الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

لكسر الحصار… هل تستطيع سوريا تعويض إمداد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية ؟

لكسر الحصار… هل تستطيع سوريا تعويض إمداد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية ؟

شام تايمز

تعاني سوريا من حصار اقتصادي تقوده الولايات المتحدة أثر بشكل كبير على إمدادات الطاقة في البلاد، بالإضافة إلى ظروف الحرب على الإرهاب التي نشبت منذ عام 2011، كل ذلك يدفع الحكومة السورية للبحث عن مصادر وبدائل لتوفير الطاقة اللازمة لاستمرار دورة الحياة في سوريا.

شام تايمز

بعد بداية الحرب في عام 2011، واجه قطاع الطاقة الكهربائية مشاكل كبيرة بداية من صعوبة تأمين مواد الطاقة اللازمة لتشغيل المحطات ووصولا إلى عمليات التخريب الإرهابية التي طالت منشآت هذا القطاع ورغم ذلك استمرت الحكومة بتأمين الكهرباء للمواطنين بمعدل وسطي 3 ساعات قطع مقابل 3 ساعات تشغيل مع تغير هذه النسبة في بعض الفترات وفقا للظروف.

وفي عام 2017 بدأت الحكومة السورية بتركيب ألواح طاقة شمسية لتوليد الكهرباء في أكثر من منطقة وذلك لتعويض مصادر الكهرباء التي تحتاج إلى مواد طاقة وفيول، وتم تدشين أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية باستطاعة 1.26 ميغاواط في منطقة الكسوة بريف دمشق في.

وأكد وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربوطلي بعد التدشين أن إنتاج المحطة من الكهرباء يكفى لإنارة نحو 500 منزل وتوفر ما يقارب 500 طن وقود سنويا قيمتها نحو 90 مليون ليرة سورية لافتا إلى أن عدد اللواقط 6000 لاقط كهروضوئي وهي صناعة سورية، وفقا لوكالة “سانا” السورية.

وفي شهر فبراير/ شباط عام 2018 أطلقت وزارتا الكهرباء والتربية في سوريا مشروعا لتوليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية لمجمع مدارس محسن مخلوف في ضاحية قدسيا في ريف دمشق، باستطاعة 140 كيلوواط ساعي وبكلفة 110 ملايين ليرة سورية.

وأكد وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربوطلي لوكالة “سانا” أن هذا المشروع في حال تشغيله سيوفر حوالي 80 طنا من النفط المكافئ بوفر مالي سنويا يقدر بـ16 مليون ليرة سورية.

وأضاف وزير الكهرباء أن هذا المشروع سينتج سنويا حوالي 230 ألف كيلو واط ساعي، وهناك أيضا مشاريع مستقبلية تم توقيعها مع وزارة التربية، وهناك 6 مدارس أيضا.

وفي شهر أبريل /نيسان من العام الحالي، تم في طرطوس تركيب الألواح الشمسية العملاقة على بعد 20 كم من المدينة، وعلى مساحة ثلاثة هكتارات فقط، تم تركيب أكثر من ستة آلاف لوح شمسي، بعرض متر واحد وارتفاع مترين. لا تنتج كل لوحة من هذه الأجهزة سوى 300 واط من الكهرباء، ولكن كلها معًا، تولد بالفعل 2 ميغاوات.

جميع الكهرباء المتولدة في هذه المحطة تتدفق إلى الشبكة المركزية لمدينة طرطوس. بينما تستهلك المدينة حوالي 250 ميغاوات. لكن حتى الـ2 ميغاوات التي تنتجهما المحطة يمثلان مساهمة جادة في استعادة نظام الطاقة في المدينة الساحلية. يقول المهندسون إن التصميم بسيط إلى حد ما في التجميع والصيانة.

وقال مهندس محطة توليد الكهرباء إياد خليل لقناة “زفيزدا” الروسية: “هذه الألواح جاءت إلينا من الصين. قمنا بإعداد الموقع، وتركيب معدات الطاقة الشمسية على هياكل خاصة. ثم، قمنا بإعداد جميع المعدات. قوة كل هذه الألواح كافية لتوفير الكهرباء لخمسمائة منزل. فقط 15 شخصا يعملون هنا. سنبني مثل هذه المحطات في أماكن أخرى. للمحافظة بأكملها”.

ميزة إضافية أخرى هي التكلفة المنخفضة للغاية للكهرباء المنتجة بهذه الطريقة. تشرق الشمس في سوريا طوال 365 يومًا تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك، يعد أيضًا مصدرًا صديقًا للبيئة، وهو مهم بشكل خاص لمنطقة منتجع طرطوس.

وبهذا الخصوص رأى المهندس أحمد نحاس في حديثه لوكالة “سبوتنيك” أن إنارة مدينة كاملة بالكهرباء من خلال الطاقة الشمسية أمر مكلف جدا وغاية بالصعوبة بالنسبة لسورية (في الوقت الحاضر) نظرا للخطر الذي يمكن أن يهدد عملها، لذلك أفضل طريقة لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة الشمسية هو أن يتم بشكل شخصي (أي كل بيت يقوم بذلك بمفرده) بحيث يقوم بثبيت ألواح الطاقة الشمسية على سطح المنزل ومن ثم توليد الطاقة منها.

وتابع نحاس: “ولتوفير احتياجات البيت خلال يوم كامل من الطاقة، فإن ذلك يتطلب ألوالحا كثيرة، ولكن في هذه الحالة يتم استخدام بعض الألواح والتي يتم توصيلها مع بطاريات تحفظ الطاقة الكهربائية ليتم استخدامها فيما بعد في حال توقف الطاقة الكهربائية المركزية. وهكذا لن تنقطع الكهرباء لدى المواطنين”.

وأضاف نحاس “أما بالنسبة للسعر، فيعتمد على نوع اللوائح وسعة تخزين البطارية، ولكن بالمتوسط يحتاج المنزل الصغير إلى لوائح تولد تيار كهربائي قدرته من 100 إلى 200 فولط، وهكذا يكون سعر البطاريات مع التركيب بشكل متوسط 2000 دولار”.

وحول إمكانية استفادة الدولة في حال قام سكان مدينة كاملة من تثبيت ألواح شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية، قال نحاس: “من المعروف أن ألواح الطاقة الشمسية تولد الكهرباء دون توقف، وتقوم بحفظ الطاقة في بطاريات مخصصة، وعند امتلاء البطارايات تتوقف الألواح الشمسية عن توليد الطاقة. وهنا يكمن جوهر العملية. يمكن للدولة أن تقوم بإنشاء محطة تخزين كهرباء من الطاقة المتولدة عن الألواح الشمسية من منازل المواطين، عبر إيصال خط خاص لذلك، ومن ثم إعادة بيع هذه الطاقة لمواطنين آخرين وبسعر أقل. أي هنا يقوم المواطن ببيع الكهرباء الفائضة لديه للدولة، ومن ثم تقوم الدولة ببيعها للمواطنين الآخرين وبسعر جيد لهم”.

وبهذه الطريقة يربح الجميع، المواطن، حيث تنخفض المدفوعات للكهرباء، بل ويصبح له دخل إضافي من بيع الكهرباء، والدولة التي لا تحتاج إلى توليد الطاقة الكهربائية بل فقط لبيعها.

وحول تجارب دول أخرى، أكد نحاس أن اليابان من الدول الرائدة في توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية، وتقوم بتخصيص أماكن ضخمة لنشر اللوائح الشمسية وبناء محطات لتخزين الطاقة المتولدة منها.

ومن الأماكن التي تقوم بنشر اللوائح هي المطارات القديمة المهجورة أو ملاعب التنس القديمة، والأماكن التي تتعرض لأكبر قدر ممكن من الأشعة الشمسية، حيث تمتلك محطلت تولد طاقة تصل إلى 35 ميغا واط.

من ناحيتها قالت الخبيرة المختصة سلمى زلخة لوكالة “سبوتنيك” إن الألواح الكهروضوئية توفر طاقة نظيفة خضراء. أثناء توليد الكهرباء باستخدام الألواح الكهروضوئية، لا توجد انبعاثات غازات الدفيئة الضارة وبالتالي الطاقة الشمسية الكهروضوئية صديقة للبيئة. ويمكن توفير الطاقة الشمسية في أي مكان تقريبًا يوجد ضوء الشمس، وهي مناسبة بشكل خاص لشبكات الطاقة الذكية مع توليد الطاقة الموزعة وهي بالفعل ما سنحتاجه لتوليد الطاقة في الاجيال القادمة .

وأشارت المختصة إلى أنه ” تتجه تكلفة الألواح الشمسية حاليًا على مسار سريع نحو الانخفاض ، ومن المتوقع أن تستمر في الانخفاض للسنوات القادمة — وبالتالي فإن الألواح الكهروضوئية الشمسية لها مستقبل واعد للغاية سواء من حيث الجدوى الاقتصادية والاستدامة البيئية”. وتعتبر تكاليف التشغيل والصيانة للألواح الكهروضوئية منخفضة ، ولا تكاد تذكر ، مقارنة بتكاليف أنظمة الطاقة المتجددة الأخرى”.

وأضافت المهندسة السورية: “ولا تحتوي الألواح الكهروضوئية على أجزاء متحركة ميكانيكيا، إلا في حالات القواعد الميكانيكية لتتبع أشعة الشمس؛ وبالتالي، حالات الكسر أقل بكثير أو قد تحتاج إلى صيانة لكن أقل من أنظمة الطاقة المتجددة الأخرى (مثل توربينات الرياح)”.

ورأت أنه “نظرًا لأن الطاقة الشمسية تتزامن مع احتياجات الطاقة للتبريد ، يمكن أن توفر الألواح الكهروضوئية حلاً فعالًا لذروة الطلب على الطاقة — خاصة في أشهر الصيف الحارة حيث يكون الطلب على الطاقة مرتفعًا. وعلى الرغم من أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية قد شهدت انخفاضًا كبيرًا في الأعوام الماضية ، وما زالت تتراجع ، إلا أن الألواح الضوئية الشمسية هي أحد أنظمة الطاقة المتجددة الرئيسية التي يتم الترويج لها من خلال تمويل الإعانات الحكومية (في الدول الاخرى) (من خلال صناديق الاستثمار الضريبية ، الإعفاءات الضريبية ، إلخ) ؛ وبالتالي فإن الحوافز المالية للألواح الكهروضوئية تجعل من ألواح الطاقة الشمسية بديلاً جذابًا للاستثمار”. مشيرة إلى أن “الألواح الشمسية السكنية سهلة التركيب على أسطح المنازل أو على الأرض دون أي تدخل في نمط الحياة السكنية”.

وعددت المهندسة عيوب الطاقة الشمسية الكهروضوئية قائلة ” كما هو الحال في جميع مصادر الطاقة المتجددة ، فإن الطاقة الشمسية لديها مشكلات ايضا ؛ فمثلا في الليل لا يوجد سطوع وحرارة للشمس إضافة إلى أنه في الشتاء وأحيانا في الصيف قد يكون الجو ممطرا وغائما خلال النهار. وبالتالي ، فإن انقطاع الطاقة الشمسية وعدم القدرة على التنبؤ بها يجعل لوحات الطاقة الشمسية أقل موثوقية كحل كامل”.

وأردفت “كذلك تتطلب لوحات الطاقة الشمسية معدات إضافية (محولات) لتحويل الكهرباء المباشرة (DC) إلى كهرباء متناوبة (AC) من أجل استخدامها على شبكة الطاقة”. وللحصول على إمدادات مستمرة من الطاقة الكهربائية ، وخاصة بالنسبة للاتصالات على الشبكة، لا تتطلب الألواح الضوئية المحولات فحسب ، بل تتطلب أيضًا بطاريات تخزين؛ وبالتالي زيادة تكلفة الاستثمار للألواح الكهروضوئية إلى حد كبير

في حالة تركيب الألواح الكهروضوئية المثبتة على الأرض ، فإنها تتطلب مساحات كبيرة نسبيًا للانتشار عليها ؛ عادة ما يتم تخصيص مساحة الأرض لهذا الغرض لمدة 15-20 سنة — أو حتى لفترة أطول.

واعتبرت أن مستويات كفاءة الألواح الشمسية منخفضة نسبياً (بين 14٪ —25٪) مقارنة بمستويات كفاءة أنظمة الطاقة المتجددة الأخرى. وعلى الرغم من أن الألواح الكهروضوئية لا تتحمل تكاليف صيانة أو تشغيل كبيرة ، إلا أنها هشة ويمكن أن تتلف بسهولة نسبية ؛ وبالتالي تكاليف التأمين الإضافية هي بالتالي ذات أهمية قصوى لحماية الاستثمار الكهروضوئية، ولا يمكن تثبيت الالواح الشمسية على كافة انواع الأسقف في حال رغبة المستخدم تركيب نظام منزلي كهرضوئي .

من جته قال الخبير الاقتصادي الدكتور شادي أحمد لوكالة “سبوتنيك” حول هذه النقطة “إن مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق الشمس تعتبر من أهم المشاريع في استخدام بدائل الطاقة، وعالميا تطورت هذه التكنولوجيا، ولكن ما زالت تكاليفها مرتفعة نوعا ما، ولكن في سوريا تنفذ عدة مشاريع لأن سوريا بحاجة إلى بدائل الطاقة لكسر الحصار المفر وض عليها، والحكومة السورية اتخذت نهجا منذ فترة طويلة وهو دعم أسعار الطاقة وهذا يعني أن هذا المشروع يمكن أن ينفذ بشكل جيد من خلال القطاع العام أو الخاص، حيث تشجع الدولة من خلال قانون الاستثمار القطاع الخاص للدخول في هذا المجال، بحيث تقوم بشراء الطاقة الكهربائية من القطاع الخاص وهذا ما يشجعهم على الاستثمار بها”.

شام تايمز
شام تايمز