السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

طبول الحرب تقرع… الصدام آت..

طبول الحرب تقرع… الصدام آت..

شام تايمز

مجموعة موضوعات أرخت بثقلها على المشهد الحالي:

شام تايمز

١. إدراج الحرس الثّوري الإيراني على قوائمِ الإرهاب الأميركيّة ثمّ الرّد عليه بضم الجيش الأميركي في غرب آسيا إلى لائحة «إرهاب إيرانيّة»، وما سيتبعُ هذا الإجراء.

٢. فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بولاية خامسة ما يُعد إنجازاً له، وعلى الهامش تربّعَ اليمين الإسرائيلي على العرش السّياسي ، مع ما يحمله ذلك من ترجمات نافرة في السّياسة سيأتي تفسيرها في الميدان لاحقاً.

٣. كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله خلال يوم «الجريح»، الذي أعدّه مراقبون «مأسسة لـشكل المواجهة القادمة» في المنطقة.

للمرّة الأولى منذ الهجمة الأميركيّة على الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وحزب الله، يخرج السيّد حسن نصرالله بخطاب عالي النبرة خلى من القفّازات. تحدّث عن «الخيارات المفتوحة التي لن تكون محصورة في الاستنكار»، وكان واضحاً في ما يصبو إليه حين لجأ إلى خطاب عسكري بامتياز ضمّنه تهديدات مبطّنة فيها شيء كبير من الوضوح، وقد حدّده في حال لجأت الولايات المتّحدة أو إسرائيل إلى أي مواجهة أو اعتداء.

نصرالله انطلقَ من كلامه، من جملة معطيات مستجدّة أرخت بثقلها على الساحة، بدأت من ضم الجولان إلى حدودِ إسرائيل المصطنعة، وقد لا تنتهي بالتبدّلات والتغيّرات التي دخلت على خرائط سياسيّة في المنطقة خلال الأسبوعين الأخيرين.

طبائع المواجهة التي لمحّ إليها نصرالله، كانت خرجت أوّلاً عن لسان وزير الخارجيّة الأميركيّة مايك بومبيو، الذي لم يخفِ خلال حديثه أمس الأوّل، وجود علامات لديه تدل إلى حساسية الوضع بين إسرائيل وحزب الله، محاولاً التأسيس إلى تبريرات بالاعتداء على شكل استدعاء وجود الحرس الثوري في بيروت، من دون ذكر أي أدلّة.. من هنا، يمكن تلمّس الأسباب التي دفعت نصرالله للخوض بخطاب «تعبوي – حربي» من الدرجة الأولى.

فوز نتنياهو في ولاية جديدة حتّم اتخاذ طابع متشدّد، وهذا واضح إذا ما جرى الأخذ بالمواقف السياسيّة التي أعلنها الأخير قبل الانتخابات والسياق الذي اتبعه، واوحى أنّه يسير في مشروع «صفقة القرن» وضم الأراضي التي تحتلها إسرائيل. وللعلم، فإنّ الأخير فازَ على ظهر رتل من «الشاحنات اليمينيّة» التي اقتحمت صناديق الاقتراع.

لكن أكثر من يعطي لمحة عن طبائع التشدّد التي تتكوّن في المنطقة، هو إدراج واشنطن الحرس الثوري الايراني على قوائم الإرهاب ورد الأخير بإدراج الجيش الأميركي المتواجد في منطقة غرب آسيا على لائحة الإرهاب، ما يعنيه هذا من تحوّل قد يخلط الأوراق على الأرض.

وليس سرّاً، أنّ الحرس الثّوري الإيراني، دخلَ في «تفاهمات مرعيّة من أطراف أخرى» في مناطق وجوده في سوريا والعراق مثلاً من خلال الأذرع الحليفة له، وهذه التفاهمات التي انطوت على مصالحٍ مشتركة، أدّت إلى إبعادِ الاحتكاكات قدر الإمكان بين الحركات المسلّحة المتحالفة مع الحرس، وبين الجيش الأميركي، إلى حدودِ الصفر، وقد تخلّلَ ذلك تقاسم حدود مناطق السيطرة و الدوريات، من دون أنّ تنسحب «التفاهمات» إلى أبعد من حدود الترتيبات الميدانيّة التي ترعى سلامة العسكر.

خلالَ هذه الفترة ، تجنّب الطرفان حصول أي احتكاك مباشر أم غير مباشر بينهما خشية أنّ يتحوّل إلى مواجهةٍ غير محدودة، وعلى ما تؤكّد المعلومات، جرى إحترام التموضعات بصفتها أمراً واقعاً، وقد خلقَ هذا الأمر نوعاً من أنواع التوازن بالنسبة إلى الإيرانيين الذين استخدموا مناطق وجودهم كنوع من انواع الورق الرابح.

أمّا وبعد الإعلان الأميركي الصريح الذي جعلَ من «الحرس» فرقة إرهابيّة، مع ما يعنيه ذلك من أضرارٍ قد تلحق به، تبدو التفاهمات المعقودة بشكل غير مباشر و المرعيّة من اطراف اخرى، اكثر من ستتحمّل تبعات القرار الأميركي، بحيث يصبح الإيراني في حلٍ من أي اتفاقات موضوعيّة، إنّ في سوريا والعراق أو أفغانستان أو غيرها، ما قد يرشّح قواعد الاشتباك المعمول بها حالياً للتبدل.

وفي هذا السّياق، بدا لافتاً ما حصل قرب العاصمة الأفغانيّة «كابول» قبل أيّام، إذ إنفجرت عبوة ناسفة بدوريّة أميركيّة ذهب ضحيتها 3 جنود أميركيين. ما يحمل على الانتباه، ان التفجير اتى بعد ساعات من الإعلان الأميركي، ثم أنّه وقع قرب قاعدة جويّة تُعد من أكثر القواعد تحصيناً، كذلك اتى بعد فترة هدوء طويلة عاشتها العاصمة الأفغانيّة.

وعلى قدرٍ من الأهمية، حضرت في السّاعاتِ الماضية معلومات تشيرُ إلى قرار أبلغه الإيرانيّون إلى الطرف الراعي قضى بتجميد العمل بتلك التّفاهمات، ترافق مع معلومات دلّت إلى حصول إعادة تموضع عسكري في منطقة البادية السوريّة، نفذته قوات «فاطميّون»، التي تتألف من نخبة مقاتلين أفغان شيعة مدعومين من الحرس الثوري، علماً أنّ منطقة البادية التي تمتد إلى حدود العراق، تتواجد فيها قاعدة أميركيّة أساسيّة في «التنف».

على هذا النحو، يمكنُ قراءة أنماط من التشدّد السّاخن تلوح بأفق المنطقة تبنى على زيادة قيمة الضغوطات الأميركيّة.

ليبانون ديبايت – عبدالله قمح

شام تايمز
شام تايمز