانوا في المرصاد، مما فرض على القرار الدولي تعديلاًجوهرياً قبلت به دمشق، لأنه يستثني النصرة وداعش وحلفاءهما من أي هدنة، كما أن الدعوة لإدخال المؤن والمساعدات الغذائية إلى الاهالي المحاصرين، كان دائماً من صلب اهتمام الدولة الوطنية السورية، وخصوصاً أن المواطنين في الغوطة تواقون للخروج من تحت سيطرة الارهابيين، ولعودة جيشهم وقواتهم الامنية الوطنية لاستعادة حياتهم الطبيعية كما حصل في كثير من المناطق التي بسط الجيش العربي السوري سلطة الدولة عليها.
لقد حاول الارهابيون، بدعم من باعة الكاز الخليجي وبالطبع من سيدهم الاميركي مفاجأة الجيش العربي السوري وأهالي وسكان دمشق من خلال إشعال جبهة الغوطة لكنهم تلقوا الرد المناسب والفوري، وبدأت خطة تطهير الغوطة الشرقية التي وصل الجيش إلى منتصفها.
بأي حال ليست قصة الارهابيين في الغوطة الشرقية جديدة لنعد قليلاً إلى الوراء ونلاحظ:
– لقد وضعوا سيناريو اختراق مخيم اليرموك لتحويله إلى نقطة انطلاق نحو دمشق.
– تطويق مدينة الياسمين بحلقات من نار وحولوا بعض البسطاء إلى قادة عسكريين وشرعيين، فبائع شراب التوت مثلاً صار مونتغمري الصحراء، وبائع الخضار حولوه إلى “المفتي الاكبر”، وفي نفس الوقت الذي تناثرت فيه المليارات الخضراء على الاسنان الصفراء والبلهاء.
في كل الحالات، لم تخضع دمشق وأهلها لـ “نبؤة التلمود”، فكانت الشام على حد قول المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية غراهام فوللر “المدينة العجيبة”، لأنه يعرف تماماً أن انظمة المنطقة، والانظمة حول سورية متواطئون وجاهزون للإنقضاض عليها، وحتى لبنان، هل تذكرون باخرة لطف الله 2، وانتظار وليد جنبلاط عند حافة النهر، وعودة سعد الحريري إلى بيروت عبر مطار دمشق الدولي، وشعار سمير جعجع فليحكم “الاخوان المسلمون”.
دمشق، هي مدينة عجيبة فعلاً، فقوللر لا يعرف تاريخ الحاضرة الانسانية الاولى في التاريخ البشري.
الآن، نعم الآن، استيقظ الضمير الاميركي والغربي وبائع الكاز الخليجي أن هناك الآف المدنيين محاصرون في الغوطة، فحبذ لو أن الذين “بلا ضمير ولا اخلاق” يتذكرون احصاءات النائب السابق لمدير الاستخبارات في البنتاغون الأميركي دايفيد شيلد، أن اكثر من سبعين بالمئة من الموجودين في الغوطة الشرقية ليسوا من الغوطة، فقد اتوا بهم بالأجرة من مناطق أخرى ، ومن اماكن بعيدة في العالم، أي انهم ببساطة “مرتزقة”.
مهما يكن ومهما كانت الضعوطات لأن تبقى السكين في الخاصرة الدمشقية، فإن القرار الوطني السوري مدفوعاً بحلفائه قد اتخذ، وسورية تستعد وتتأهب لسيطرة سيادتها الوطنية، وكما في الغوطة، سيكون الحال في إدلبوفي عفرين، وكلام الرئيس بشار الاسد عن التكامل بين الجيش العربي السوري والقوات الشعبية انطلاقاً من مشهد الدفاع عن عفرين في التصدي للعدوان التركي فيه أكثر من رسالة، واللبيب من الإشارة يفهم.
أحمد زين الدين _ الثبات

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً