الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

«جهاز تعقب في ثيابي».. هكذا تراقب «آبل» و«جوجل» كل تحركاتك

«جهاز تعقب في ثيابي».. هكذا تراقب «آبل» و«جوجل» كل تحركاتك

شام تايمز

يبدو أن أقل الأولويات في حياة البشر في عصرنا الحديث هي الخصوصية. فالضريبة التي يدفعها كل إنسان في مقابل الاستفادة من كل هذا التقدم التكنولوجي تتمثل ببساطة في «انتهاك خصوصيته» بأشكال ولأغراض متنوعة، بدءًا من الأماكن التي تزورها وصولًا إلى ما تتحدث به.

شام تايمز

سنأخذ هذا المثال: هناك ميزة غير معروفة مضمنة في جهاز «الأيفون» الخاص بك، وتحافظ على سجل كل مكان ذهبت إليه، بل وحتى عدد المرات التي كنت فيها بهذا المكان. تتواجد قائمة «المواقع المهمة» هذه في إعدادات هاتفك، لكن من الصعب عليك العثور عليها، سواء أردت أم لا.

«آبل» تعرف عنك أكثر مما تعتقد

تتعقب شركة «آبل» كل مكان كنت فيه وعدد مرات الزيارة والوقت الذي زرته فيه، وتقوم بتخزين هذه المعلومات. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقط، بل هناك تفاصيل أكثر مما تعتقد. يقوم جهاز «الأيفون» الخاص بك بتجميع المواقع الخاصة بعنوان معين، ويحدد المسارات عند مغادرتك من هناك، ويسجل حتى المدة التي استغرقتها للوصول إلى هذا المكان، ويحفظ وسيلة النقل التي استخدمتها في الوصول.

ووفقًا للشركة يجري الاحتفاظ بالقائمة «لمعرفة الأماكن التي تهمك»، على حد تعبيرها. و«آبل» ليست وحدها التي تتبع هذا الكم من بيانات الموقع. إذ إن «جوجل» تفعل ذلك أيضًا، من خلال قائمة «سجل المواقع» الموجودة في حسابك.

وتقول «آبل» على موقعها على الإنترنت: «هذه البيانات مشفرة ومخزنة فقط على جهازك، ولن تتم مشاركتها دون موافقتك». وأضافت «تستخدم هذه البيانات لتزويدك بخدمات مخصصة، مثل إرشادات حركة المرور التنبؤية، وبناء صور ذكريات Photos Memories أفضل».

يمكنك إلغاء هذه الخاصية

ولكن إذا لم تعد ترغب في تشغيل خاصية «المواقع المهمة»، فإليك طريقة إيقاف السجل وحذفه من جهاز «آيفون» الخاص بك:

أولًا، توجه إلى تطبيق «الإعدادات settings»، واختر علامة التبويب «الخصوصية (privacy)». انقر على الخيار الأول «خدمات الموقع (Location Services)». انزل لأسفل، ستجد قائمة بكل تطبيق على جهاز الأيفون الخاص بك، ونوع الوصول لكل تطبيق منها لبيانات موقعك.

لكن تخطي ذلك، وانتقل إلى أسفل الصفحة، حيث ستجد «خدمات النظام (System Services)». ستجد هناك قائمة كاملة بخدمات أبل المضمنة التي منحتها حق الوصول إلى بيانات موقعك. قد تلاحظ أنك منحت حق وصول أكثر شمولًا مما كنت تعتقد.

تحتاج بعض هذه الخيارات إلى موقعك للاستخدام اليومي، مثل خاصية «Find My iPhone» و«مشاركة الموقع (location sharing)». ولكن في أسفل هذه القائمة، هناك علامة تبويب تسمى «المواقع المهمة Significant Locations)»، والتي تتطلب الوصول إلى كلمة المرور أو بصمة الإصبع أو معرف الوجه.

ستجد تاريخًا شاملًا لمكان وجود جهاز الأيفون الخاص بك. وتفرز هذه القائمة حسب المدينة، وتحت كل منها يمكنك العثور على مزيد من المعلومات المحددة: عناوين الأماكن التي زرتها، وعدد المرات التي كنت فيها، والتواريخ المحددة والأوقات التي كنت فيها بهذه الأماكن، وكم من الوقت قضيت هناك. ستلاحظ أنها كمية كبيرة من البيانات. قبل إيقاف تشغيل الميزة تمامًا، لا تنس مسح السجل المحفوظ على هاتفك. خيار «محو السجل (Clear History)» موجود في أسفل القائمة.

أخيرًا، يمكنك إيقاف تشغيل قائمة الميزات عن طريق التبديل بين الخيار في أعلى الصفحة. ربما لا يزال بإمكان «آبل» الوصول إلى مجموعة كبيرة من بياناتك، ولكن على الأقل يمكنك منعها من تجميع قائمة مفصلة بكل مكان في أي وقت مضى!

«أندرويد» أم «iOS»؟

إذا قمت بتشغيل «iPhone X» إلى جانب «Galaxy Note»، قد لا تعتقد أن هناك الكثير من الفروقات للاختيار بين نظام «أندرويد» و«iOS». كلاهما يوفر نفس التطبيقات، يعملان على نفس أنواع الشبكات، لهما أساليب متشابهة للإشعارات والإعدادات السريعة.

حتى هذه المرحلة ربما تكون راضيًا عن اختيارك لنظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بك ولاتزال متمسكًا به دون رغبة في التنازل عنه. هل هناك حقا أي سبب للتبديل؟ حسنًا، نعم، ربما لا يزال هناك عدد قليل!

ربما يكون نظام «أندرويد» من جوجل، ونظام «iOS» من «آبل»، قد استعارا ما يكفي من الميزات من بعضهما البعض على مر السنين لجعل الاختلافات الظاهرية بينهما ليست كبيرة. ولكن عبر التنقيب أكثر ستحصل على أمور أساسية تختلف بها منصة «آبل» للهاتف المحمول عن «جوجل»، أهمها الخصوصية.

«آبل» تحترم خصوصيتك

على مدار الأعوام القليلة الماضية، حرصت شركة أبل على التحدث عن مزايا خصوصية المستخدم داخل نظام التشغيل «iOS». يقوم هذا النظام بإرسال القليل من بياناتك إلى الخدمات السحابية التابعة للشركة، ويجري تخزين الكثير منها بشكل آمن على جهازك، إذ لا ترغب أبل في جمع أكبر قدر ممكن من البيانات عنك في المقام الأول، وفقًا لتصريحات الشركة.

يمكنك قراءة سياسة خصوصية «آبل» بالكامل. ستلاحظ أنه يجري تجميع الكثير من البيانات التي ترسل إلى «آبل»، بما في ذلك استعلامات البحث ومواقع الخريطة، ولكن ليس كل البيانات ترسل للشركة. إذا كنت تستخدم خاصية «Find My iPhone»، على سبيل المثال، تحتاج الشركة إلى معرفة من أنت وأين يوجد هاتفك حتى تساعدك في الوصول إليه.

يطلق على هذه الخاصية المميزة في أبل رسميًا اسم «الخصوصية التفاضلية Differential Privacy»، حيث تخلط البيانات التي تجمعها «آبل» حول مستخدميها حتى لا تتمكن من تحديد هوية الأشخاص. وهذا يعني أننا «نرى أنماطًا عامة، بدلًا عن التفاصيل التي يمكن تتبعها للوصول إليك»، حسب ما ذكرت شركة «آبل».

«جوجل» تجمع أكبر قدر من البيانات

على النقيض من ذلك، فإن «جوجل» تحب أن تمتص أكبر قدر ممكن من المعلومات الشخصية الخاصة بك لإنشاء المزيد من الخدمات الشخصية. هي ترى الكثير من التفاصيل الخاصة بك، وهو ما ستجده إذا قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بالشركة، ولا تنس أيضًا إلقاء نظرة على سياسة خصوصية شركة «سامسونج» أو «LG».

بالطبع، السؤال عن مقدار البيانات التي تجمعها الشركة، تلك البيانات التي يمكن ربطها بك شخصيًا، هو سؤال منفصل قليلًا عن كيفية استخدام هذه البيانات. ستقول «جوجل» إنها تستخدم جميع المعلومات التي تجمعها بطريقة مسؤولة ومفيدة، وهو شيء قد لا تثق فيه، ولا يمكننا قبوله بهذه الصيغة المريبة.

«نقوم بجمع المعلومات لتقديم خدمات أفضل لجميع مستخدمينا -بدءًا من معرفة الأشياء الأساسية مثل اللغة التي تتحدث بها، إلى الأشياء الأكثر تعقيدًا مثل الإعلانات التي ستجدها أكثر فائدة، والأشخاص الذين يمثلون أهمية أكبر لك عبر الإنترنت، أو أي فيديو يوتيوب مناسب لك»، هكذا تذكر جوجل نصًا في سياسة الخصوصية الخاصة بها.

بمعنى آخر، إنها تعرفك بشكل أفضل، وتساعد تطبيق «Google Assistant» على معرفة ما تحتاج إليه أو تساعد محرك بحث جوجل في تقديم المزيد من النتائج ذات الصلة. هل تستحق هذه الفوائد التي تقدمها الشركة لك مقايضة خصوصيتك مقابلها؟ هذا الأمر راجع كليًا إليك.

لا شك أن «آبل» أقل اهتمامًا بتوصيف مستخدميها وتقديم الإعلانات لهم، كما أنها مهتمة بدرجة أكبر بخصوصية المستخدم. وتعترف «جوجل» بأنها تجمع مزيدًا من البيانات، لكنها تعد بالحذر في استخدامها، لذا فإن الأمر يرجع في النهاية إلى مدى ثقتك بشركات التكنولوجيا العملاقة هذه، لتحدد فيما إذا كنت أكثر راحة في استخدام نظام «iOS» أو «أندرويد» على هاتفك.

ساسة بوست

شام تايمز
شام تايمز