الخميس , أبريل 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

خبير عسكري سوري: هناك تحضيرات لعدوان واسع

خبير عسكري سوري: هناك تحضيرات لعدوان واسع

في ظل توتر متصاعد على جميع الجبهات السورية وصولا إلى الجولان السوري المحتل، قصفت المجموعات الإرهابية المسلحة قريتي الرصيف والعزيزية في ريف حماه الشمالي الغربي بالمواد السامة وتم نقل عشرات المدنيين إلى مستشفى السقلبية في حالة اختناق، والمناطق التي تم القصف منها هي من المفترض أن تكون منطقة خفض تصعيد.

تخلل ذلك تصريحات متطابقة بين الأمريكي والتركي وقوات “قسد” حول أنهم انتصروا على تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) وبدا أن كل طرف يريد أن يظهر بأنه كان على الخطوط الأولى في المواجهة، وهو من انتصر على “داعش” الإرهابي، مغيبا بذلك دور الجيش العربي السوري والحلفاء في تحرير معظم الجغرافيا السورية من الجماعات الإرهابية، التي يدعي الأمريكي والتركي وقوات قسد تحرير سوريا والعراق منها، أما في الحقيقة فقد ارتكز عليها الأمريكي والتركي بشكل منفرد وأحيانا مجتمع في نشر الإرهاب على الأرض السورية، بما في ذلك تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي انتصروا عليه حسب زعمهم.

ومن هنا وحسب الظاهر وكأن الأمريكي يلهي الجميع بإشعال فتيل الأزمات في عدة مناطق في آن واحد، فيبقي للتركي مجال مؤقت للمناورة في إدلب وبعض مناطق الجزيرة، ويمني الإسرائيلي بالجولان المحتل، ويغري قوات قسد بما تيسر من الدعاية الإعلامية، ويجعل السوري وحلفائه في حيرة البحث عن أولوية الرد.

وفي هذا الوقت يعتقد الأمريكي أنه قد يحصر مسار التسوية السياسية بين فكي كماشة لابل أكثر، ليغدو كنهر في واد عميق بين جبلين لايمكن لأحد تغيير مساره إلا بمعجزة إلهية فيضطرالجميع لقبول الأمر الواقع كونه أقل خسارة لجميع الأطراف.

مالذي يمكن أن يحققه هذا التصعيد وإستخدام السلاح الكيميائي هل هو بقرار من الإرهابيين أم هناك توجيه ما من قوى معينة يهمها التصعيد ؟

هل يمكن أن يكون هناك إتفاق تركي أمريكي وحتى إسرائيلي لتوتير الأوضاع على كل هذه الجبهات بعد أن توصلت القوات السورية إلى قرب مواجهة مع الإرهابين في إدلب تليها منطقة الجزيرة ؟

في ظل هذه التطورات هل يمكن أن تحدث حالة مواجهة بين من ومن ستبدأ، ومن أين يمكن أن تبدأ ؟

وحول التصعيد الحاصل وخاصة لجهة قصف الإرهابيين للمدنيين في ريف حماه الغربي بالمواد السامة، يقول الخبير العسكري الإستراتيجي والخبير بالشأن السياسي اللواء الدكتور محمد عباس:”المجموعات التركية البديلة “جبهة النصرة” والقوات التركية البديلة التي تقاتل في سورية “الحزب التركستاني والأذربيجاني والشيشاني وغيرهم من المسميات الأخرى التي يراد إلصاقها بالمنطقة الممتدة أوالتي يمكن أن نقول عنها إسلاموية على الطريقة التركية، بمعنى أن جيوش تركيا بديلة موجودة في هذه المنطقة،أعتقد أن هذه المجموعات تلقت أوامر برفع التصعيد وأعتقد أن التركي طلب التصعيد بإشارة من الأمريكي، لأن الأمريكي يريد التصعيد وتضييق الخناق على الدولة السورية الخناق الأمني والعسكري والإقتصادي وتوسيع الحرائق التي أشعلها في بداية الحرب على سوريا عام 2011 ،وربما الأيام القادمة يمكن أن يكون فيها الكثير من التصعيد، ما يلفت النظر أن هذا التصعيد جاء مع تصريحات ليندسي غراهام وتغريدة ترامب بخصوص ضم الجولان إلى الكيان الصهيوني المحتل، وماقاله ترامب عن الإنتصار على داعش والإحتفالات الإستعراضية بالقضاء على داعش في الباغوز، وهذا يشير الى أن هناك مسالة أخرى بعد أن بدلوا داعش بقسد،وقسد بداعش،ما يعني أن الولايات المتحدة لتركيا إستخدام قواتها البديلة لتبقى تركيا كرأس حربة “.

ولجهة إمكانية وجود إتفاق ما أمريكي تركي إسرائيلي لتوتير الأوضاع على كل هذه الجبهات في وقت واحد بعد قرب مواجهة الجيش السوري مع الإرهابيين في هذه المناطق قال اللواء عباس:

“في مسرح الحرب ككل نشاهد المايسترو الأمريكي وهو يدير الأطراف ويحرك الدمى في المنطقة وأقصد هنا تركيا وإسرائيل أيضاً تشكل دمية ،رغم أن أمريكا باتت تمثل ولاية جديدة إنضمت للكيان الصهيوني كما قال الدكتور بشار الجعفري عندما تحدث عن ضم الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني، لابل الحقيقة أن ترامب نفسه يريد أن ينضم إلى هذا الكيان”.

بمعنى واضح في إطار المسرح الكلي هناك عدوان متكامل من الشمال التركي ومن الشرق الأمريكي ومن الشمال الشرقي الأدوات الأمريكية البديلة ممثلة بقسد ومن الغرب الحصار الٌإقتصادي عبر إغلاق المعابر والمنافذ البحرية في الإتجاه الإقتصادي السوري ، من الجنوب الكيان الصهيوني. نعم هم يصعدون تمام أن الوقت قد حان للإنتقال إلى العملية الدفاعية الإستراتيجية السورية بإتجاه منطقة إدلب وأدرك التركي من تصريحات السيد بوتين والسيد لافروف أن سوريا لن تنظر كثيراً من أجل تجفيف الإرهاب والقضاء عليه في الشمال السوري، وحتى الأروبي الذي أرسل ما يزيد عن 100 الف إرهابي إلى سوريا وهم موجودون في إدلب، أدرك الجميع أن سوريا مصّرة على إستعادة جميع هذه الجغرافيا.

وبخصوص توسع المواجهات قال اللواء عباس “المواجهة حالياً قائمة بين الجيش العربي السوري والقوات التركية البديلة ولذا هم إستخدموا الكيماوي في هذه المنطقة لمنع قيام عمل عسكري والذي ليس بعيداً حدوثه، المواجهة قائمة ومستمرة وإستخدام الكيماوي من خلال فبركة كيماوية جديدة أراد منه التركي إعاقة تحرك القوات السورية نحو تحرير إدلب من خلال إيحاء العالم أن حرباً كيماوية وقعت في سورية ليتدخل المجتمع الدولي والعالم الحر وإتهام الدولة السورية أنها من تقف ورائه”.

وتابع “وأن الدولة السورية هي من ردت على هذه المجموعات بإستخدام الكيماوي مرة أخرى وبالتالي ربما نشهد قتل عدة مئات أو عدة آلاف من أهلنا في إدلب لإتهام سوريا وبالتالي نحن أمام فبركة مستقبلية وأمام عدوان يحضر له حالياً بشكل واسع”.

وأضاف اللواء عباس “لابد من التنويه إلى مسألة هامة وهو تعدد الجبهات المفتوحة على سورية والتي تقودها الولايات المتحدة، يقصد بها الإغراق في الإحداث بما يجعل متخذ القرار السوري في حالة إرتباك في البحث عن الجهد الرئيسي للدفاع، هل نحو إدلب، أم الإتجاه نحو شمال شرق سورية، أم التوجه شرقاً للقضاء على هذا المسخ شمال شرق سورية وهو بديل عن “داعش” ، أم لمعالجة التحدي الذي تطرحه قسد التي تطالب بالإعتراف بإدارة ذاتية بعد زعمها القضاء على تنظيم “داعش الإرهابي” ، أم هذا الكائن الذي مازال قائماً في التنف ومصّر على وجود الإرهاب في محيط مخيم الركبان أم أن العدوان الذي يفتعله الأمريكي في مسألة منح الشرعية للكيان الصهيوني بضم الجولان العربي السوري المحتل، وهذه تحديات خطيرة يضاف إليها تحدي الحصار الإقتصادي، ولكن الدولة السورية بإاردة شعبنا وبالإرادة الوطنية والقيادة الحكيمة وبدعم حلفائنا أعتقد أننا نعرف تماماً إتجاه البوصلة، ونعرف تماماً كيف يجب إتخاذ القرارات”.

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم / سبوتنك