الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

تعرفوا على آخر ملكة مغربية وزعيمة قراصنة غرب البحر الأبيض المتوسط

تعرفوا على آخر ملكة مغربية وزعيمة قراصنة غرب البحر الأبيض المتوسط

في عام 1492، نجح ملكا الإسبان “فرناندو الثاني” و”إيزابيلا الأولى” في السيطرة على شبه الجزيرة الإيبيرية- جزيرة في أوروبا- والاستيلاء على غرناطة في فترة سقوط الأندلس، ومن هول ما فعلوه في المسلمين وإجبارهم على ترك دينهم، كان الفرار من هذا الجحيم هو السبيل للنجاة، ومن بين من أُجبر على ذلك لكن استطاعت الفرار فتاة صغيرة تُدعى “سيدة” لجأت مع والديها وأقاربها إلى المغرب.

كان عمرها آنذاك سنتين فقط، هي تنتمي لأفراد عائلة بنو راشد، قبيلة قوية وثرية، كان بإمكانها التمتع بطفولة سعيدة وآمنة، لكنها لم تنس أو تغفر لأولئك الذين أجبروها وعائلتها على مغادرة غرناطة، وعندما كبرت، أصبحت عدوًا شرسًا للأسبان وسعيت للانتقام منهم.

من هي السيدة الحرة؟

اسمها الحقيقي فُقد في طيات صفحات التاريخ، يظن الأغلبية أن اسمها كان “عائشة”، لكنها اليوم تعرف بلقبها الذي يعني السيدة النبيلة الحرة والمستقلة، المرأة ذات السيادة التي لم تنحن إلى أي سلطة.

تزوجت في سن الـ 16، من “علي المنظري”، أمير مدينة تطوان في شمال المغرب، وصديق والدها، أكبر منها بـ 30 عاما، كان لاجئا أيضًا مثل أسرتها، بعض المصادر تذكر أنها تزوجت من ابنه، لكن بغض النظر عن أي واحد منهما تزوجت، كانت معروفة بأنها امرأة ذكية، تعمل على نصح زوجها ومساعدته في الشؤون التجارية وانخراطها في السياسة من خلال مشاركتها في العديد من الاجتماعات المهمة.

التقت “السيدة” العديد من الأشخاص الأقوياء الذين لعبوا في وقت لاحق دورًا مهما في حياتها، كان أحدهم سلطان المغرب، أحمد بن محمد بن محمد الوطاسي المشهور بأبو العباس الوطاسي الذي منحها السماح لاحقا بإعادة بناء مدينة تطوان التي دُمرت نحو عام 1400.

بعد وفاة زوجها، نجحت “السيدة الحرة” في أن تكون حاكم مدينة تطوان، وأعلنت نفسها الحاكم الوحيد للمدينة، ووفقا لـ “حسناء لببادي”، مؤلفة كتاب “التقاليد النسوية في القصص الشفوية الأندلسية المغربية” “Feminist Traditions in Andalusi-Moroccan Oral Narratives”، كانت “السيدة” تعرف تماما ما يتوجب عليها فعله بخصوص إدارة الحكم.

السيدة الحرة تبدأ حياة القراصنة:

في عام 1541، تزوجت “السيدة” من أحمد الوطاسي، سلطان السلالة المغربية الغربية، كانت هذه بداية فصل جديد في حياتها، كان بإمكانها أن تعيش حياة مريحة والتمتع بالنجاح السياسي، لكنها مرة أخرى رفضت ذلك، لم تغفر بعد للأسبان وما فعلوه لقومها.

خلال فترة حكم “السيدة الحرة” لنحو نصف قرن، وصلت مدينة تطوان بسرعة إلى مستوى غير مسبوق من الرخاء، كما كتبت المؤرخة “لورا سوك دونكومب” في كتابها “القراصنة النساء” “Pirate Women”، الكثير من هذا الرخاء كان مصدره الهجمات على السفن الأسبانية والبرتغالية المحملة بالسلع والذهب والكنوز الأخرى، وذلك بمساعدة أحد أشهر القراصنة “باربوسا”.

كانت علاقة “السيدة الحرة” مع القرصان الشهير “أوروك ريس”، المعروف باسم “باربوسا”، عززت من أن يطلق منتقدوها عليها لقب “ملكة القراصنة”، وقادت بمساعدته عدة عمليات قرصنة ناجحة في جبل طارق، وظلت تحلم بالعودة إلى الأندلس في يوم من الأيام، لكن حلمها لم يتحقق أبدا.

وقالت الكاتبة “حسناء لببادي”: “من الظلم أن نطلق عليها لقب قرصانة، فهي وبمساعدة مواطنيها وبذكائها كانت تزود عن أرضها من القوى الاستعمارية العدوانية بأسلوب المعتدي نفسه”.

في كتاب “السلطانات المنسيات.. نساء رئيسات دولة في الإسلام” لـ “فاطمة مرنيسي”، قالت إن “السيدة الحرة” باتت زعيمة القراصنة في غرب البحر الأبيض المتوسط، واستغلت ثروات الأسبان في تطوير بلادها.

على أي حال، كقرصانة أو لا، سيطرت “السيدة الحرة” على غرب البحر الأبيض المتوسط لمدة 20 عاما، ومن المفارقات أن حفيد زوجها الأول، “محمد الحسن المندري”، خلعها في أكتوبر عام عشرين عام 1524، وجردها من ممتلكاتها وسلطتها، إذا لم يعجبهم زواجها الثاني بعد أن وجدوا أنفسهم خارج دائرة الحكم.

قبلت “السيدة الحرة” مصيرها واستقرت في شفشاون، حيث عاشت ما يقرب من 20 عاما أخرى وتوفت عام 1561، وعلى الرغم من أنها أنجزت الكثير في حياتها، وحولت تطوان إلى مدينة مزدهرة، فإنه لا توجد سجلات تاريخية كثيرة توثق أعمالها.

روتانا