السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

مسلسل “هوا أصفر” والخلطة “السحرية” لنجاح الدراما المشتركة

مسلسل “هوا أصفر” والخلطة “السحرية” لنجاح الدراما المشتركة

شام تايمز

بسلاسة مطلقة، ودون أي تكلف أو مبالغة، نجح مسلسل “هوا أصفر” في سرد حكاياته والانتقال بين مكانين وبيئتين مختلفتين (سوريا ولبنان)، في وقت نجح فيه أبطال العمل في أداء الشخصيات بإتقان وحرفية عالية.

شام تايمز

مزيج بين الشخصية الصلبة القوية، والأنثى بمشاعرها وجمالها وأناقتها، تمكنت سلاف فواخرجي من رسم ملامح شخصية “شغف”، السورية المتزوجة من رجل أعمال لبناني يملك نسبة في “كازينو”، تعرض لمحاولة قتل عبر إحراق مستودع يملكه وهو بداخله، لتدخل “شغف” صراعاً مع قريب زوجها الذي يحبها (كريم) الذي يجسده يوسف الخال، وهو زعيم “مافيا” في عالم المخدرات.

على التوازي مع هذه الصراعات تبرز شخصية قادمة من دمشق، “سوار” الذي يؤدي دوره الفنان وائل شرف، والذي يخوض صراعات هو الآخر بعضها أخلاقي مع شقيقه “أمير” (يامن الحجلي)، الذي نجا من حبل المشنقة بأعجوبة، وبعضها الآخر يتعلق بمشاريعه العمرانية في دمشق مع بعض المسؤولين الفاسدين.

حب وخيانة مبرران يجمعان “شغف” و “سوار”، وصراعات متواصلة تتشابك وتتقاطع بمهارة لتصنع حكايات العمل ضمن عالم فاسد “مافياوي”.

العمل من تأليف الناقد والكاتب السوري علي وجيه والممثل يامن الحجلي، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، وهو من انتاج 2018، وتأجل عرضه عاماً كاملاً قبل أن يبصر النور. ورغم زحمة الأعمال السورية هذا العام تمكن “هوا أصفر” من احتلال مراتب متقدمة في نسبة المشاهدة الأمر الذي يؤكد على مدى جودته.

ويعتبر هذا العمل التجربة الثالثة للكاتبين، الأمر الذي اعتبره علي وجيه خلال حديثه إلى موقع “الجديد” أنه ساهم بشكل كبير في تقارب الأفكار بينه وبين يامن الحجلي، لينتج هذا العمل.

يشدد وجيه خلال حديثه على أن الكتابة المشتركة لا تعتبر أمراً غريباً، فهو طريقة معمول بها في العالم، خصوصاً بالنسبة للأعمال التلفزيونية، موضحاً أن متطلبات الدراما العربية تقتضي كتابة عمل من 30 حلقة، وهو أمر يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين إذا تولى الأمر كاتب واحد فقط، وتابع “الكتابة المشتركة تخفف من هذا العبء، كما تفسح المجال لخلق أفكار إبداعية ومتقنة ونوعية، فنحن أمام عقلين بدلاً من عقل واحد”.

وعن سبب النجاح الذي حظي فيه المسلسل، ونسب المشاهدة المرتفعة، رأى وجيه أنه “من الصعب فعلاً خلال تحضير أي عمل معرفة مدى نجاحه، ومدى تقبله من الجمهور إذا لا توجد قواعد أو قوانين واضحة لهذا الأمر”، مضيفاً أنه “من وجهة نظري الشخصية لمس المشاهدون واقعية في العمل، خصوصاً أن بعض الأعمال المشتركة في الفترة الماضية قدمت حكايات غير واقعية بعيدة عن عالم المشاهد بهدف خلق بيئة مناسبة للعمل المشترك”.

كذلك يرى وجيه أن “الشرائح الاجتماعية المتعددة في العمل قد تكون ساهمت في إنجاحه، حيث تنوعت الشخصيات والبيئات، وقد تكون لامست المشاهدين في بعض النواحي”، وتابع “الحكاية الجديدة التي يقدمها هوا أصفر، وهي حكاية غير مألوفة بالنسبة للمشاهدين قد تكون ساهمت أيضاً في إنجاح العمل”.

نجح العمل حتى الآن في سرد نصف الحكاية، دون أي شطط أو “حشو” إضافي يهدف إلى إطالة مدة الحلقة بما يتلائم مع عرضها التلفزيوني، وهو ما أكده أيضاً كاتب العمل علي وجيه الذي قال “يمكنني أن أدعي فعلاً خلو العمل من أي حشو غير ضروري”، قبل أن يضيف “قد يكون هذا أيضاً أحد عوامل نجاحه”.

وعلى الرغم تعدد الحكايات ونجاح أبطالها في رسم شخصياتها ببراعة، حافظ المسلسل على رشاقته وتوازنه، إذ لم يقدم نجماً على حساب آخر، وحافظ على التصاعد المتوازي للحكايات ضمن حبكات مدروسة ومتشابكة، الأمر الذي يميز هذا العمل.

اقرأ أيضا: قناة الجزيرة “منزعجة” من عودة الدراما السورية للواجهة هذا العام

ويختم علي وجيه حديثه بالتأكيد على أن ما يقدمه العمل “هو طرح جدي، وليس مجرد حكايات بعيدة عن الواقع وعائمة على السطح”، ويتابع “سيلمس المشاهدون ذلك بشكل أكبر خلال الحلقات المقبلة”.

الجديد

شام تايمز
شام تايمز