الخميس , أبريل 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

نارام سرجون:مايطلبه الجمهور الاسرائيلي .. خلاخيل في أرجل راقصات الموساد

نارام سرجون:مايطلبه الجمهور الاسرائيلي .. خلاخيل في أرجل راقصات الموساد

نارام سرجون

الفلاحون بفطرتهم عندما تتعثر ابقارهم وتقع يبادرون الى ذبحها قبل ان تنفق وتموت .. وهذا المبدأ ينطبق على كل مشروع يقوم به الانسان .. ولكن عندما تصبح البقرة مقدسة فانها وان أصابها المرض والجرب تبقى تجوب الشوارع وتأكل من الحدائق كما هي ابقار الهند .. حيث يصبح الانسان تابعا للأبقار ومصيره مرتبطا بها ..ويقدم لها القرابين ..كما هي الثورة السورية وثيرانها ..

وعندما تغيب عن انسان زمنا وتعود اليه تلاحظ كم هو تغير.. فشعره الأبيض ينبئك ان أيامه السابقة احترقت وان عقله قد نضج بلهيب الحرائق في أيامه .. كما ان الشيب يكسبه وقارا .. واذا كان عليلا عندما تركته آخر مرة تدهش وتسرّ ان بدا صحيحا .. وتحمد الله على سلامته ..

ولكن حالي مع المعارضين السوريين ليس فيه شيء من هذا .. فبعد ان غبت عنهم فترة وظننت انهم ذبحوا ابقارهم الجرباء وتخلصوا منها.. وتركتهم يلعقون جراحهم ظننت ان روح العقل والمنطق والمراجعات هي التي ستجعلهم أكثر وقارا وستشعل الذوائب فيهم شيبا ووقارا وسيتركون تقديس الابقار .. وسأرى وجوها عليها التعافي من بعد تلك الحمى والهذيان الذي عانوه ..

وهاأنذا أبشركم أيها السوريون ان المعارضة لم تتغير ولم يبد عليها أي علامة من علامات اليقظة والنهوض من التخدير .. ولاتزال الابقار الجرباء تتجول في شوارع الثورة ولم يتم التخلص منها بل تجري عملية تدويرها واسناد ادوار مختلفة لها .. فالثوار لم يتعلموا والبعض صار يبحث في ملفاته القديمة عن أوراق صفراء يعيد كتابتها ليسترزق منها .. ويستحيل على هؤلاء ان يقوموا بمراجعة عقلانية ونقدية لما حدث .. وأستطيع الان ان أنام ملء جفوني مطمئنا ان هؤلاء لايمكن ان يحقنوا الا الفشل في عروق اي مشروع او فكرة .. فما نجده عناد أجوف واعادة استعمال لنفس العبارات القديمة ولكل منتجات الجاسوس الاسرائيلي عزمي بشارة القديمة واتكاء على غفلة الجمهور المعارض وغيبوبته المطلقة وتجاهل ملفت للنظر للجمهور الذي نبذهم والذي كان معهم وارتد عنهم .. وكأنهم مصابون بتراجع الحواس .. فهم لا يرون ولايسمعون ولايعقلون .. وجلودهم لاتحس بالوخز واللهيب الذي يشويها .. وأنوفهم لاتشم رائحة لحومهم التي تحترق وتشوى .. عندما تنظرون الى المعارضة سترون ماترونه في وجوه العجائز الذين يشدون وجوههم ويلونون ويضبغون اشعارهم بالوان الشباب الزاهية ..
فقد قررت منذ أيام ان أقوم بمغامرة للنوايا الحسنة وقمت بزيارة لكتابات بعض المعارضين الذين توقفت عن متابعتهم منذ زمن طويل لأنني وجدت ان عملية قراءتهم لاتجدي لانها عملية ارهاق للعقل وسباحة في الفراغ .. فكتاباتهم تكرار ببغائي لتغريدات افيخاي ادرعي .. فلامنطق ولاوطنية ولاشيء سوى التوحش في الرأي والهمجية في التفكيروالخيانة ..

ووجدت بعد رحلتي الشاقة من زيارة مايكتبه المعارضون ان من السذاجة ان تفكر بنوابا حسنة وان تظن للحظة ان هؤلاء سيشمون رائحة لحومهم التي يتم توزيعها بين ذئاب الدول .. فما يكتبونه يستحق ان يطلق عليه (مايطلبه الجمهور الإسرائيلي) .. فما قرأت أثبت انني كنت على صواب منذ اللحظة الأولى التي أصدرت قراري وحكمي على انهم مراهقون وغوغاء وانهم السبب الحقيقي في انهيار مشروع مايسمى الثورة .. ورغم انني أنحني للجيش السوري والشهداء الكرام الذين أسقطوا هذه الثورة التي جلبت العار على الشعب السوري فانني أعترف اننا كنا محظوظين ان هؤلاء المعارضين هم من كانوا أعقل مافي في الثورة والمحنكين والمثقفين الذين ينطقون باسمها .. فهؤلاء هم أكبر هدية تلقيناها من الأقدار كي نساعد الرصاص على ان يفتك بالغزاة والهمج والمتخلفين ..

فالاسد لايزال في توصيفات غليون وبقية قطيع الأبقار السائبة هو من قتل رفيق الحريري خوفا منه .. والاسد هو من اعتدى على السعودية وأهانها دون سبب بحكابة أنصاف الرجال رغم ان السعودية كانت تطعم شعبه وتدافع عن العروبة .. والاسد هو من حمل السلاح ضد شعبه المسكين الثائر سلميا والحالم بالحرية والذي لم يحمل سكينا .. والاسد هو من اعتدى على تركيا ورفض أخوة اردوغان ونصائحه وعروضه السخية والمتوسلة لانهاء الازمة .. .. والاسد هو من استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه ملايين المرات .. بل انه هو من عسكر الثورة وأطلق عتاة الاسلاميين الذين أكلوا الثورة الطيبة ..وانه تسبب في ارتفاع الاسعار وافقار البلاد وارتفاع الدولار .وأزمة الوقود .. أما ماتفعله اميريكا واسرائيل وتركيا والسعودية للشعب فهو مجرد محاولة للمساعدة !!!ولابعاد المعاناة عن السوريين .. وووو

ولم يتغير شيء في لغة فيصل القاسم فهو بذيء وقليل الادب وسوقي ولايقدر على ان يرتقي بنفسه .. فكلما خرج من بؤرة القذارة التي يستحم بها انزلقت قدماه وغاص من جديد في القذارة والسوقية والمفردات البذيئة والكوميديا التهريجية ..

هذه الزيارة الخاطفة لكتابات الثورة جعلتني مطمئنا ان الابقار لاتزال تقود عربة الثورة الآن كما السابق بل ان بعضها تركب عربة الثورة .. فان كان هناك من أمنية نتمناها فهي ان لايغيب القطيع عن المشهد وعن الوعظ والتنظير والتخطيط والقيادة.. وألا تخرج وجوه اكثر دهاء وذكاء وحنكة… فيصبح لزاما علينا ان نقلق ونحتاط لاننا سنبارز محترفين في الخطاب والحديث والاتصال مع الناس.. ولكن طالما ان الفريق العبقري من جهابذة الحرية والديمقراطية والكرامة هو الذي لايزال يتولى عملية مصارعة طواحين الهواء ويتولى قيادة المعركة الفكرية والنفسية فانني سأغمض عيوني وانام ملء جفوني وأبتسم وأشكر الله على نعمه .. وأهم نعمة هي انه “سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين” .. وعندها سأقف في طابور البنزين وأتحدث مع الناس الذين تسبب غليون وأمثاله في طوابيرهم على كل شيء .. وسأتحدث مع عمال محطات الوقود .. لأن الحديث مع عمال مجطات الوقود أكثر فائدة من قراءة نظريات ثورية صدئة وآراء متخمرة في مستودعات السوربون.ومستودعات قطر والسعودية واستانبول وتل ابيب .. ثبت للعالم كله انهم شيء رخيص للغاية .. وشيء فاشل للغاية .. وطبول مجوفة .. ودربكات .. وخلاخيل في ارجل راقصات الموساد ..