الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

تركيا الفخّ الأميركي لروسيا

تركيا الفخّ الأميركي لروسيا

شام تايمز

ريزان حدو

شام تايمز

30 سبتمبر 2015 تدخّلت روسيا بقدراتها العسكرية مباشرة في الحرب الدائرة في سوريا ، هذا التدخّل الذي أعاق المشروع الأميركي المُخطّط لسوريا ، وقلب الموازين ، فبدأت الدولة السورية وحلفاؤها باستعادة المبادرة على الأرض واقتربت من حسم المعركة ، وبالتالي خروج أميركا خالية الوفاض .

ولذلك ابتدعت العقلية الأميركية خطة سريعة بنصب فخ لروسيا في سوريا لجعلها تخسر جزءا” من مكتساباتها ، واعتمد الفخ الأميركي على فكرة (اضرب عدوّك حيث يظن أنه ضربك )، وعلى أرض الواقع أبعد روسيا عن مصالح حلفائها ، بالوقت الذي تظن فيه أنها تكسر أميركا بإبعادها عن تركيا …
ولكي تكون الخطة مُحكمة ومُكتملة ، لا بد من خطوات وأحداث تكون الطعم الذي يدفع روسيا للوقوع بالفخ :
أولا”: أن تشهد تركيا محاولة انقلابية ليس استثناء إنما الاستثناء كان في أمرين :
1- أن انقلاب 15 تموز كان انقلابا” فاشلا” بعد سلسلة من المحاولات الانقلابية الناجحة التي شهدتها تركيا بدءا” من انقلاب 1960 مرورا” بانقلاب 1970 و 1980 وصولا” لانقلاب ( مابعد الحداثة ) 1997 .
2- أن يكون العقل المُخطِّط للانقلاب على أردوغان هو حليفه فتح الله غولن ( زعيم حركة الخدمة ) المقيم منذ عام 1999 في الولايات المتحدة الأميركية حليفة تركيا ، وبينما كان الموقف العلني لواشنطن الحليفة لأنقرة من المحاولة الانقلابية ضبابيا” إن لم نقل داعما” لها ،
كان موقف روسيا العدوّة ، دعم الحكومة التركية سياسيا” ، واستخباراتيا” عبر خط ساخن بين المخابرات الروسية و التركية تم من خلاله نقل خطط ومعلومات عن الانقلابيين حصلت عليها موسكو،
ومن نافل القول إن واشنطن هي من سرّبت بشكل غير مباشر تلك المعلومات لروسيا إمعانا” في إحكام الفخ .
ثانيا” : الدعم العسكري الهوليوودي الاستعراضي لقوات سوريا الديمقراطية ، في محاولة ظاهرها استفزاز لتركيا ، باطنها جعل الكرد الطعم الذي استدرج فيه الروسي إلى الفخ الأميركي التركي .
ثالثا” : صفقات تركية – روسية ( عسكرية – اقتصادية ) .
وهنا سقطت روسيا في الفخ ونجم عن ذلك :
1- إدخال تركيا عسكريا” بشكل مباشر ومؤثر إلى سوريا بإشراف وضوء أخضر روسي ،
حيث باتت تركيا تسيطر على منطقة ممتدة من جرابلس مروراً بأعزاز وعفرين وإدلب وريف حماه حتى تخوم اللاذقية ،
وتتحكّم بأكثر من مئة ألف مقاتل إرهابي وهي قوّة عسكرية لا يُستهان بها إن كانت مدعومة من دولة كتركيا تمتلك عتادا” قويا” وأيديولوجية تتوافق مع الجماعات الإرهابية .
2- وقف معركة تحرير إدلب من الجماعات الإرهابية تحت شعار الحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية جديدة وهجرة جماعية من منطقة خفض التصعيد في إدلب ، وبالتالي أية عملية عسكرية يقوم بها الجيش السوري ستقوّض اتفاق الآستانا وذلك بحسب مجلس الأمن القومي التركي
3- التخلّي عن حلفائها الكرد في عفرين وبيعهم لتركيا .
هذه الأمور الثلاثة أدّت إلى خسارة روسية كبيرة جيوسياسية باعتبار عفرين هي المعقل الوحيد في الشمال السوري الذي لم يكن بيد الناتو ،
ومعنويا” حيث خسرت الكثير من مصداقيتها أمام الجمهور المؤيّد للدولة السورية وحلفائها ،
فظهرت إمكانية تخلي روسيا عن مصالح حلفائها مقابل مصالحها .
ويبقى السؤال هل سقطت روسيا فعلا” في الفخ الأميركي ؟
أم أن الفخ كان روسيا” أميركيا” ضد محور المقاومة ؟
وهل سيستوعب محور المقاومة الفخ و الرد عليه بذات الطريقة ( اضرب عدوك حيث يظن أنه ضربك ) ؟
الميادين

شام تايمز
شام تايمز