الأربعاء , أبريل 24 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هذا ما يخشاه ترامب من هواتف الصين الذكية!

هذا ما يخشاه ترامب من هواتف الصين الذكية!

عبد الله محمد

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب في تغريدة بتوفير الجيل السادس من الانترنت في الولايات المتحدة “بأسرع وقت ممكن”. هذه التغريدة ليست عبثية هذه المرة، بل تعكس الكثير من حقيقة ما يجري في كواليس الصراع التقني ما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، كما وازداد في الآونة الأخيرة، التوتر السياسي بين البلدين على خلفية اتخاذ قرار أميركي بمنع شركة “هواوي” الصينية العملاقة بتهم احتيال و”عرقلة سير العدالة”والارتباط بالأجهزة العسكرية والأمنية الصينية.

في 21 شباط/ فبراير الماضي، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة أخرى من تغريداته التي تجرّ خلفها سيلًا من التعليقات الطريفة والساخرة!

طالب ترامب بتوفير الجيل السادس من الانترنت في الولايات المتحدة “بأسرع وقت ممكن”، داعيا الشركات الأميركية إلى الإسراع في تحقيق ذلك.

ولمن لا يعلم، فإن دول العالم المتقدمة لا تزال في صدد تطوير الجيل الخامس بهدف إدخاله إلى منظومات الإتصال بحلول العام 2020، في سياق الثورة التكنولوجية المقبلة التي تُعرف باسم “إنترنت الأشياء”. في حين لا يزال من المبكر الحديث عن الأجيال اللاحقة لكون الجيل الخامس بحد ذاته هو ذروة ما وصلت إليه التكنولوجيا عالميًا.

في العادة، يظهر جيل جديد من الاتصالات كل عقد من الزمن. وحالياً لا تزال العديد من دول العالم تستخدم الجيل الثالث بالرغم من أن الجيل الرابع دخل حيّز الخدمة منذ العام 2012 بعد استغراق تطويره عشرة أعوام تقريباً.

ويتطلب إدخال أي جيل جديد إلى أي دولة توافر بنية تحتية قادرة على تلبية الخدمة، وهو ما تفتقده معظم الدول الفقيرة في العالم.

غير أن تغريدة ترامب “المستغربة” ليست عبثية هذه المرة، بل هي تعكس الكثير من حقيقة ما يجري في كواليس الصراع التقني ما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.

ففي الآونة الأخيرة، ازداد التوتر السياسي بين البلدين على خلفية اتخاذ قرار أميركي بمنع شركة “هواوي” الصينية العملاقة بتهم احتيال و”عرقلة سير العدالة” و الارتباط بالأجهزة العسكرية والأمنية الصينية.

ويبدو واضحاً من طبيعة ونمط الاتهامات الأميركية أن القضية ترتبط بما هو مختلف تماماً عن أي نشاط غير قانوني، فالشركة المعروفة عالمياً باتت تنافس بقوة كبرى الشركات المصنّعة للهواتف الذكية.

ولفهم طبيعة الخلاف بين الطرفين، لا بد من شرح ما يعنيه الجيل الخامس من الإتصالات.

في المبدأ، يتميز الجيل الخامس من الاتصالات باعتماده على تقنية تربط ما بين جميع الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية عبر “بروتوكول” معين. بكلمات أخرى، تتيح لنا هذه التقنية بالتحكم بكافة تفاصيل حياتنا عبر أوامر تلقائية تصدر عن الاجهزة من المحمول إلى اجهزة التكييف والسيارات الذكية. وبطبيعة الحال فإن سرعة هذه التقنية تفوق بأضعاف المألوف حتى الساعة، وقد يناهز 20 جيغابايت من البيانات في الثانية الواحدة. أي انه سيكون بإمكانك تحميل فيلمًا سينمائيًا عالي الجودة في ثانية واحدة. هذه السرعة تسمح لجميع الأجهزة الذكية بنقل وتلقي الأوامر بسلاسة وتحمل كم ضخم من الأوامر وانجاز الكثير من العمليات في آن.

ولأن نظام الاتصال في المستقبل سيعني تداخل مليارات الاجهزة، فالتركيز حالياً هو على كيفية تأمين الاتصال، وهذه أهم الآثار السلبية الناجمة عن تطوير الجيل الخامس.

فنحن نتحدث عن مستقبل يقوم بالكامل على الأجهزة الذكية في المدارس والمنازل والمستشفيات والشوارع والمصانع وجميع القطاعات، ما يعني أن أي عملية اختراق للمنظومة من شأنها التسبب بكوارث حقيقية. وقد بدأ بعض الباحثون في الغرب بتوقع شكل وحجم المخاطر والتهديدات التي سيفرزها الجيل الخامس للإتصالات.

وهذا ما يفسر كلام قادة الجيوش والاجهزة الأمنية في الدول المتقدمة عن الحروب السيبيرانية، باعتبارها باتت اخطر من الحروب التقليدية وأضرارها.

وتُعدّ الصين رائدة في تطوير الجيل الخامس. وشركة “هواووي” هي إحدى الشركات التي تقود بسرعة الأبحاث في هذا المجال، ما يعني أنها ببساطة تمتلك مفاتيح التحكم بالمستقبل. وهذا هو السبب الذي دفع ترامب إلى إطلاق تغريدته حول ضرورة الاسراع في تطوير الجيل السادس!

ويقدّر الخبراء حجم هذه الصناعة التقنية بـ 123 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، ما يعني أنها باتت في مصاف الصناعات العالمية الأخرى كالنفط، بل لعلها أهم منه على المدى الزمني البعيد.

حتى الساعة، تدافع شركة “هواووي” عن نفسها إزاء جميع الاتهامات الأميركية لها باختراق القوانين، مدعومة بالحكومة الصينية التي تسير قدُما في كسر هيمنة القطب الواحد على إقتصاد العالم، و إن كان أسلوبها في المواجهة لا يرقى إلى حجم صراخ ترامب.
الميادين