السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل تتحوّل الحرب التجاريّة بين الصين و أمريكا إلى عسكريّةٍ مُباشرةٍ أو بالوِكالة؟

هل تتحوّل الحرب التجاريّة بين الصين و أمريكا إلى عسكريّةٍ مُباشرةٍ أو بالوِكالة؟

شام تايمز

الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب سيدخُل التّاريخ على أنّه أكثر القادة غرامًا بالحُروب، وزيادة حدّة التوتّر وعدم الاستقرار في العالم، فهو يُرسِل حاملات الطائرات إلى منطقة الخليج تمهيدًا لحربٍ مع إيران، لكن حربه التجاريّة التي يشنّها على الصين حاليًّا دخلت مرحلةً جديّةً انعكست إرهاصاتها اليوم الخميس على شكلِ انخفاضاتٍ كبيرةٍ في أسواق المال العالميّة، حيثُ خسرت بورصة هونغ كونغ 2 بالمِئة من قيمة أسهمها، أمّا شنغهاي المُجاورة فخسِرت 1 بالمئة، ولحِقت بهما بورصات لندن وفرانكفورت وباريس ونيويورك، وإن بدرجاتٍ أقل.
الرئيس الأمريكيّ اتّهم الصّين بعدم الالتزام بالاتّفاقات المُوقّعة، وهدّد بفرض رسومٍ تصِل إلى 25 بالمئة على واردات بلاده من سلعٍ صينيّةٍ تصِل قيمتها إلى حواليّ 200 مليار دولار، وقال في تجمّعٍ انتخابيٍّ لأنصار حزبه أن الصين “تسرق وظائفنا”، وتفرِض إجراءات حمائيّة من بينها دعم شركاتها الحكوميّة، وتخفيض عُملتها “اليوان” من أجل تحفيز الصّادرات.
المُتحدّث باسم وزارة التجارة الصينيّة غاو فينغ سخِر من هذه الاتّهامات، وأكّد التزام بلاده بكُل الاتّفاقات، وقال إنّ بلاده لن تستسلم في مُواجهة هذا الابتِزاز الأمريكيّ.
ليو هي، نائب رئيس الوزراء الصينيّ، والمُقرّب من الزعيم شي جين بينغ، وصل اليوم إلى واشنطن لعقد مُفاوضاتٍ مع نُظرائه الأمريكيين تنتهي غدًا الجمعة، مُفنّدًا شائعات عن عزمه إلغاء هذه الزّيارة بسبب تصريحات ترامب الاستفزازيّة، ومُؤكّدًا أن بلاده ما زالت تُؤمِن بالحِوار للتوصّل إلى تسويةٍ، ولكنّها لن ترضخ للابتِزاز الأمريكيّ.
أجواء تشاؤميّة تسود الأسواق الماليّة حول إمكانيّة التوصّل إلى اتّفاق يمنع حُدوث فوضى وانهيارات ربّما تتواضع أمامها تلك التي حدَثت عام 2008، ولذلك يحبِس الجميع أنفاسه انتظارًا لما يُمكن أن يحدُث اليوم أو غدًا من نتائجٍ للمُفاوضات.
ما يُقلق الولايات المتحدة ورئيسها أن الصين تسير بسُرعةٍ غير مُتوقّعةٍ لاحتلال منصب القُوّة الاقتصاديّة الأعظم في الوقت الراهن، وإزاحة أمريكا من عرشها الذي تربّعت عليه طِوال السّنوات الثّمانين الماضية، أيّ مُنذ الحرب العالميّة الثانية.
تزايُد هذ القلق الأمريكيّ وبلغ ذروته عندما استضافت الصّين قمّة “طريق الحرير” الاقتصاديّة الشهر الماضي وشارك فيها العديد من زُعماء العالم، وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومُمثّلو مِئتيّ شركة ومؤسّسة عالميّة، وتمخّضت عن اتّفاقات ضخمة لدعم البُنى التحتيّة في أكثر من 150 دولةٍ في العالم بدعم رؤوس الأموال والخبرات الصينيّة، خاصّةً في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبيّة.
ترامب يخشى أيضًا من دعم الصّين لإيران وكوريا الشماليّة وبرامج البلدين الصاروخيّة والنوويّة، فقد رفضت القِيادة الصينيّة العُقوبات المفروضة على إيران، وأكّدت المُضي قُدمًا في استيراد حواليّ 600 ألف برميل من النّفط الإيراني يوميًّا، في تحدٍّ لهذهِ العُقوبات.
أنظار العالم تتّجه إلى المُحادثات التي بدأت ظُهر اليوم في واشنطن بين العِملاقين الأمريكيّ والصينيّ، فنجاحها يعني تجميد الحرب التجاريّة وتطويق آثارها ولو مُؤقّتًا، أمّا انهيارها فلن ينعكِس انهيارًا في أسواق المال بل ربّما حُروبًا اقتصاديّةً أو عسكريّةً مُباشرةً أو بالوكالة بين الجانبين، ربّما تكون إيران وكوريا الشماليّة من بين ميادينها.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز